ما الأولويات التي سيطرحها ستارمر في محادثاته مع ترامب؟

في إطار زيارة قصيرة إلى واشنطن، يسعى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى استغلال اللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطرح مجموعة من الأولويات التي يتوقع أن تعيد تشكيل العلاقات عبر الأطلسي. وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الساحة الدولية تحديات استراتيجية متشابكة، أبرزها الأزمة الأوكرانية، وتغير موازين القوى داخل حلف الناتو، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بالتجارة والتعريفات الجمركية.
أولاً: تحقيق سلام عادل في أوكرانيا

(Anadolu Agency)
سيضع ستارمر على رأس أولوياته ضرورة الوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع في أوكرانيا، مشدّدًا على أهمية أن يكون السلام شاملاً وعادلاً ولا يُفرض على كييف. إذ إن التصريحات الأخيرة لإدارة ترامب، التي تفضل الحوار مع موسكو على حساب دعم أوكرانيا، أثارت قلق القادة الأوروبيين، ما يستدعي إعادة النظر في السياسات الأمريكية تجاه الأزمة. سيحاول ستارمر بالتالي التأكيد على أن أي اتفاق يجب أن يحفظ استقلال وسيادة أوكرانيا دون تنازلات تضر بمصالحها.
ثانياً: ضمان التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا وحلف الناتو
مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السابق التي ألمحت إلى تراجع الأولوية الممنوحة للأمن الأوروبي، يتعين على ستارمر تسليط الضوء على أهمية استمرار الدعم الأمريكي لحلف شمال الأطلسي. في هذا السياق، سيبحث عن توضيح الموقف الحقيقي لإدارة ترامب فيما يتعلق بالتزامه بأمن أوروبا، داعيًا إلى عدم التخلي عن التعاون الدفاعي الذي يعتبر حجر الزاوية في تحقيق استقرار المنطقة.
ثالثاً: إعادة توزيع الأعباء الدفاعية بشكل أكثر عدلاً

يُعد موضوع تقاسم العبء الدفاعي بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية أحد الشكاوى الدائمة من إدارة ترامب، إذ يتحمل البيت الأبيض نصيبًا يفوق ما يُقدمه حلفاؤه الأوروبيون. ومن خلال محادثاته، يأمل ستارمر في التأكيد على أن أوروبا مستعدة لزيادة مساهمتها الدفاعية، لكن ذلك يجب أن يقترن بضمانات واضحة من الولايات المتحدة، خاصةً فيما يتعلق بالدعم العسكري لأوكرانيا وضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
رابعاً: حماية مصالح المملكة المتحدة في مجال التجارة
على صعيد آخر، يشكل ملف التجارة والتعريفات الجمركية محور اهتمام رئيسي، خاصةً في ظل التوترات التجارية المحتملة التي قد تنجم عن سياسة ترامب الحميمة في فرض الرسوم. يسعى ستارمر إلى التفاوض بشأن آليات تحمي المملكة المتحدة من تأثير أي تصعيد تجاري جديد، ما يضمن عدم تحميلها تبعات موجات التعريفات التي قد تؤثر سلباً على الاقتصاد البريطاني.
خامساً: التعامل مع شخصية ترامب وتقلباته الدبلوماسية
لا يمكن إغفال الجانب الدبلوماسي في لقاء ستارمر مع ترامب، إذ تبقى شخصية الرئيس الأمريكي غير متوقعة. ومن هنا، سيحاول ستارمر استخدام أسلوب دبلوماسي مدروس يتجنب المجاملات الزائدة، مع تسليط الضوء على أهمية إقامة حوار بناء يستجيب لمصالح كلا الطرفين، مع الإشارة إلى ضرورة إعادة النظر في بعض التصريحات التي قد تُفهم على أنها تضعف التحالف الغربي.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇