العرب في بريطانيا | ما فقدناه من سلام وأمن وجدناه مضاعفًا في الروح ...

1447 رجب 4 | 24 ديسمبر 2025

ما فقدناه من سلام وأمن وجدناه مضاعفًا في الروح وروابط الصداقة

ما فقدناه من سلام وأمن وجدناه مضاعفًا في الروح وروابط الصداقة
بوب فيلان December 24, 2025

كان من المفترض أن نحتفل بإعلان وقف التحقيقات اتخاذ أي بأعضاء فرقة «بوب فيلان» على خلفية عرضنا في مهرجان غلاستونبري في يونيو 2025. ولكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن فتح تحقيق جنائي في هذا الهتاف، من الأساس، لم يكن مبرّرًا ولا مشروعًا.

فعلى مدى الأشهر الستة الماضية، تعرّضنا لحملة ممنهجة من الهجوم والتشويه قادتها وسائل إعلام وشارك فيها بعض السياسيين، بسبب استخدامنا فنّنا ومنصّتنا للتعبير عن موقف واضح من سياسات إسرائيل وقوتها العسكرية التي تمارس احتلالًا غير قانوني. وخلال الفترة نفسها، ركّزت شرطة أفون وسومرست تحقيقها على جزء محدود من عرضٍ فنيٍّ كان من الواضح أنه لا ينطوي على كراهية أو تحريض، بل يعبّر عن تضامن إنساني صريح مع الشعب الفلسطيني.

ولقد لجأت الدولة إلى استخدام مختلف أدوات الترهيب ضدنا. فمن خلال وسائل الإعلام والسياسيين وأجهزة الشرطة، سعت الحكومة البريطانية إلى منع ما جرى في غلاستونبري من التحوّل إلى موجة أوسع من التضامن مع القضية الفلسطينية. وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي قتل الفلسطينيين، انصبّ اهتمام الحكومة على إسكات الأصوات الرافضة لهذا الواقع، بدلًا من معالجة أسبابه أو التصدّي لجذوره.

ولم يقتصر هذا الاستهداف على الفنانين وحدهم؛ بل طال موسيقيين وكوميديين وأطباء وطلابًا ومتقاعدين. ولو توفّر حدٌّ أدنى من المراجعة الذاتية أو الشعور بالمسؤولية لدى بعض المؤسسات الإعلامية والسياسية والأمنية، لكان الأجدر التوقّف عند ما أفضت إليه محاولات قمع الأصوات الرافضة للقتل والظلم. غير أن الوقائع أكدت غياب ذلك كلّه.

من هنا، نأمل أن يشكّل هذا التطوّر حافزًا لكل من في بريطانيا وخارجها لرفع الصوت، والاستمرار في رفعه، دعمًا للشعب الفلسطيني من دون خوف. لقد أُلغيت لنا عروض، وسُحبت تأشيرات، وتعرّضت أسماؤنا للتشويه، واضطربت حياتنا على نحو جذري. ومع ذلك، فإن ما فقدناه من إحساس بالطمأنينة والأمن، كسبناه أضعافًا في قوة الروح وروابط التضامن والرفقة، وهو مكسب لا يمكن كسره.

نتقدّم بخالص الشكر لكل من وقف إلى جانبنا، بأي شكل كان، خلال محاولات إسكاتنا. لقد كان الشعور بهذا الالتفاف الإنساني من حولنا تجربة عميقة وملهمة.

الحرية لفلسطين.
الحرية لمعتقلي «فيلتون 24».
الحرية للسودان، والحرية للكونغو.
ولتواصل جميع الشعوب المضطهدة، في كل مكان، مقاومة الطغيان الجاثم على عنق الحرية.


إقرأ أيضًا:

جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة