مدينة بريطانية تتصدر قائمة المتضررين من تعرفة ترامب الجمركية
أظهرت دراسة حديثة أن مدينة كوفنتري هي أكثر المدن البريطانية عُرضة للخسائر الاقتصادية جراء حزمة الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة، وذلك بسبب اعتمادها الكبير على صادرات صناعة السيارات نحو السوق الأمريكية.
ووفقًا لتحليل صادر عن مركز الدراسات الاقتصادية (Centre for Cities)، فإن كوفنتري قد تواجه ضربة قوية؛ نتيجة فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية تصل إلى 10 في المئة على معظم الواردات البريطانية، و25 في المئة على السيارات المُصنّعة في بريطانيا.
ويخشى خبراء الصناعة أن تؤدي هذه الخطوة إلى فقدان وظائف في قطاع السيارات، إلا أن عضو مجلس المدينة المسؤول عن ملف الوظائف والتنمية، جيم أوبويل، أكد أن المدينة “تتمتع بالمرونة الكافية لتجاوز الأزمة”.
وقال أوبويل: “كوفنتري قادرة على اجتياز هذه العقبات. لسنا في وضع نفقد فيه وظائف. لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سينتهي هذا الوضع، لكننا نمتلك الكفاءة والمرونة”.
أكثر المدن البريطانية تضررًا
وبحسَب بيانات مركز الأبحاث، فإن كوفنتري تتصدر المدن البريطانية الأكثر تضررًا، حيث يُقدَّر أن 22.1 في المئة من صادراتها تتجه إلى الولايات المتحدة، معظمها من قطاع السيارات والمعادن. وجاءت مدينة ديربي في المرتبة الثانية بنسبة 19.9 في المئة، تليها تيلفورد بنسبة 17.3 في المئة، ثم وورثينغ بنسبة 15.3 في المئة. أما مدينة برمنغهام المجاورة، فجاءت في المرتبة الثامنة بنسبة صادرات أمريكية بلغت 13.1 في المئة.
وتُعَدّ كوفنتري موطنًا لعملاق صناعة السيارات “جاغوار لاند روفر”، الذي يُوظّف آلاف العمال في أنحاء ويست ميدلاندز، إلى جانب عدد كبير من شركات السيارات الأخرى المنتشرة في محيط المدينة. وقد أعلنت الشركة مؤخرًا تعليق شحناتها إلى الولايات المتحدة خلال إبريل، في محاولة منها للتعامل مع الشروط التجارية الجديدة.
وفي هذا السياق، زار رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، مصنع “جاغوار” في سوليهال يوم الإثنين، مؤكدًا دعمه الكامل للعمال بقوله: “نحن سندعمكم بكل ما لدينا من قوة”.
وتضم منطقة ويست ميدلاندز أيضًا قطاعات كبيرة في مجال تصنيع الآلات ووسائل النقل، من بينها شركات تسهم في تزويد مصانع السيارات بالمكونات الأساسية.
أخطار حقيقية تطول سلاسل التوريد
وقال متحدث باسم مركز الأبحاث: إن نتائج الدراسة جمعت بيانات مكتب الإحصاء الوطني (ONS) بشأن الصادرات الإقليمية إلى الولايات المتحدة، وإحصاءات التوظيف على مستوى السلطات المحلية. وأضاف: “تتميز كوفنتري بنسبة عالية من الصادرات إلى الولايات المتحدة، وبخاصة في قطاعَي السيارات والمعادن. مدن أخرى لديها قطاع سيارات قوي مثل سندرلاند وليفربول، لكنها لا تعتمد بنفس القدر على السوق الأمريكية”.
وحذّر البروفيسور ديفيد بيلي، أستاذ الاقتصاد في جامعة برمنغهام، من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تمثل “مخاطر حقيقية” على صناعة السيارات في المنطقة.
وقال: “قد نشهد إغلاق بعض المصانع، ربما خارج ويست ميدلاندز، لكن ذلك قد يؤثر على سلاسل التوريد داخل المنطقة”.
وأضاف بيلي: “لا أعتقد أن أحدًا مستعد لهزّة بهذا الحجم. وإذا استمرت الرسوم على حالها، فقد تضطر شركات السيارات إلى رفع الأسعار في السوق الأمريكية، أو تقليص هوامش أرباح الوكلاء، وفي النهاية ستكون هناك تأثيرات على الإنتاج والوظائف داخل بريطانيا”.
من جهته دعا أوبويل إلى تسريع العمل بخطط توسيع مركز تصنيع البطاريات في كوفنتري، بوصفه جزءًا من عملية الانتقال نحو السيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وقال: “من بين المشكلات الأساسية في بريطانيا عدم قدرتنا على تصنيع بطارياتنا محليًّا، إذ نعتمد على استيرادها من أوروبا أو الصين أو أمريكا. نحن بحاجة إلى إنتاجها هنا”.
واختتم بقوله: “علينا أن نستثمر اليوم من أجل المستقبل. هذه الرسوم الجمركية غير منطقية، فالدول لا تنجح من خلال الانغلاق، بل من خلال التعاون والانفتاح. علينا فتح الحدود لا إغلاقها”.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
14°C
