ماذا يعني تحديد موعد الانتخابات البريطانية للمواطنين في الأيام المقبلة؟
دعا رئيس الوزراء ريشي سوناك أمس الأربعاء إلى إجراء الانتخابات العامة في بريطانيا في الرابع من يوليو المقبل، في استراتيجية محفوفة بالمخاطر في ظل تأخر حزبه في استطلاعات الرأي.
وجاء هذا الإعلان في اليوم الذي أظهرت فيه الأرقام الرسمية أن التضخم في بريطانيا قد انخفض كثيرًا إلى 2.3 في المئة، وفي الوقت الذي كانت تشير فيه التوقعات إلى أن سوناك لن يدعو إلى الانتخابات قبل سد الفجوة بين حزبه وحزب العمال، الذي يحقق تقدمًا كبيرًا في استطلاعات الرأي الوطنية.
ماذا يعني تحديد موعد الانتخابات البريطانية للمواطنين في الأيام المقبلة؟
1- حل البرلمان وبدء الحملات الانتخابية
من المقرر تعليق عمل البرلمان يوم الجمعة الـ24 من مايو وحلّه رسميًّا في الـ30 من الشهر ذاته، ما يعني أن هناك يومًا فقط لتمرير أي تشريع مُعلَّق والتخلّي عن بعض الإجراءات الحكومية، قبل بدء الحملة الانتخابية الرسمية التي تستمر خمسة أسابيع، حيث تكثف الأحزاب جهودها لجذب الناخبين، من خلال التجمعات والمناظرات والبيانات الرسمية.
2- يوم الانتخابات
سيدلي المواطنون في جميع أنحاء المملكة المتحدة بأصواتهم في الرابع من يوليو المقبل، وستُحدِّد نتائج الانتخابات ما إذا كان حزب المحافظين سيحتفظ برئاسة الحكومة البريطانية أو سيخسر أمام حزب العمال المعارض بعد 14 عامًا في السلطة.
ولا تُمثّل هذه الانتخابات لحظة محورية للسياسات الداخلية للمملكة المتحدة فحسب، بل لعلاقاتها الدولية واستراتيجيتها الاقتصادية.
3- توقعات الناخبين
خلال الفترة التي تسبق يوم الانتخابات يستعد الناخبون لفترة من الحملات الانتخابية المكثفة، ويتضمن ذلك: المناظرات المتلفزة، وزيادة الإعلانات السياسية، وربما الإعلان عن خطط جديدة للتأثير على الناخبين المترددين.
ومع تحديد موعد إجراء الانتخابات في ظل نظام التصويت الجديد، الذي يعتمد على الغالبية البسيطة في دورة واحدة في كل الدوائر الانتخابية في بريطانيا البالغ عددها 650 دائرة، قد تشهد بعض المناطق تحولات في اصطفافاتها السياسية التقليدية.
4- التداعيات الاستراتيجية والسياسية
تكتسب الانتخابات العامة لعام 2024 أهمية خاصة، حيث تتعهد جميع الأحزاب للناخبين بتحقيق مستقبل أفضل لبريطانيا. وقد يفيد إعادة رسم الدوائر الانتخابية حزب المحافظين في بعض المجالات، ولكنه قد يؤدي إلى حدوث تحولات كبيرة في ميزان القوى السياسية في مجلس العموم.
“بريطانيا تستحق الأفضل”
وتعقيبًا على الإعلان قال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: “أمام الشعب البريطاني الفرصة في الـ4 من يوليو لإنهاء فوضى حزب المحافظين التي تعيشها البلاد”.
وأضاف: “لقد حان الوقت للتغيير.. فقد أخفق حزب المحافظين في معالجة المشكلات الاقتصادية وأزمة هيئة الخدمات الصحية.. امنحوهم خمس سنوات أخرى، وستزداد الأمور سوءًا.. بريطانيا تستحق الأفضل”!
ومن جهته قال زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي جون سويني، الذي تولى منصب رئيس وزراء اسكتلندا في وقت سابق من هذا الشهر: “إن الانتخابات كانت فرصة لإقالة حكومة المحافظين ووضع اسكتلندا أولًا”، في حين قال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السير إد ديفي: “إن الانتخابات هي بمثابة فرصة للتخلص من سلطة حزب المحافظين”!
أما زعيم حزب الإصلاح ريتشارد تايس فقال: إن حزب المحافظين “دمّر بريطانيا”، لكن حزب العمال “سوف يُفلسها!”، مؤكدًا أن حزبه هو الوحيد القادر على وضع “خطط منطقية يمكنها الآن إنقاذ البلاد”.
التقلبات السياسية
يُشار إلى أن بوريس جونسون فاز في انتخابات عام 2019 بأغلبية 80 مقعدًا بعد أن دعا إلى انتخابات مبكرة، حيث كان يناضل من أجل تمرير صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان.
وأعقب ذلك فترة متقلبة في السياسة البريطانية، إذ اضطر جونسون إلى الاستقالة؛ بسبب سلسلة من الفضائح التي طالت حكومته خلال وباء كورونا. واستمرت خليفته ليز تراس في منصب رئاسة الوزراء 49 يومًا قبل أن تستقيل؛ بسبب خططها الاقتصادية المتعلقة بالضرائب والإنفاق التي أعلنها وزير المالية آنذاك كواسي كوارتنج في “ميزانية مصغرة” في سبتمبر 2022.
وتشير استطلاعات الرأي في بريطانيا حاليًّا إلى فوز مريح لحزب العمال وهزيمة مدوية لحزب المحافظين، حيث يتقدم حزب العمال بنحو 20 نقطة في هذه الاستطلاعات. ويمضي سوناك نحو انتخابات محفوفة بالمخاطر ليس متخلفًا عن حزب العمال فحسب، بل معزولًا عن بعض أعضاء حزبه.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇