علّق مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا (BoD) عضوية نائبة رئيس قسم الشؤون الدولية فيه، هارييت غولدنبرغ، على خلفية توقيعها رسالة علنية تنتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحرب على قطاع غزة.
ويُعَد مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا الهيئة الرئيسة التي تمثل الجالية اليهودية في البلاد.
وكانت غولدنبرغ واحدة من بين 36 عضوًا بارزًا في المجلس خرجوا عن الخط الرسمي للمؤسسة، من خلال التوقيع على رسالة مفتوحة نُشرت في صحيفة فاينانشيال تايمز الأسبوع الماضي، تمثل أول معارضة داخلية علنية لحرب إسرائيل على غزة منذ اندلاعها.
حملة انتقادات ضد نائبة مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا
وطالبت غولدنبرغ المجلس -الذي يضم أكثر من 300 نائب منتخب- بإصدار بيان يدين العدوان الإسرائيلي المتجدد على غزة الشهر الماضي، غير أن المجلس لم يصدر أي موقف رسمي بهذا الشأن.
وبدلًا من ذلك، أعلنت المؤسسة تقديم شكوى داخلية بحق غولدنبرغ والموقعين على الرسالة، بعد أن اعترض مسؤولون من داخل المجلس ومن أفراد من الجمهور على محتوى الرسالة.
وفي أعقاب نشر الرسالة، سارع رئيس المجلس فيل روزنبرغ إلى التوضيح بأن مضمون الرسالة “لا يعكس الموقف الرسمي للمجلس”، مشيرًا إلى أن قرار تعليق عضوية غولدنبرغ اتُّخذ بإجماع اللجنة التنفيذية.
التواطؤ مع العدوان الإسرائيلي
وتضمنت الرسالة التي وقع عليها الأعضاء المعترضون لغة قوية، جاء فيها: “يمكننا أن نُشيح بأنظارنا عما يحدث، فالمشهد لا يُحتمل، لكن قيمنا اليهودية تدفعنا إلى الوقوف علنًا والحديث بشجاعة”.
وأضاف الموقعون: “إن روح إسرائيل بدأت تتآكل، ونحن -بصفتنا أعضاء في مجلس ممثلي يهود بريطانيا- نشعر بقلق بالغ حيال مستقبل الدولة التي نرتبط بها بعمق”.
وتابعت الرسالة: “يمكننا تفسير الصمت الحاصل باعتباره دعمًا لسياسات وإجراءات تتنافى مع قيمنا اليهودية”.
وفي تصريح لصحيفة فاينانشيال تايمز، قالت غولدنبرغ: “رغم خشية بعض الناس من أن يُساء فهم موقفهم كنوع من خيانة الولاء، فإننا نؤمن بأن من واجبنا -نحن اليهود البريطانيين- التعبير عن موقفنا”.
رفض مبادرات وقف العدوان الإسرائيلي
مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا يفرض مقترحات وقف العدوان الإسرائيلي على غزة
ورغم الاتهامات الدولية المتزايدة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، واصلت قيادة مجلس ممثلي اليهود دعمها الكامل للعدوان الإسرائيلي، ورفضت كل المبادرات، حتى المحدودة منها التي طرحتها الحكومة البريطانية لكبح الحملة الإسرائيلية.
وكان المجلس قد هاجم في وقت سابق حكومة حزب العمال البريطاني على خلفية فرضها حظرًا جزئيًّا على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدًا تأييده الثابت لما وصفه بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وذلك رغم استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني في القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.