العرب في بريطانيا | ما العمل أمام الإبادة في غزة؟ حوار عربي في بريط...

1446 ذو الحجة 17 | 14 يونيو 2025

ما العمل أمام الإبادة في غزة؟ حوار عربي في بريطانيا يبحث عن الفعل الممكن

تسعة أبناء لطبيبة فلسطينية يستشهدون في غارة إسرائيلية على غزة
فريق التحرير May 19, 2025

في نقاش دار داخل إحدى مجموعات «واتساب» العربية في بريطانيا، طرح الأكاديمي والسياسي البحريني وعضو البرلمان السابق، الدكتور محمد جلال فيروز، تساؤلًا حمل وجعًا وعجزًا أمام ما تتعرض له غزة من قتل ودمار. كتب يقول:

«أشعر بألم يعتصر قلبي لعجزنا عن دفع الإبادة والإفناء لغزة وأهلها/ أهلنا.
دائمًا أكرر على نفسي هذا السؤال: ما العمل؟!!!؟!!
ماذا يمكنني (قبل غيري) أن أفعل؟؟؟!!
هل أحد منكم لديه الجواب؟؟؟»

لم يكن السؤال بحثًا عن إجابة جاهزة، بل محاولة لفتح نقاش جماعي يعيد ترتيب الأولويات ويستعرض حدود الفعل الممكن.

أنس التكريتي: لا مهرب من الصبر والدأب والدعاء

رئيس مركز قرطبة لحوار الثقافات، أنس التكريتي، رد قائلًا:

«كلنا ذاك الرجل وتلك المرأة، أخي د. جلال.
ليس أمامنا إلا الاستمرار في أداء أقصى ما يمكننا، كلٌّ في مجاله وتخصصه وموقعه، مع قدر ضخم من الصبر والدأب وتحمل الأذى، والانصراف عن الترهات والتفاهات والثانويات، ومع أطنان من الدعاء لأهلنا في غزة وفي سائر فلسطين…
وقبل ذلك وبعده: الإيمان المطلق بأن الله قادر.»

عدنان حميدان: الشعور بالعجز لا يُسقط المسؤولية

أما عدنان حميدان، رئيس تحرير «العرب في بريطانيا»، فكتب:

«نعم، نشعر بالعجز، لكن في وسط هذا الظلام هناك نور صغير في داخل كل واحد فينا، نور الواجب، ونور الإيمان بأننا لسنا عاجزين تمامًا.
العمل هو ألّا نصمت، ولا نستسلم، ولا نيأس…
أن نستمر بما نستطيع: كتابة، صراخ، تنظيم، مقاومة بالكلمة، بالصوت، بالصورة، بالتبرع، بالتوعية…
أنا أحاول يوميًا أن أقدّم شيئًا، من تنظيم مظاهرة إلى كتابة مقال، أو مراسلة نائب…
ليس لأنني أظن أن جهدي وحده سيغيّر، بل لأن كل قطرة تساهم في جرف الظلم.»

محمد أمين: الاكتئاب رفاهية في زمن الإبادة

من جهته، قال محمد أمين، رئيس تحرير «عرب لندن»:

«العجز شعور طبيعي، لكن لا يجب أن يؤدي إلى الشلل.
الاكتئاب رفاهية في مثل هذه الظروف.
على كل فرد أن يقدّم ما يستطيع: كتابة، حديث، تبرع، احتجاج، ضغط سياسي…
كل شخص يعرف ما يمكنه فعله، وعلينا أن نحاسب أنفسنا: هل فعلًا بذلنا أقصى ما نقدر؟»

محمد كزبر: أعداؤنا يعوّلون على يأسنا

أما محمد كزبر، النائب السابق لرئيس المجلس الإسلامي في بريطانيا، فأشار إلى أهمية مقاومة الاستسلام:

«أعداؤنا يعوّلون على أن نيأس ونرفع الراية البيضاء.
لكن أهل غزة علمونا كيف نعيش ونفكر بشكل مختلف، رغم القصف والحصار.
لا يمكن أن نخذلهم وهم يصنعون المعجزات في صمودهم، وكل خطوة دعم منا هي حياة مضافة لهم.»

فارس الكندي: المقاومة حياة وليست انتحارًا

من جهته، قال السياسي اليمني المغترب، مدير العلاقات الخارجية في إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية اليمنية، فارس الكندي:

مدير العلاقات الخارجية في ادارة التوجيه المعنوي

«إن المقاومة حياة وليست انتحارًا.
لا يعني خسارة جولة أن المقاومة تنتهي، لكن لا بد من إعادة لملمة الجراح، لتكون جاهزة بأكثر عتاد وقوة لجولة أخرى.
بالنسبة لدور النخب الوطنية، فهو الاستمرار في نشر الوعي ضد العدو الصهيوني، والابتعاد عن تخوين من يخالفهم في الطرح، خصوصًا في القضية الفلسطينية، لأنها قضية متفق عليها جميعًا، مهما اختلفت وجهات النظر.»

محمد جلال فيروز: نحتاج تطبيقًا ومراجعة وتطويرًا

وفي نهاية النقاش، عاد الدكتور محمد جلال فيروز ليعلّق مجددًا:

«لقد أضأتم الطريق بمداخلاتكم.
نحتاج فقط إلى التطبيق، ثم المراجعة المستمرة وتطوير الوسائل، كلٌّ حسب موقعه وقدرته.
الإرادة هي البداية، والباقي تفاصيل يمكن التغلب عليها.»

يأتي هذا النقاش بينما يتواصل القصف الإسرائيلي على غزة بلا توقف، وتستمر الإبادة بحق المدنيين وسط عجز دولي مخزٍ عن وقف الجرائم أو كسر الحصار.
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وبنية تحتية مدمرة بالكامل، وواقع إنساني كارثي يتدهور ساعة بعد ساعة.

يبقى السؤال الذي طرحه د. جلال فيروز معلقًا كصرخة في وجه الصمت العالمي:
ما العمل؟ وهل يمكن للفرد، في ظل كل هذه الفظائع، أن يحتفظ بأي دور مؤثر؟
ربما كانت الإجابة في هذا النقاش نفسه:
نفعل ما نستطيع… ثم لا نتوقف.


اقرأ أيضًا:

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
7:37 am, Jun 14, 2025
temperature icon 18°C
few clouds
86 %
1013 mb
5 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 20%
Visibility 10 km
Sunrise 4:42 am
Sunset 9:18 pm