مباشر عرب بريطانيا: لن تُحرَم من الإقامة إذا تضامنت مع فلسطين

“لا تخَف أن يحرموكَ الإقامة بسبب دعمك فلسطين، إن كنت طالب لجوءٍ فلا يحق لوزارة الداخلية حرمانك من الحصول على الإقامة بسبب مشاركتك في مظاهرات التضامن مع فلسطين”، نصيحةٌ أسدتها الأستاذة فريال سعدة محامية الهجرة ورئيسة حملة التضامن مع فلسطين في منطقة كرويدون في العاصمة لندن.

وذلك ضمن ندوةٍ أسبوعيةٍ لمنصة العرب في بريطانيا تحت عنوان: “هل تُجَرِّم بريطانيا التضامن مع فلسطين؟”، وأدار الحوار الزميل صلاح عبد الله خلال بثٍّ مباشر عبر معرِّفات منصة العرب في بريطانيا لمناقشة آخر المستجدّات في الساحة البريطانية إبّانَ تصريحٍ لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في الثامن مع الشهر الجاري، كشف خلاله عن مجموعة من القيود على حق التظاهر.

وقال سوناك: إنه يسعى لحظر استخدام الألعاب النارية، ومنع تغطية الوجه وعدم السماح بتسلُّقِ النُّصُبِ التذكارية، وهو ما اعتبره بعض الناس محاولةً لاستخدام قيودٍ فضفاضة تجعل عددًا كبيرًا من المتظاهرين عُرضةً للاعتقال بمجرّد الاشتباه، ومن ثَمّ تخويف الجماهير من الانخراط في المظاهرات تدريجيًّا.

التضامن مع فلسطين في بريطانيا 

وفي هذا السياق وجَّهَ الزميل صلاح عبد الله سؤالًا عما إذا كانت الحكومة البريطانية تُحاوِل إسكات المتظاهرين الداعمين لفلسطين، فكانت الإجابة من الأستاذة فريال سعدة: “إن التظاهر في بريطانيا حقٌّ مكفول، يستخدمه الشعب البريطاني للتعبير عن رأيه، وينتهي هذا الحق فقط عند الانحراف عن الهدف الرئيس بالعنف أو الحث على الكراهية”.

وأضافت سعدة: “كل وسائل التظاهر مسموحة إلا إذا عرَّضت حياتَكَ أو حياة الغير للخطر، ويستحسن تبليغ الشرطة بتفاصيل المظاهرة مسبقًا؛ بهدف حماية المظاهرة أو تنظيم خط سيرها، خصوصًا إذا كان هناك أشخاصٌ يتبنون وجهة نظرٍ مضادّة لتتكفل الشرطة بعزلِهم عن المظاهرة”.

وتعقيبًا على رد الأستاذة فريال نوَّهَ الزميل صلاح عبد الله بتصريحٍ سابق للشرطة البريطانية، أشادت فيه بسلمية مظاهرات فلسطين رغم الأعداد الهائلة للمتظاهرين التي جابَت مُدُن المملكة المتحدة، واستفسر عبد الله عن قدرة الشرطة مع ذلك على فرض قوانين جديدة تُقيِّد حرية التظاهر.

وأجابت الأستاذة سعدة قائلة: “إن المادتين الـ11 والـ14 من القانون البريطاني تعطيان الشرطة صلاحية فرض قيودٍ على حق التظاهر إذا تسببت المظاهرات بتخويفِ فئةٍ من المجتمع، ما يتيح للشرطة التحكُّم بعدد المتظاهرين وأماكن التظاهر، وهذا ما بدأت الشرطة باتباعه مؤخرًا”.

وأضافت سعدة: “مع الأسف فإن الحزبين المتنافسين على السلطة يتفقان على الوقوف ضد قضية الشعب الفلسطيني، ومع هذا فإن حزمة القيود التي تحدَّثَ عنها سوناك ما زالت قيد الدراسة ولم تدخل حيِّزَ التنفيذ بعد، لكن إذا ما طُبِّقت هذه القيود ستكون العقوبة القانونية -في حال وقوع المتظاهر في المحظورات الثلاثة- السَّجن شهرًا إلى 3 أشهر”.

وعن منع تغطية الوجه قالت الأستاذة فريال: “إن الهدف منه ليس منع النساء اللواتي يرتدين الخِمار؛ فهذا يُعَد نوعًا من الاضطهاد بحسَب القانون البريطاني، إنما سيكون هذا القانون بهدف منع بعض مثيري الشغب من الإفلات من العقوبة القانونية عندما يخفون ملامح وجوههم”.

أما بشأن طالبي اللجوء أو اللاجئين فطمأنتهم سعدة بأن مشاركتهم في المظاهرات لن تتسبب بحرمانهم من حق الإقامة أو إلغاء إقاماتهم إن كانوا قد حصلوا على حق الإقامة أو اللجوء، ولن يؤثِّر انضمامهم إلى المظاهرات في طلب اللجوء إلا إذا ارتكب هؤلاء مخالفاتٍ قانونية تتعارض مع حق التظاهر، وأضافت سعدة: إن كل الإشاعات التي تحذّرهم من المشاركة غير صحيحة.

هذا وقد بثّت منصة العرب في بريطانيا سلسلةً من الندوات في السياق ذاته، وناقشت تفاصيل حق التظاهر والمحظورات في بريطانيا، وتستضيف المنصة عددًا من المحامين والمستشارين القانونيين لإسداء النصائح وتقديم المشورة القانونية في مختلف المجالات؛ وذلك في سبيل خدمة أبناء الجاليات العربية المقيمة في المملكة المتحدة.

اقرأ أيضًا:

• معرض فني يرسم آمال الفلسطينيين وآلامهم في لندن
• ندوة عرب بريطانيا: البرلمان لم يمنع المقاطعة الشعبية للاحتلال
• الملايين في لندن وأبرز العواصم العالمية ينتفضون لغزة