العرب في بريطانيا | ما بعد المونديال - العرب في بريطانيا - AUK

1445 شوال 10 | 19 أبريل 2024

ما بعد المونديال

ما بعد المونديال
د. بشير عودة December 20, 2022

سوف يذكر تاريخ الرياضة يوم الأحد 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023 بوصفه أحد أكثر الأحداث الكروية إثارة؛ حيث فاز منتخب الأرجنتين بكأس العالم في الدوحة عاصمة قطر. سوف يذكر العرب والمسلمون ذلك اليوم أيضًا، ولكن لأسباب أخرى تخصهم، وليس للشأن الرياضي فحسب.

ضيوف المونديال يستمتعون رغم حرب الإعلام الغربي الشرسة

مونديال قطر 2022
قطر تُبهر العالم وتُفاجئ من راهن على فشلها !

منذ أن قررت “الفيفا” منح قطر مهمة تنظيم بطولة كأس العالم، لم تهدأ الدوائر الغربية التي لم تفارقها عُقَد الاستعلاء على العرب والمسلمين. فكان أن اتهموا قطر بأنها استعملت أموالها للحصول على تسمية الفيفا لها. (zolpidem tartrate)
ومن ذلك أيضًا: اتهام قطر بسوء معاملة العمال الذين كانوا يكسبون عيشهم من خلال بناء المنشآت العملاقة الخاصة بالمباريات، وأعرب الغربيون عن قلقهم من حرارة الجو…
ومع كل تلك الاتهامات فإن قطر كانت جاهزة تمامًا للمباريات، ولم يُشِر أحد إلى الجو، ولم يكن هناك ما يُعكِّر صفو الأمن؛ بل إنه كان واضحًا أن ضيوف المونديال كانوا يستمتعون بحضور رياضتهم المفضلة بشكل فاق التوقعات.

لن يتوقف بعض الناس عن محاولة التقليل من الإنجاز القطري الذي نجح نجاحًا استثنائيًّا، ولكن علينا محاولة الانتباه إلى أهم ما تحقق خلال أسابيع أربعة غيَّرت تاريخ المنطقة دون أدنى شك. أنفقت قطر المليارات في ترتيب هذا الموسم الكروي، ولكن المردود يستحق كل ذلك وأكثر. وعلينا أن نحاول الرجوع الى الوراء أسابيع قليلة قبل بداية المونديال: كانت قطر دولة خليجية غنية لا أكثر….

خلال المونديال وبعده

أصبحت قطر محور اهتمامات الملايين من الناس العاديين، الذين قَدِموا لحضور المونديال، أو كانوا يراقبون أحداثه مباشرة في بلادهم. وكان تنظيم المباريات والملاعب والساحات وترتيبها على أعلى مستوى، بشكل يضاهي أي دولة أخرى، هذا إن لم يتفوق عليها…

وكان لافتًا للنظر الأمان وانعدام الشغب بشكل يثير الإعجاب، وحتى الجمهور الإنجليزي المشهور بالعراك وأعمال التخريب والشغب كان سلوكه معقولًا بشكل غير مسبوق، حتى عندما خرج فريقه من التصفيات، ومثل ذلك مشجعو بقية الفرق الأخرى. ولعلّ السبب الأهم لذلك هو حصر بيع المُسكِرات على أضيق نطاق، وهو أمر يُحسَب لقطر من حيث التزامها بدينها وثقافتها. وأما محاولة زج أجندة الغرب المتعلقة بـ”حقوق المثليين” بشكل مستفز فقد عالجته قطر بحكمة ودون ضجيج، وتمكنت من احتواء الموقف، فانصرف اهتمام الجمهور بشكل شبه كامل إلى الرياضة…

قطر تُغيّر الصورة النمطية عن العرب والمسلمين

المونديال في قطر
مظاهر الإسلام في قطر بين يدي كأس العالم 2022

مع توافد الملايين من الزوار إلى قطر وعدم حدوث أي مشكلات أمنية أو سلوكية كان واضحًا أن ثقافة البلد المضيف ستلفت انتباه هؤلاء الزوار، ومن هنا فإن ما شاهدوه من مَعالِم تاريخية وحضارية ودينية، وما وجدوه في المتاجر والمطاعم، وما لمسوه من تعامل المواطنين والرسميين معهم هو ما سيتذكروه لسنوات طويلة، مع ذكرياتهم بشأن المباريات بطبيعة الحال.

لا شك أن نظرة ملايين الناس إلى قطر وبعدها العربي والإسلامي ستتغير على نحو إيجابي، وأن هذه النظرة وما يترتب عليها تساوي أكثر بكثير من أي تكلفة تحملتها الدولة (وإن كنا نود أن تكون قد حققت مردودًا إيجابيًّا هنا أيضًا).

وكما لاحظنا جميعًا، فإن فلسطين والمغرب كان لهما وجود لافت خلال الأسابيع الماضية، علمًا أن فرق تونس والسعودية وقطر نفسها، أثبتت وجودها وبشكل مشرف في تصفيات أهم دول العالم في كرة القدم. سوف يذكر الناس أيضًا إذلال الإعلام الصهيوني، وسوف يذكرون تعمد الإعلام الغربي (البريطاني خاصة) عدم نقل حفلات البداية والختام.

مونديال قطر
فلسطين ضيفة الشرف في المونديال في قطر

أذكر -أنا شخصيًّا- تعليقات بعض النُّقَّاد البريطانيين التي تنمّ عن عنصرية كامنة وعنجهية جاهلة، علمًا أن المعلقين على المباريات كانوا في الغالب أكثر موضوعية، بل إنهم اتخذوا موقف المعجب بأداء الفريق المغربي (وهو أمر مستحق تمامًا)، وربما كان تشجيعهم لفريق المغرب ضد فرنسا هو نكاية مبطنة؛ لأنها أخرجتهم من المنافسة.

يبقى أمر يستحق التعليق عليه، وهو يتعلق بالنظافة الشخصية، حيث وردت مقاطع وتعليقات من بعض البريطانيين بشأن انطباعهم عن وجود “شطافات” في دورات المياه في قطر، وما يلفت النظر هو رد الفعل الإيجابي جدًّا على ذلك، حيث قالت إحدى الفتيات: إنها لا تصدق كيف يقنع الآباء والأمهات في الغرب أن استعمال ورق الحمام يكفي!
في حين قالت أخرى: إنها لم تشعر بالنظافة في حياتها مثلما شعرت به بعد استعمال “الشطافة”. بل ظهر مقطع آخر يعلم الناس أن هذه الأداة السحرية للنظافة الشخصية يمكن شراؤها من “أمازون”! وربما يجد بعض البريطانيين فكرة مبتكرة لهدية هذا الكريسماس!

نبارك لقطر، وللعرب والمسلمين، ولأنفسنا. ونقول لمن في نفوسهم مرض: ماذا لو حاولتم تنظيف عقولكم (وأبدانكم…)؟!

د. بشير عودة


اقرأ أيضًا:

ترند بريطانيا : جماهير كرة القدم حزينة لمغادرة المغرب المونديال

إشادة كبيرة بقطر بعد حذف اسم إسرائيل من موقع بيع تذاكر المونديال

الغائب الحاضر.. هكذا كان الحضور الفلسطيني في مونديال قطر 2022