العرب في بريطانيا | مجزرة تكساس.. لا تحدث سوى في أمريكا!!

1446 رمضان 13 | 13 مارس 2025

مجزرة تكساس.. لا تحدث سوى في أمريكا!!

العرب في بريطانيا مقال مجزرة تكساس.. لا تحدث سوى في أمريكا!!
صلاح عبد الله May 28, 2022

مجزرة تلو أخرى تشهدها الولايات المتحدة آخرها “مجزرة تكساس” المأساوية والتي راح ضحيتها 19 طفلًا واثنان من المعلمين داخل مدرسة إبتدائية على يد شاب اسمه سلفادور راموس لم يتجاوز الـ 18 من عمره، أقل ما يجب أن يقال عنه إنّه “إرهابيّ متوحش” ولا يمكن أن تكون له أي علاقة بالإنسانية.

القاتل المتوحش لقي حتفه في مكان الحادثة ويبقى سبب ارتكابه لهذه الجريمة “الإرهابية” الشنيعة والتي لا يقوى على ارتكابها أفظع القتلة عديمي الرحمة.. مجهولًا.

وقبل تلك المجزرة بعدة أيام وقعت مجزرة أخرى لا تقل بشاعة عنها، حين أقدم شاب أبيض اسمه بايتون جيندرون بعمر 18 عامًا على قتل 10 أشخاص وإصابة 3 داخل أحد المتاجر بمدينة بافالو شمالي نيويورك، غالبيتهم من ذوي البشرة السوداء “بدم بارد”.

 

المعايير المزدوجة في مجزرة تكساس

النصب التذكاري لضحايا إطلاق النار الجماعي يوم الثلاثاء مجزرة تكساس مايو 2022
شهدت أمريكا 27 حادثة إطلاق النار الجماعي على مدرسة في هذا العام فقط (الأناضول/ Yasin Öztürk)

الجريمة البشعة كانت دوافعها عنصرية محضة وتمّ تصويرها من قبل “الإرهابيّ” منفذ الهجوم على غرار جريمة مسجد نيوزيلندا حين ارتكب “الإرهابيّ” الآخر مجزرة داخل مسجدين للمسلمين في مدينة كرايست تشيرتش أسفرت عن استشهاد 51 مسلمًا أعزل وقت الصلاة.

السلطات في أمريكا وصفت تلك الجريمة بأنّها “جريمة كراهية بدوافع عنصرية” ولم يسمّها أحد “جريمة إرهابية” فمتى سيُسمّى قتل الأبرياء الآمنين بالرصاص مع سبق الإصرار إرهابًا؟ هل يُنتظر أن يكون القاتل مسلمًا أو عربيًا حتى يتم تصنيفه على أنّه إرهابيّ؟

الأدهى من ذلك بأنّ الحادثة الأخيرة هي حادثة إطلاق النار الجماعيّ رقم 248 في الولايات المتحدة حتى الآن في عام 2022 والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصًا. وهي حادثة إطلاق النار رقم 27 على مدرسة في الولايات المتحدة في هذا العام فقط، حسب البيانات الرسمية في الولايات المتحدة.

بينما ذكرت التقارير الرسمية بأنّ الارتفاع الأخير في حوادث إطلاق النار على الأطفال يعني أنّ البنادق أصبحت السبب الرئيس لوفاة الأطفال في أمريكا. أكثر من أيّ شيء آخر كالمرض وحوادث السيارات وغيرها.

فوفقًا للأرقام التي كشفت عنها التقارير الرسمية قتلت البنادق 2270 طفلًا في عام 2020 أي أكثر من حوادث السيارات في العام نفسه والتي قتلت 2159 طفلًا.

ورغم كلّ ما سبق من وحشية لن تحدث سوى في أمريكا “بلد الحريات والعدالة والتنوع” كما يحب أن يسميها سكانها، لم ولن يُسمّى ما حدث إرهابًا.. فلم يكن اسم القاتل (حسينًا أو محمدًا أو عمر) بل هم شباب أمريكيون بيض البشرة وغالبًا مسيحيون.

 

فقط في أمريكا

مظاهرة لمنع حمل الأسلحة النارية في أمريكا
البنادق أصبحت السبب الرئيس لوفاة الأطفال في أمريكا (أنسبلاش)

صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ، فقد وصلت تبريرات جرائم هؤلاء الإرهابيين إلى الإشارة نحو آثار كورونا النفسية على “الشباب الأمريكيّ المسكين”. والتنمر في الصغر وغيرها.. هل عميت أبصار البشر أم وصمت القلوب بالحماقة ليصدقوا مثل تلك الترهات التي تنبعث من أفواه المدافعين والمبررين لأفعال “القتلة البائسين”؟.

مجزرة تكساس ومثيلاتها لن تحدث في “دول العالم الثالث” ولا في الدول “المتخلفة” كما يحب أن يسميها الإعلام الغربيّ.. تحدث فقط في أمريكا وتتكرر عامًا تلو الآخر.. لأنّ أمريكا وببساطة، مازالت دولة متخلفة من الداخل شُحن شعبها بالأحقاد والعنصريات والتفرقة، وتحتضن السفاحين والمتعطشين للدماء إما في الداخل الأمريكيّ أو بالتلذذ في تنفيذها في دول أخرى، حين يرسلون إلى العراق وأفغانستان وغيرها على شكل جنود يرتدون الزي العسكري مستخدمين أحدث الأسلحة ويحملون علم “أقوى وأعظم دولة في العالم” ومثال التحضر والمدنية.

مجزرة تلو أخرى تحدث فيما توصف بدولة العدل والحريات والتي تفتخر بأنّها “شرطي العالم” ولكن لا تستطيع فرض السيطرة على العنف الداخليّ بين السكان، وتصر على السماح للشعب بأنّ يمتلك أسلحة للدفاع عن أنفسهم وكأنهم في غابة.. وكما يقول المثل ‫الشعبي الدارج (باب النجار مخلوع).

 


اقرأ أيضًا:

نكبتنا ونكبتهم

السورية زينة ارحيم تستنكر ازدواجية معايير الإعلام في مؤتمر للصحافة في بريطانيا

شرطة لندن تعتقل 3 شباب مسلمين بدعوى مكافحة الإرهاب

loader-image
london
London, GB
11:38 pm, Mar 13, 2025
temperature icon 1°C
few clouds
Humidity 91 %
Pressure 1007 mb
Wind 1 mph
Wind Gust Wind Gust: 2 mph
Clouds Clouds: 24%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:19 am
Sunset Sunset: 6:01 pm