مذكرات هوتوفلي تفضح شبكة نفوذ سياسي بريطاني تخدم إسرائيل في الخفاء
كشفت مذكرات السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي هوتوفلي، عن شبكة واسعة من اللقاءات السرية والعلنية مع شخصيات سياسية واقتصادية وأعضاء من جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في بريطانيا، خلال فترة العدوان على غزة، الأمر الذي يسلط الضوء على طبيعة التعاون بين اللوبيات المؤيدة لتل أبيب ومؤسساتها الدبلوماسية.
تحريض على الإبادة وتبرير استهداف المدنيين

قضت هوتوفلي قرابة عامين وهي تدلي بتصريحات تحرّض على استهداف البنية التحتية والمدنيين في قطاع غزة.
وفي العام الماضي، صرحت بأن “كل مدرسة، وكل مسجد، وكل بيت ثانٍ” في غزة يحتوي على أنفاق، ما يجعله هدفًا مشروعًا، لترد على مذيع إذاعة LBC الذي قال إن ذلك يعني “تدمير غزة بالكامل” بسؤال: “هل لديك حل آخر؟”.
هذه التصريحات، التي اعتبرها مراقبون تبريرًا للإبادة، تزامنت مع بيانات أممية تشير إلى أن 92% من المباني السكنية في غزة – أي نحو 436 ألف منزل – تعرضت للتدمير أو الضرر. كما زعمت السفيرة أن حماس تضع “كل مقراتها” في المستشفيات، وهو ادعاء استُخدم لتبرير استهداف النظام الصحي في القطاع.
وثائق مسرّبة تكشف اللقاءات
تم الحصول على مذكرات هوتوفلي من خلال طلب حرية معلومات قدمه المحامي الإسرائيلي إلاد مان، وشملت فترتين زمنيتين: من 7 أكتوبر حتى 31 ديسمبر 2023، ومن 1 يوليو حتى 30 سبتمبر 2024.
وتُظهر الوثائق اجتماعات متكررة مع لوبيات موالية لإسرائيل، ومتبرعين لحزب العمال، ورجال أعمال، وأعضاء من مجلس اللوردات البريطاني، في ظل استمرار العدوان على غزة.
لوبيات موالية لإسرائيل

تشير المذكرات إلى تواصل وثيق بين السفارة الإسرائيلية في لندن ومجموعات مثل أصدقاء إسرائيل المحافظين (CFI) وأصدقاء إسرائيل العماليين (LFI)، رغم تأكيد هذه الكيانات أنها لا تتلقى تمويلاً مباشراً من تل أبيب.
التقت هوتوفلي أربع مرات بستيوارت بولاك، الرئيس الفخري لـCFI، إلى جانب دبلوماسيين إسرائيليين بارزين، بينهم السفير الحالي في اليونان يوسي أمراني، ونائبة مدير الشؤون الاستراتيجية بالخارجية الإسرائيلية ميراف إيلون شاهار.
كما التقت بأعضاء من LFI، مثل مايكل روبين، وجون بيرس، ولورد جوناثان مندلزون. ووفق تصريحات سابقة لروبين، فإن مجموعته تعمل “بشكل وثيق” مع السفارة “خلف الكواليس”.
إلى جانب ذلك، اجتمعت السفيرة بلوك أكهورست، النائب العمالي والمدير السابق لمجموعة “نحن نؤمن بإسرائيل”، على هامش مؤتمر حزب العمال.
متبرعو حزب العمال
شملت اللقاءات شخصيات نافذة تموّل حزب العمال، بينهم ستيوارت رودين، رئيس مجلس إدارة شركة رأس المال المغامر الإسرائيلية Hetz Ventures، والذي تبرع بأكثر من نصف مليون باوند للحزب قبل انتخابات 2024.
عُقد لقاءان مع رودين في يوليو 2024، أحدهما في معرض فني والآخر في مقر إقامة السفيرة، بعد أسابيع من وصول حكومة كير ستارمر للسلطة.
ويُعرف رودين بمواقفه المتشددة المؤيدة لإسرائيل، حيث هاجم متظاهرين مؤيدين لفلسطين وطالب بحظر احتجاجاتهم.
كما التقت هوتوفلي برجل الأعمال جوناثان غولدشتاين، الداعم السابق لحملة ديفيد لامي لرئاسة بلدية لندن، والمقرب من زعيم حزب العمال كير ستارمر.
رجال أعمال وشركات دولية

في نوفمبر 2023، وبعد أيام من فرض إسرائيل حصارًا شاملاً على غزة، التقت هوتوفلي بمايكل دينيسون، رئيس الاستشارات الدولية في شركة النفط البريطانية BP، والتي حصلت مؤخرًا – بالشراكة مع شركات إسرائيلية وأذربيجانية – على تراخيص للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
كما التقت بممثلين عن شركة رافائيل الإسرائيلية للأسلحة، وهي شركة مملوكة للدولة ومتخصصة في تصنيع صواريخ موجهة للقتال في المناطق الحضرية.
لقاءات مع أعضاء مجلس اللوردات
تضمنت المذكرات اجتماعات مع شخصيات بارزة في مجلس اللوردات، مثل لورد براون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة BP، ولورد فيلدمان، ولورد أندرو روبرتس، ولورد كيستنبوم، الذي شغل منصباً سابقاً في مجموعة الضغط الموالية لإسرائيل BICOM.
وتؤكد المنصة أن استمرار هذه اللقاءات، في ظل تقارير دولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، يثير تساؤلات جدية حول التزام بعض القوى السياسية البريطانية بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وترى AUK أن الشفافية والمساءلة يجب أن تكون أولوية في التعامل مع أي نفوذ خارجي يؤثر على المواقف الرسمية تجاه قضايا إنسانية كبرى مثل القضية الفلسطينية.
المصدر: declassifieduk
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
