متأثرا بأفكار اليمين المتطرف..مراهق يعترف بالتخطيط لهجوم إرهابي على مسجد في بريطانيا
اعترف مراهق اسكتلندي يبلغ من العمر 17 عامًا أمام المحكمة العليا في غلاسكو، بتخطيطه لهجوم إرهابي استهدف مركزًا إسلاميًّا في منطقة إنفركلايد (Inverclyde)، وذلك تحت تأثير أفكار اليمين المتطرف، وإعجابه بشخصيات مثل أندرس بريفيك وأدولف هتلر.
وجاء اعترافه بعد أن تمكن من خداع القائمين على المركز بادعائه الرغبة في اعتناق الإسلام، في محاولة للتسلل إلى الداخل وتنفيذ مخططه الإرهابي، الذي شمل إحراق المبنى لإرهاب المصلين.
تطرف مبكر وتخطيط ممنهج

كشفت التحقيقات أن المراهق -المُشخص بطيف من أطياف التوحد- بدأ يتبنى أفكارًا متطرفة منذ سن الثالثة عشرة، بعد أن تأثر بمحتوى منشور على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك وتيليغرام.
وقد أعدّ “بيانًا” على هاتفه المحمول أبدى فيه استعداده للموت “دفاعًا عن أرضه”، وضمّن فيه أسماء شخصيات يمينية متطرفة مثل: بريفيك، وهتلر، وموسوليني، إضافة إلى قائمة بالكراهية شملت كير ستارمر والنبي محمدًا وجهادي جون.
وفي البداية، خطط الفتى لاستهداف مدرسته في إنفركلايد، إذ صوّر نفسه وهو يتجول في مبناها مهددًا بتفجير قنابل تحت طاولات المقصف وتصفية بعض الموظفين.
لكن مخططه تغيّر لاحقًا وركّز على المركز الإسلامي، حيث زوّد الإمام بمعلومات كاذبة عن رغبته في الدخول إلى الإسلام، ما مكّنه من التجوّل بحرية داخل المبنى وتصوير ممراته وتصميم رسومات لمخططاته.
التنكر والمراقبة والتحضير للهجوم

بحسَب النيابة، فإن الفتى شارك في الصلاة مع المصلين محاولًا كسب ثقتهم، كما بحث على الإنترنت عن صور للمسجد وملابس قتالية، وأجرى محادثات مع أشخاص عبر تطبيق “تيليغرام” قال فيها إنه تسلل إلى “الهدف”، وإنه كان قادرًا على إشعال النيران داخله، لكنه لم يفعل لغياب “الضحايا المحتملين”.
كما ذكر في محادثاته نيّته استخدام مسدس BB الذي يُشبه الأسلحة الحقيقية؛ لإخافة المصلين ومنعهم من مغادرة المبنى أثناء الحريق، وطلب من أحد معارفه بثّ الهجوم مباشرةً ومشاركته مع بيانه الإرهابي.
وفي محاولة أخرى، سعى الفتى للحصول على رخصة لحيازة بندقية، لكنه لم يتمكن من ذلك؛ بسبب إغلاق النادي المحلي للرماية في ذلك الوقت.
إحباط الهجوم وضبط الأدلة

في صباح الـ23 من كانون الثاني/يناير 2025، خرج الفتى من منزله حاملًا حقيبة عسكرية مموهة، ما أثار شكوك والدته.
وبفضل معلومات استخبارية حصلت عليها الشرطة، جرى تعقّب تحركاته عند المركز الإسلامي، وأوقفته الجهات المختصة وهو يرتدي ملابس سوداء بالكامل. وعندما سُئل عن محتويات حقيبته، قال: “أسلحة.. سأخبركم بما بداخلها حتى لا تتأذوا، لا أريد أن أؤذيكم”.
وعُثر بحوزته على مسدس هوائي ألماني الصنع، وكرات معدنية، وعبوات غاز، وأربع عبوات رذاذ، وهاتفه المحمول.
كما ضُبطت دفاتر تحتوي على رسومات ورموز نازية، إضافة إلى نسخة من كتاب “كفاحي” لهتلر، وأخرى من القرآن الكريم، وأسلحة إيرسوفت، وسكاكين، ومواد قابلة للاشتعال.
وُعثر أيضًا على كتاب “دليل الطباخ الفوضوي” الذي يحتوي على تعليمات لصناعة المتفجرات.
انتظار الحكم والحجز في مركز آمن
خلال جلسة الاستماع، وصف محامي الدفاع، طوني لينيهان، المتهم بأنه “مراهق منعزل وضعيف”، يعيش في عالم رقمي منفصل عن الواقع، تغذّيه أفكار متطرفة عبر الإنترنت.
وقد قرّر القاضي، اللورد آرثرسون، تأجيل النطق بالحكم إلى الشهر المقبل، ريثما تُعدّ التقارير النفسية والاجتماعية اللازمة، على أن يُحتجز الفتى في وحدة آمنة في هذه الأثناء.
المصدر: The national
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
