العرب في بريطانيا | ماذا يعني فوز ترامب لغزة والمنطقة العربية وبريط...

1446 جمادى الأولى 5 | 07 نوفمبر 2024

ماذا يعني فوز ترامب لغزة والمنطقة العربية وبريطانيا؟

WhatsApp Image 2024-11-06 at 10.19.49 AM
فريق التحرير November 6, 2024

يشكل فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 -إذا تأكد- حدثًا ذا تأثير هائل على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبخاصة في ظل التوجهات الداعمة بالكامل لتل أبيب التي ينتهجها بوضوح. إذ يتعهد ترامب بتعزيز الدعم لنتنياهو وفريقه وتوسيع نطاق عمليات الاحتلال العسكرية، ولا سيما في غزة، مانحًا الضوء الأخضر لسحق المقاومة الفلسطينية دون ضغوط أمريكية على الإطلاق لوقف إطلاق النار.

وهذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة وزيادة التوترات، ليس في غزة فقط بل في لبنان أيضًا، حيث يحتمل أن تتفاقم المواجهات مع المقاومة وعلى رأسها حماس وحزب الله.

وقد كان لافتًا ما حدث في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، حيث يقيم عدد كبير من العرب والمسلمين، إذ سجلت الانتخابات هناك دعمًا فائقًا لترامب بنسبة 45 في المئة مقابل 33 في المئة لجيل ستاين من حزب الخضر و15 في المئة لكمالا هاريس.

ومع أن عدم التصويت لهاريس يمكن فهمه، فإن تصويت نسبة كبيرة لترامب يعدّ أمرًا مفاجئًا؛ فهو يُبرز خيبة الأمل لدى هذه الجاليات من مواقف الحزب الديمقراطي تجاه القضايا العربية والإسلامية، وحالة الغريق الذي يتعلق بقشة وهي وعود ترامب بوقف إطلاق النار.

وبالنسبة للسودان واليمن، من المرجح أن يواصل ترامب تقليص التدخلات الأمريكية ما لم تمس مصالح الولايات المتحدة مباشرةً، وهذا قد يؤدي إلى تقلص الدعم الأمريكي للحلول الدبلوماسية هناك، ما يترك هذه الدول تعتمد على قواها الذاتية أو على دعم إقليمي لمواجهة أزماتها الداخلية.

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع بريطانيا، فقد يؤثر فوز ترامب على الشراكة التجارية والأمنية بين البلدين، حيث يُتوقع أن يدفع ترامب باتجاه اتفاقيات تجارية أكثر صرامة، تنفيذًا لسياسة “أمريكا أولًا”. وفي الوقت نفسه، تبقى العلاقات الأمنية متينة لمواجهة الصعوبات المشتركة مثل التهديدات الإرهابية والنفوذ المتنامي للصين.

بوجه عام، قد تجسّد عودة ترامب إلى البيت الأبيض نهجًا أكثر تحفظًا، حيث سيعزز التحالفات مع دول محافظة في المنطقة وقريبة من النهج الأمريكي، مع ميل واضح لتقليص الالتزامات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، ما دامت لم تُهدد المصالح المباشرة للولايات المتحدة.

أما داخل الولايات المتحدة فقد لخص ذلك الصحفي الاستقصائي جيريمي سكاهيل حين قال: لن يغير ترامب السياسات، بل سيغير الثقافة السياسية الأمريكية نفسها؛ وما قصده سكاهيل هو أن تأثير ترامب يتجاوز السياسات والإجراءات الحكومية المحددة إلى تغيير أعمق في طبيعة الثقافة السياسية الأمريكية نفسها.

ترامب لم يقتصر على تعديل السياسات أو استبدالها، بل ابتدع أسلوبًا جديدًا في التواصل السياسي، يعتمد على المواجهة المباشرة، والتعبير الصريح عن الآراء المثيرة للجدل، واستقطاب الجماهير بأسلوب شخصي وشعبوي. أسلوبه أدى إلى انقسام كبير في المجتمع الأمريكي وغيّر قواعد الحوار السياسي، ما جعل الثقافة السياسية تتسم بحدة واستقطاب لم تشهدهما من قبل.

وهذا سيكون له ظلاله التي تزيد الفرقة والانقسام والاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي.

مرحلة جديدة يجسدها فوز ترامب تزيد من الانقسام داخل الولايات المتحدة وتطلق يد القمع والاحتلال في منطقتنا، ولكن التاريخ يؤكد أن هذا يدفع الأجيال القادمة للنضال من أجل حريتها والخلاص من القمع أكثر من أي وقت مضى.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:39 am, Nov 7, 2024
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 93 %
Pressure 1032 mb
Wind 1 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 6 km
Sunrise Sunrise: 7:05 am
Sunset Sunset: 4:23 pm