العرب في بريطانيا | إلغاء تصنيف “متميزة” من تقييم المدارس البريطاني...

1447 ربيع الثاني 7 | 30 سبتمبر 2025

إلغاء تصنيف “متميزة” من تقييم المدارس البريطانية.. ما الذي يعنيه ذلك لأولياء الأمور؟

أفضل 5 مدارس ثانوية أداءً في تاور هامليتس في لندن لعام 2022/23
رجاء شعباني September 15, 2025

أعلنت هيئة أوفستد البريطانية عن أكبر إصلاح في نظام التفتيش المدرسي منذ ثلاثة عقود، بعد سنوات من الجدل والانتقادات التي بلغت ذروتها إثر وفاة مديرة مدرسة في 2023. النظام الجديد سيستبدل التصنيفات التقليدية مثل “متميزة” و”جيدة” و”غير كافية” بما يُعرف بـ”بطاقات التقرير” الملوّنة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإضفاء “مزيد من الدقة” لكنها أثارت أيضاً موجة من التشكيك بين نقابات المعلمين وأولياء الأمور.

من التصنيفات الأحادية إلى بطاقات متعددة الأبعاد

دراسة: أكثر من 60% من الآباء يطلبون المساعدة لدفع رسوم المدارس الخاصة

التصنيفات القديمة، التي استخدمتها أوفستد طوال 30 عاماً، اختُصرت في كلمة واحدة تلخص أداء المدرسة بأكمله، ما أثّر بشكل مباشر على مستقبل المدراء، أسعار المنازل في الأحياء، وحتى مصير المدارس نفسها. لكن الحكومة استجابت لحملة طويلة قادها المعلمون ضد ما وصفوه بنظام “عقابي عالي المخاطر”، خاصة بعد انتحار المديرة روث بيري في 2023 أثناء انتظار مدرستها لحكم “غير كافٍ”.

اعتباراً من نوفمبر، سيُعتمد نظام جديد بخمس درجات تصف أداء المدرسة في مجالات محددة: “تحسين عاجل”، “بحاجة إلى اهتمام”، “المستوى المتوقع”، “مستوى قوي”، و”استثنائي”. وتؤكد أوفستد أن هذه الدرجات لا يمكن مقارنتها بالتصنيفات السابقة، وستُستخدم بشكل منفصل لكل جانب من جوانب العمل المدرسي.

ستة محاور للتقييم وتركيز على الشمولية

الإطار الجديد يوسّع نطاق التفتيش من أربعة مجالات إلى ستة: الشمولية، المناهج والتدريس، التحصيل، الحضور والسلوك، التنمية الشخصية والرفاهية، والقيادة والحَوكمة. الفئة المستحدثة “الشمولية” تستهدف ضمان معاملة أفضل للتلاميذ الأكثر ضعفاً وحرماناً، عبر دفع الإدارات إلى توفير دعم تعليمي عالي الجودة.

إلى جانب ذلك، سيُقيَّم جانب “حماية الأطفال” بعبارة “مستوفٍ” أو “غير مستوفٍ”، سواء للمدارس أو للحضانات والكليات. كل مجال من المجالات الستة سيحصل على تقدير من الخمس درجات الجديدة، ما يمنح أولياء الأمور صورة تفصيلية أكثر من مجرد كلمة واحدة.

بطاقات تقرير ملوّنة… لكن هل ستكون موثوقة؟

المدارس الثانوية في بريطانيا

البطاقات الجديدة ستُعرض على شكل جداول ملوّنة: الأحمر لـ”تحسين عاجل”، وصولاً إلى الأزرق لـ”استثنائي”. الهدف، وفق أوفستد، هو منح أولياء الأمور “مزيداً من الوضوح”، لكن نقابات المعلمين حذرت من أن الإطار الجديد سيظل مرهقاً وغير عادل، إذ يصعب على فرق التفتيش إصدار أحكام دقيقة على ستة محاور خلال يومين فقط من الزيارة.

رئيس اتحاد قادة المدارس والكليات (ASCL)، بيبي دي إيسيو، أكد أن تطبيق مقياس من خمس نقاط عبر هذا العدد من المجالات خلال فترة قصيرة سيجعل النظام “غير موثوق بطبيعته”. أما اتحاد المعلمين (NAHT) فوصف التغيير بأنه “لقطة سريعة مضللة”، قد تُنتج أحكاماً غير عادلة.

في المقابل، تستند أوفستد إلى استطلاع للرأي أجرته مؤسسة YouGov أظهر أن ثلثي أولياء الأمور (67%) يفضلون النظام الجديد، مقابل 15% فقط فضّلوا النظام القديم. لكن المعارضة جاءت أيضاً من عائلة روث بيري، حيث وصفت شقيقتها الإصلاحات بأنها “إعادة تسمية شكلية لنظام معاقِب وغير موثوق”.

تحديات الموارد والقدرة على التنفيذ

المدارس الخاصة في بريطانيا
المدارس في بريطانيا

يبقى السؤال مطروحاً حول قدرة أوفستد على تطبيق الإصلاحات الجديدة بكفاءة. الخطة تنص على إضافة مفتش جديد لكل جولة تفتيش، وزيادة وتيرة تفتيش مؤسسات التعليم المبكر من مرة كل ست سنوات إلى مرة كل أربع. لكن نقابات المعلمين هدّدت بسحب أعضائها الذين يعملون كمفتشين جزئيين احتجاجاً على “التسرع” في التطبيق.

رئيس أوفستد، السير مارتن أوليفر، أكد ثقته بامتلاك الهيئة العدد الكافي من الموظفين، مشيراً إلى أن ميزانية أوفستد ارتفعت من نحو 140 مليون باوند لعام 2025–2026 إلى 159.4 مليون باوند في 2026–2027، بفضل واحدة من أكبر المخصصات المالية في تاريخها.

إصلاحات أوفستد تمثل تحولاً جذرياً في طريقة تقييم المدارس البريطانية، لكنها تثير أسئلة جدية حول الموثوقية، الضغوط على المعلمين، والقدرة على التنفيذ العادل. ورغم الترحيب النسبي من جانب بعض أولياء الأمور، فإن أصواتاً وازنة من داخل المجتمع التعليمي ترى أن النظام الجديد قد يكون مجرد تغيير في الشكل دون معالجة جوهرية للمشكلات التي أودت سابقاً بحياة قادة مدارس.

منصة “العرب في بريطانيا” ترى أن تحسين جودة التعليم لا يتوقف على تغيير أنظمة التصنيف وحدها، بل يحتاج إلى سياسات عادلة تُراعي واقع المدارس، وتمنح المعلمين الدعم الكافي بدل تحميلهم أعباء إضافية. الإصلاح الحقيقي يبدأ من الاستثمار في الإنسان، لا من تغيير ألوان البطاقات.

المصدر: ذا اي بايبر  


إقرأ أيضا

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
10:00 pm, Sep 30, 2025
temperature icon 13°C
few clouds
79 %
1027 mb
5 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 14%
Visibility 10 km
Sunrise 6:59 am
Sunset 6:41 pm

آخر فيديوهات القناة