ما تأثير المدرج الثالث في مطار هيثرو على المسافرين والسكان؟

أعلنت وزيرة المالية راشيل ريفز، يوم الأربعاء، دعمها لمشروع توسعة مطار هيثرو من خلال بناء مدرج ثالث، ما يثير تساؤلات بشأن تداعيات هذا القرار على المسافرين، والسكان المحليين، والبيئة.
ازدحام مطار هيثرو والحاجة إلى التوسعة

يُعَد هيثرو واحدًا من أكثر المطارات ازدحامًا في العالم التي تعمل بمدرجين فقط، حيث تقلع أو تهبط الطائرات بمعدل كل 45 ثانية. ووفقًا لتقديرات المطار، سيصل عدد الركاب هذا العام إلى 84.2 مليون مسافر، بزيادة طفيفة لا تتجاوز 0.4 في المئة عن العام الماضي، ما يبرز الصعوبات التي يواجهها في استيعاب مزيد من الرحلات الجوية. ومع عدم وجود مجال لزيادة أعداد المسافرين إلا من خلال استخدام طائرات أكبر أو رفع معدلات إشغال المقاعد، فإن التوسعة أصبحت ضرورة ملحّة لزيادة القدرة التشغيلية وتعزيز المرونة أمام أي اضطرابات تشغيلية.
ويسعى مشروع المدرج الثالث إلى رفع القدرة الاستيعابية للمطار، ما سيمكنه من زيادة عدد الرحلات الجوية السنوية من 475,000 رحلة حاليًّا إلى نحو 740,000 رحلة سنويًّا. هذا التوسع سيتيح تشغيل مزيد من الرحلات الدولية، إضافة إلى تحسين ربط المدن البريطانية مثل بلفاست الدولية، وليفربول، وهامبرسايد، وبريستويك، ودورهام تيز فالي، ما يعزز من فرص التواصل الداخلي والخارجي.
المشكلات البيئية وآثارها على السكان المحليين

رغم الفوائد الاقتصادية والتشغيلية المحتملة، يواجه المشروع انتقادات حادة من خبراء البيئة وجماعات حقوق السكان. وتُعَد انبعاثات الطائرات أحد أبرز المخاوف، حيث تُسهم في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما قد يتطلب، وفقًا لموقع “كاربون بريف”، زراعة غابة تبلغ مساحتها ضعف مساحة لندن لتعويض الأثر البيئي الناتج عن توسعة مطارات هيثرو وجاتويك ولوتون.
إضافة إلى ذلك، يعترض السكان المحليون على المشروع؛ بسبب الزيادة المتوقعة في مستويات الضوضاء الناتجة عن الطائرات، ما قد يؤثر سلبًا على جودة حياتهم. كما أوصت لجنة تغير المناخ في المملكة المتحدة بعدم إجراء أي توسعات إضافية في المطارات على مستوى البلاد لتحقيق هدف “صافي انبعاثات صفرية” بحلول عام 2050.
التكاليف والتمويل
تُقدَّر تكلفة المدرج الثالث بنحو 14 مليار باوند، وستكون ممولة بالكامل من مالكي المطار. ولكن تحسينات البنية التحتية المحيطة، مثل الطرق السريعة والسكك الحديدية، قد تكلف نحو 5 مليارات باوند. وقد أكدت وزيرة المالية ريفز أن تمويل هذه المشروعات يجب أن يكون من خلال استثمارات خاصة لا من أموال دافعي الضرائب.
ولم يُحدد موعد نهائي لافتتاح المدرج الثالث، لكن التقديرات تشير إلى أنه لن يكون جاهزًا للعمل قبل ثلاثينيات القرن الحالي، ما يعني أن المسافرين والسكان المحليين سيظلون في انتظار تغييرات جوهرية خلال العقد القادم.
المصدر: expressandstar
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇