متى سيأخذ العالم معاناة السوريين على محمل الجد؟
في نداء يملؤه الحزن والأسى دعت منظمات الإغاثة الإنسانية في سوريا وتركيا إلى تقديم الدعم لها قدر الإمكان؛ لأنها تبذل قصارى جهدها لمساعدة الناجين من الزلزال المدمر وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض. وتساءلت المنظمات: لماذا لا تُؤخَذ معاناة السوريين على محمل الجد؟!
وعلى ضوء ذلك قالت منظمات الإغاثة في سوريا: إنها تأسف حقًّا على كل مرة تطلب فيها الدعم في أزمة لا يتعين التفكير فيها مليًّا للتخفيف من آثارها المدمرة على السوريين الذين هم بأمسِّ الحاجة إلى المساعدات، ولا يُلبَّى طلبها.
السوريون الذين يعيشون أسوأ أيامهم هذا الأسبوع وقبلها 12 عامًا من الحرب لم يفعل المجتمع الدولي لأجلهم الكثير!
تجاهل العالم لمعاناة السوريين يثير تساؤلات كثيرة
نظرًا إلى تقاعس العالم عن مساعدة السوريين واللامبالاة بمعاناتهم، فقد استضافت الحكومة التركية مزيدًا من اللاجئين السوريين أكثر من أي دولة أخرى وما تزال تفعل ذلك، ما يعني أن تركيا تستحق الدعم هي الأخرى وبخاصة في الوقت الراهن.
يُذكَر أن معاناة الشعب السوري تفاقمت نتيجة سياسة اللامبالاة وعدم الاكتراث لحالهم، فشمال غرب سوريا يُعَد منطقة حرب تعاني من أزمة اقتصادية، والآن أتى الزلزال عليها بالكامل! ورغم ظروف الفقر والكارثة الطبيعية فما زالت سوريا بعيدة كل البعد عن المساعدات الكافية!
ما الذي يجب أن يحدث أكثر لنأخذ معاناة السوريين على محمل الجد؟!
يتساءل عثمان مقبل الذي سافر إلى جنوب تركيا للمساعدة في دعم منظمته (Action For Humanity)، وهي المؤسسة الخيرية الأم لـ(Syria Relief) عن سبب إحجام الدول عن مساعدة سوريا.
وحتى وقت كتابة تقريره قبل ثلاثة أيام لم تعبر أي مساعدات إلى شمال غرب سوريا، حيث كانت جميع المعونات المقدمة محلية. وبخصوص نقطة العبور التي فرضتها الأمم المتحدة فهي غير صالحة للعمل؛ حيث تضررت الطرق المؤدية إليها جراء الزلزال، ولا يوجد عدد كافٍ من الموظفين لرصد المراكز الحدودية.
أضف إلى ذلك أن خيار استخدام الطرق التجارية التي تسمح بنقل المساعدات إلى سوريا غير مرجح؛ لأنها تضررت أيضًا. ومن ثَمّ فلا يقتصر الأمر على عدم وصول المساعدات إلى سوريا فحسب، بل إن الطلب عليها سيزداد بسبب التأخير في إيصالها لدرجة انعدام السلع تقريبًا، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، علمًا أن معدل الفقر في شمال غرب سوريا يتزايد منذ سنوات، حيث إن أسعار السلع الأساسية باهظة الثمن.
وفي عام 2022 مُوِّلت خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا بأقل من 50 في المئة. والآن -ونظرًا إلى حجم المعاناة والكوارث والإهمال الدولي- يحتاج الشعب السوري إلى تمويل يبلغ معدله من 200 إلى 300 في المئة!
قبل يوم الإثنين كان شمال غرب سوريا إحدى الجهات العالمية للنزوح والفقر، حيث يعتمد أكثر من 4.1 مليون سوري من أصل 4.5 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية، إضافة إلى وجود أكثر من 2.8 مليون شخص نازح من مناطق أخرى من سوريا.
وها هي الأرقام في زيادة مخيفة الآن؛ لأن حصيلة الضحايا والجرحى والمشردين التي سببها الزلزال لم تحدد على وجه الدقة بعد، فضلًا عن إحصائيات الفقر!
وإذا حولت الحكومات كلماتها إلى واقع عملي ومأوى يحتمي به السوريون وطعام يتلقفه الناجين من تحت الأنقاض فستنتهي المعاناة دون شك.
نداء للحكومات
هناك عائلات لقيت حتفها بالكامل، أطفال محاصرون تحت المباني منذ يوم الإثنين، فتيان وفتيات أمضوا حياتهم كلها في الهروب من الحرب إلى شمال غرب سوريا المنكوبة بالفقر، لتسقط عليهم المباني بسبب زلزال الأسبوع الماضي! وقبله كان الأطفال في هذه المنطقة معرضين لخطر الاستغلال والعنف وعمالة الأطفال وزواج القاصرات، وكانت المستشفيات منهكة من نقص التمويل.
قبل يوم الإثنين، كان الناس يعانون من الأمراض المنقولة عبر المياه؛ بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
لم يكن زلزال يوم الإثنين بداية معاناة الشعب السوري، لكنه زادها سوءًا. لذا يوجه عثمان مقبل نداءه للحكومات والمجتمع الدولي؛ للتدخل فورًا من أجل مساعدة شعب يحتاج إلى تقديم يد العون منذ 12 عامًا.
اقرأ أيضًا:
حكومة ويلز تتبرع بمبلغ 300 ألف باوند استجابة لزلزال تركيا وسوريا
ترند بريطانيا: تعاطف عالمي مع المتضررين من زلزال تركيا وسوريا
الرابط المختصر هنا ⬇