ما السبب وراء الارتفاع “المقلق” لحالات حساسية الأطفال من منتجات الألبان في بريطانيا؟
في السنوات الأخيرة، ارتفعت حالات حساسية الأطفال من منتجات الحليب مما أثار قلق بعض العلماء … فما السبب وراء ذلك؟
يقول الدكتور مايكل بيركين، استشاري حساسية الأطفال في مستشفى سانت جورج بلندن: “كمية الأطفال الذين يحتاجون حليب خالي من اللاكتوز أعلى بكثير مما قد يتخيل المرء … إنها عشرة أضعاف مما كانت عليه سابقًا. من وجهة نظري فإنه لا يوجد تفسير واضح لتلك الزيادة إلى الآن.”
يعمل الدكتور بيركين ضمن فريق من الباحثين، في جامعة بريستول. قام الفريق الأسبوع الماضي باكتشاف أن الأطباء والآباء قد يخطئون في تشخيص الأطفال المصابين بحساسية الحليب. مما يعني أن المشكلة تكمن في “الأعراض التوجيهية” التي يتم اتباعها لتشخيص المريض بحساسية منتجات الحليب.
تشخيص 75% من الأطفال بحساسية منتجات الحليب
خلال الدراسة التي أجراها الفريق، تبين ان ثلاثة أرباع الأطفال الذين خضعوا للمراقبة عانوا من اثنين أو أكثر من أعراض حساسية الحليب قبل بلوغهم عامًا واحدًا. قد تشمل الأعارض التي تعرضوا لها آلام بالبطن، الارتجاع، الإمساك، الإسهال، أو الأكزيما.
New study suggests milk allergy guideline used by the UK GP Infant Feeding Network classifies three-quarters of babies as milk allergic https://t.co/VuCB6e5eEE @GP_IFN @DrNShenker pic.twitter.com/H531lyc8It
— Clinical & Experimental Allergy (@ClinExpAllergy) December 8, 2021
يقول الباحثون أن هذه الأعراض جميعها شائعة عند معظم الأطفال، مما يجعل الخلط بينها وبين أعراض حساسية منتجات الحليب سهلًا للغاية.
هناك نوعان من حساسية منتجات الحليب – أحدهما يمكن فحصه واكتشافه مخبريًا، والآخر يسمى “بالنوع المتأخر” ولا يمكن فحصه مخبريًا. يوجد ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة “بالنوع المتأخر”
فيقول الدكتور بيركين: “يمكن ملاحظة ارتفاع كبير جدًا في عدد الأطفال الذين نراهم يعانون من حساسية الحليب”. فبالرغم من أن أقل من 1% من الأطفال مصابون حقًا بحساسية منتجات الحلب، إلا أن الأطفال الذي يتم تشخيصهم بذلك من قبل الأطباء أو الأباء أعلى من ذلك بكثير.
فسرت ذلك لوسي جاكمان، أخصائية تغذية معتمدة، قائلة أننا بالآونة الأخيرة أصبحنا أكثر وعيًا بأعراض حساسية الطعام، مما قد يفسر الزيادة بتشخيص الأطفال بحساسية منتجات الحليب.
الفرق بين عدم تحمل اللاكتوز وحساسية منتجات الحليب
كما أن الكثير من الأشخاص يخلطون بين عدم تحمل “حساسية” اللاكتوز وحساسية منتجات الحليب. فتقول الأخصائية جاكمان: “الحساسية وعدم تحمل الطعام مختلفان تمامًا، وغالبًا ما يتم الخلط بينهما”. “يمكن أن يكون سبب عدم التحمل هو نقص الإنزيم – أي عندما لا يكون اللاكتاز موجودًا لتفكيك اللاكتوز. وقد يحدث ذلك لفترة مؤقتة فقط، كما يحصل أحيانًا بعد التهاب المعدة والأمعاء فيصبح من الصعب تحمل اللاكتوز لبضعة أسابيع”.
اللاكتوز هو سكر موجود فقط في الحليب الحيواني ونحتاج إلى إنزيم اللاكتاز لهضمه. الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز يفتقرون إلى إنزيم اللاكتاز. تحتوي بعض منتجات الألبان على اللاكتاز، مثل الزبادي، أي أنه لا يحتاج إلى هضم، وكذلك بعض من المنتجات التي تحتوي على كمية قليلة جدًا من اللاكتوز؛ على سبيل المثال، الأجبان الصلبة مثل جبن البارميزان.
أما الحساسية فتختلف قليلًا عن ذلك، حيث أن سببها يكمن بجهاز المناعة واستجابته إلى محفز معين. فمن يعانون من حساسية منتجات الحليب لا يمكنهم أن يتناولوا الزبادي، على عكس من يعانون من عدم تحمل للاكتوز. ولكن أعراض الحساسية وعدم التحمل متشابهة نوعًا ما، من إمساك، إنتفاخ، و إسهال.
فقد يمكن الاستنتاج من ذلك أن بعض الأباء، والأطباء كذلك، قد يسارعون بتشخيص أطفالهم على أنهم يعانون من حساسية الحليب دون أدلة واضحة.
الرابط المختصر هنا ⬇