ماذا نفعل إن لم نعثر على منتجات الحلال حولنا؟
تختلف طرق ذبح الحيوانات في الديانات السماوية الثلاث؛ ومع أن الديانتين اليهودية والإسلام تتشابهان في طرق الذبح، فإن أتباع الديانة المسيحية قد يتّبعون طرقًا مختلفة في الذبح مثل صعق الحيوان قبل ذبحه. فما رأي الشرع في ذلك، وماذا نفعل إن لم نعثر على منتجات الحلال حولنا؟
هل تندرج اللحوم في أوروبا الغربية ضمن منتجات الحلال؟
اختلف العلماء في حكم أكل الحيوانات المذبوحة وَفق الطرق المتبعة في أوروبا الغربية، ورأوا أنه في معظم الحالات يمكن تناول هذه اللحوم، ما دامت طريقة الذبح لا تخالف الأدلة الشرعية.
ويقول العلماء: يجب على المسلمين الذين يعيشون في بلدان تتبع ديانة النصارى -وهم من أهل الكتاب- مثل بريطانيا، أن يعرفوا طُرقَ ذبح الحيوانات في هذه البلاد قبل أكلها.
ويرى جمهور العلماء أنه يمكن تناول لحم الحيوان إن كان قد ذُبِح بعد تعرضه للصعق بشرط ألا يكون قد مات قبل ذبحه، وفي هذه الحالة يُذكَر اسم الله عليه قبل ذبحه، وعليه يُصبح أكل لحم هذا الحيوان جائزًا.
بمعنى آخر: لا ضَير من تناول لحم الحيوان المصعوق بالكهرباء بشرط أن يكون الغرض من هذا الصعق تخفيف الألم عن الحيوان عند ذبحه، دون أن ينتهي الصعق بقتل الحيوان، وإلا فإنه يُعَد ميتة ومعلوم أنه لا يجوز أكل الميتة؛ لقوله تعالى: {حُرِّمت عليكم الميتة والدم…} (سورة المائدة: الآية الثالثة).
ما رأي جمهور العلماء بحكم تناول اللحوم في الدول الغربية؟
وفي معرض ذلك قال الشيخ أحمد قوتي كبير المحاضرين والباحثين الإسلاميين في المعهد الإسلامي في تورونتو أونتاريو بكندا: “إن مسألة تناول لحوم الحيوانات التي يتولى ذبحها أهل الكتاب كانت ولا تزال موضع خلاف بين علماء المسلمين”.
“ولكن جمهور العلماء المنتمين إلى المذاهب الفقهية الأربعة، يرون جواز تناول لحوم هذه الحيوانات بناءً على الآية الخامسة من سورة المائدة، وهي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}”.
وبحسَب تفسير ابن عباس فإن طعام أهل الكتاب المذكور في الآية هو الذبائح.
وعليه فإن جمهور العلماء يرون حِلَّ أكل ذبائح اليهود والنصارى، ما دامت طرق الذبح المتبعة لديهم لا تتعارض مع الطريقة الإسلامية.
ويمكن القول: إنه يحِلّ للمسلمين الذين يعيشون في بلدان أهل الكتاب، تناول لحوم الحيوانات المذبوحة على الشرط المذكور آنفًا.
ما حكم صعق الذبيحة في الإسلام؟
وما دام الغرض من صعق الحيوان هو إفقاده الوعي حتى لا يشعر بالألم أثناء الذبح، فلا يحرم تناول لحمه إلا إذا مات قبل أن يُذبَح.
ويؤكد الشيخ القوتي أنه زار كثيرًا من المسالخ في كندا، ورأى أن هذه المسالخ لا تذبح الحيوانات الميتة أصلًا، وأن الحكومة الكندية تعيّن مفتشين؛ للتأكد من عدم ذبح الحيوانات إذا ماتت بعد الصعق.
وأما حكم صعق الحيوان فهو أمر جائز؛ لأنه يندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم: “إن اللهَ كتبَ الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحِدَّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته” (رواه مسلم).
المصدر: About Islam
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇