مراجعة الإنفاق في بريطانيا 2025: كيف تؤثر على ضرائبك وإعاناتك؟

كشفت المستشارة البريطانية رايتشل ريفز عن أول مراجعة شاملة للإنفاق منذ تشكيل حكومة حزب العمال، متعهدة بإعادة توجيه الإنفاق العام لخدمة “الناس العاديين”، في ظل تزايد الضغوط المعيشية وتعاظم الحاجة إلى إصلاح البنية التحتية والخدمات العامة.
وفي خطاب ألقته أمام البرلمان، أعلنت ريفز عن زيادات قياسية في التمويل المخصص للخدمات الصحية والتعليم والدفاع، إضافة إلى مشاريع نقل وإسكان ضخمة، لكنها ألمحت إلى أن قطاعات أخرى ستشهد خفضًا في الإنفاق في إطار الالتزام بالقواعد المالية الصارمة التي وضعتها وزارة الخزانة، والتي تنص على وجوب توازن الإنفاق اليومي مع الإيرادات العامة.
ما هي المراجعة المالية؟ وما الجديد فيها؟
تُعد المراجعة المالية أداة رئيسية تستخدمها الحكومة البريطانية لتحديد أولويات الإنفاق على مدى عدة سنوات، وتشمل مخصصات جميع الوزارات والهيئات العامة. وتمتد المراجعة الحالية من عام 2026/2027 حتى 2028/2029، وتشمل أيضًا خططًا استثمارية حتى عام 2029/2030.
وتتميز هذه المراجعة بأنها “صفرية”؛ أي أنها لم تعتمد على تعديل الميزانيات السابقة صعودًا أو هبوطًا، بل أعادت تقييم كل بند من بنود الإنفاق من البداية، وفقًا لمبدأ القيمة مقابل المال.
قطاع الصحة NHS.. الرابح الأكبر
أعلنت ريفز عن تخصيص 29 مليار باوند إضافية على مدى سنوات المراجعة لدعم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، بزيادة سنوية في الإنفاق الحقيقي بنسبة 3%.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه القطاع الصحي ضغوطًا هائلة، مع تفاقم قوائم الانتظار ونقص الكوادر، وسط مساعٍ حكومية لبلوغ هدف علاج 92% من المرضى في إنجلترا خلال 18 أسبوعًا من الإحالة، مقارنة بـ60% فقط حاليًا.
كما تسعى الحكومة إلى تحديث المنظومة الصحية عبر تعزيز الرعاية المجتمعية، وتوسيع استخدام التكنولوجيا، وتيسير وصول المرضى إلى نتائج الفحوصات وحجز المواعيد واختيار المستشفيات.
المواصلات العامة.. استثمارات غير مسبوقة خارج لندن
في تحول لافت، جاءت الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية لصالح المدن خارج العاصمة، إذ أعلنت ريفز عن:
- 3.5 مليار باوند لتطوير خط ترانس بينين شمال البلاد
- 2.5 مليار باوند لمشروع الربط بين أوكسفورد وكامبريدج
- 1.6 مليار باوند لتطوير الحافلات في منطقة ليفربول
- 1.5 مليار باوند لتجديد الترام في جنوب يوركشاير
- 800 مليون باوند لتحسين وسائل النقل الجماعي في غرب إنجلترا
- 1 مليار باوند لمنطقة تيس فالي، تشمل توسعة محطة ميدلزبرة
وتُعد هذه الاستثمارات الأكبر منذ سنوات خارج لندن، ما يعكس توجهًا جديدًا لإعادة التوازن بين العاصمة والمناطق الأخرى.
أزمة السكن.. عودة الإسكان الاجتماعي إلى الواجهة
في استجابة مباشرة لأزمة الإسكان التي تعصف بالبلاد، أعلنت الحكومة عن برنامج إسكان جديد بقيمة 39 مليار باوند على مدار عشر سنوات، يركز على دعم الإسكان الاجتماعي والميسر.
ووصفت ريفز هذا البرنامج بأنه “أكبر استثمار في الإسكان منذ نصف قرن”، مؤكدة أن حكومتها ستنهي عقودًا من “الإهمال المتعمد” الذي طال الفئات الأكثر احتياجًا.
لكن يبقى التحدي قائمًا، حيث يعتبر محللون أن هدف بناء 1.5 مليون وحدة سكنية قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية “أقرب إلى الطموح منه إلى الواقع”.
المدارس والطفولة المبكرة.. إصلاح بعد عقود من الإهمال
أعلنت ريفز عن زيادة سنوية قدرها 4.5 مليار باوند في ميزانية المدارس، إلى جانب 2.3 مليار باوند سنويًا لصيانة المباني المدرسية، و2.4 مليار باوند لإعادة بناء 500 مدرسة.
وشددت المستشارة على أن المدارس البريطانية “عانت طويلاً من الإهمال”، مؤكدة أن حكومة العمال لن تسمح بمواصلة تعليم الطلاب في مبانٍ مؤقتة باردة أو غير آمنة.
كما خصصت الحكومة 370 مليون باوند لرياض الأطفال، و555 مليون باوند لتحسين جودة الرعاية المبكرة وكسر “دائرة التدخل المتأخر” في دعم الأطفال الأكثر احتياجًا.
رغم أن الأرقام المعلنة تعكس نية لتحسين جودة الحياة في بريطانيا، فإن منصة العرب في بريطانيا (AUK) تُشدد على أن النجاح الحقيقي لا يقاس بالوعود بل بقدرة الحكومة على التنفيذ الشامل والعادل، وخاصة في المناطق التي تشهد تفاوتًا حادًا في الخدمات، ومنها تلك التي تضم جاليات مهاجرة كبرى.
المصدر: ياهو نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇