العرب في بريطانيا | مدرسة بريطانية تلغي احتفال الميلاد بعد إساءات ع...

1447 جمادى الثانية 15 | 06 ديسمبر 2025

مدرسة بريطانية تلغي احتفال الميلاد بعد إساءات عنصرية للاجئين السوريين

مدرسة بريطانية تلغي احتفال الميلاد بعد إساءات عنصرية للاجئين السوريين
خلود العيط November 26, 2025

ألغت مدرسة (Cauldeen) الابتدائية في مدينة إينفيرنيس احتفالها الموسيقي السنوي بمناسبة عيد الميلاد بعد أن تعرّضت هي وموظفوها لسيل من “الرسائل العنصرية والمسيئة” على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان من المقرر أن يتضمن العرض مشهدًا وأغنية تسلط الضوء على معاناة الأطفال اللاجئين المتضررين من الحرب في سوريا، لكن الهجمات الإلكترونية دفعت الإدارة إلى إعادة النظر في إقامة الاحتفال.

احتفال يعكس تعاطفًا مع اللاجئين

وأكد المجلس البلدي (Highland Council) أن القرار جاء بعد تلقي المدرسة “تعليقات سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي”، تضمنت رسائل عنصرية ومسيئة موجهة للمدرسة والموظفين. وأشارت شرطة سكوتلاند إلى أنها تحقق في بلاغ يتعلق “باتصالات تهديدية ومسيئة على الإنترنت”، موضحة أن “التحريات مستمرة”.

وأوضح متحدث باسم المجلس: “بعد التعليقات السلبية، جعلت المدرسة سلامة الموظفين والطلاب أولوية قصوى. وبدلًا من عرض عيد الميلاد، ستستمتع الفصول الدراسية بأنشطة تعليمية احتفالية أخرى داخل المدرسة”.

وأضاف المجلس أن مثل هذه القرارات تُعَدّ ضمن “الصلاحيات التشغيلية” للمدرسة الابتدائية تحت نظام الإدارة المدرسية الموزعة.

مدرسة في لندن تندم على تحذير طلابها من دعم فلسطين

وكان العرض سيستند إلى مسرحية (Gimme, Gimme, Gimme)، التي أنتجتها شركة (Edgy Productions) المتخصصة في المسرحيات الموسيقية للمدارس والمسارح الشبابية. وقد نُشر النص الأصلي عام 2016، ويحكي قصة ثلاثة من مساعدي سانتا الذين يحاولون مواكبة متطلبات الأطفال في بيئة عالية التقنية بالقطب الشمالي. ويشمل العرض مشهدًا وأغنية تتناول حياة اللاجئين العالقين على الحدود السورية التركية بسبب الحرب.

وبهذا الصدد، قال أندرو أوكسبرينغ، مدير شركة (Edgy Productions): “شعرنا بالصدمة والحزن لسماع أن المدرسة والموظفين تعرضوا للإساءة. هذا مقلق على وجه الخصوص؛ لأن الإساءة جاءت ردًّا على عرض موسيقي يركز على قيم التسامح والصداقة والسلام، بما يعكس الرسالة المسيحية الأوسع”.

وأضاف: “إذا استنتج بعض الناس أن العرض يحتوي على أي محتوى بشأن أوضاع المهاجرين الذي أثار النقاش في بريطانيا قبل نحو تسع سنوات، فإن رد فعلهم غير مبرر. والأسوأ أن هذا الرد كان عنصريًّا وموجهًا للمدرسة، وهو أمر مؤسف للغاية. أما الاتهام بالغرس العقائدي، فهو أيضًا غير صحيح؛ لأن تعليم الأطفال التعاطف مع الأطفال العالقين في صراعات أجنبية ليس غرسًا عقائديًّا، بل جزءًا من التربية الإنسانية”.

وأكد أوكسبرينغ أن شركته لن تعلّق على السياسات الحالية المتعلقة بالهجرة أو عبور القوارب أو طالبي اللجوء، مشيرًا: “لم ننشر ولن ننشر أبدًا مواد لأداء الأطفال تتناول موضوعات مثيرة للانقسام وحساسة كهذه”.

تعكس هذه الحادثة الصعوبات التي تواجه المدارس في توجيه الرسائل التعليمية بشأن قضايا إنسانية حساسة في ظل تصاعد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما تسعى العروض الموسيقية إلى تعزيز التعاطف وقيم التسامح لدى الأطفال، يمكن أن تتحول إلى هدف للنقد والهجمات العنصرية من بعض أفراد المجتمع، ما يضع المدارس في موقف دفاعي يفرض إعادة النظر في برمجة الفعاليات.
كما يبرز الحادث الحاجة إلى تطوير سياسات واضحة لحماية المعلمين والطلاب من المضايقات الإلكترونية، وضمان قدرة المدارس على مناقشة قضايا اللاجئين والهجرة ضمن إطار تربوي آمن ومناسب للأطفال، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية والسياسية.

المصدر: سكاي نيوز


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة