مؤسسة بحثية: الإسلاموفوبيا ستدفع بريطانيا إلى مزيد من الانقسام
تواجه بريطانيا مزيدًا من الانقسام؛ بسبب موجات الإسلاموفوبيا التي ارتفعت على نحو كبير في السنوات الأخيرة، وفقًا لتقرير مؤسسة “روني ميد تراست” (Runnymede Trust) البحثية المعنية بالمساواة العرقية والحقوق المدنية.
وتوقّع التقرير عودة أعمال الشغب العنصرية والاعتداءات على المسلمين التي شهدتها عدة مدن وبلدات بريطانية في الصيف الماضي إنْ لم تضع الحكومة البريطانية حدًّا لمظاهر العنصرية ضد المسلمين.
الخطابات السياسية تغذي الإسلاموفوبيا!
وفي حديث حصريّ مع صحيفة الغارديان قالت شبنة بيجوم، التي أصبحت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “روني ميد تراست” في وقت سابق من هذا العام: إن الساسة البريطانيين يتحدثون الآن عن المسلمين بطريقة مهينة للغاية، ويستخدمون مصطلحات مثيرة للانقسام، وبخاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة وخروج المظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار.
ومع أنها لم تذكر أسماء نواب محددين، حملّت بيجوم حزب العمال وحزب المحافظين مسؤولية إيجاد مناخ معادٍ للمسلمين في بريطانيا، والتسابق لزيادة شعبيتهم وتسجيل نقاط سياسية عبر تخويف المسلمين وتشويه سمعتهم.
وأشارت بيجوم إلى أن الاعتداءات العنيفة والعنصرية تُلحق ضررًا عميقًا وطويل الأمد بالأفراد والمجتمعات، وانتقدت ما وصفته بازدواج المعايير مع المسلمين، الذين قالت: إنهم تعرضوا لانتقادات بسبب إخفاقهم في الاندماج، وتعرضوا أيضًا للانتقادات عندما حاولوا الاندماج والمشاركة في الحياة العامة.
وقالت بيجوم: إن المسلمين في بريطانيا متهمون بالاستيلاء على المدارس المحلية واختطافها، وعندما يشاركون في مسيرات احتجاجية، يوصفون بمتظاهري الكراهية وبـ”المتطرفين الإسلاميين”، وعندما يستخدمون حرية التعبير في الانتخابات يوصفون بالطائفيين ومثيري الانقسام.
ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين
وكشف تقرير “روني ميد تراست”، الذي تدعمه منظمة العفو الدولية والمجلس الإسلامي في بريطانيا، أن الهجمات ضد المسلمين ارتفعت بنسبة 335 في المئة في العام حتى فبراير 2024 مقارنة بالعام السابق، وأن معظم هذه الهجمات كانت ضد النساء.
وذكر التقرير أن نحو اثنتين من كل خمس جرائم كراهية استهدفتا المسلمين، حيث تعرّض المسلمون للاعتداءات أو المطاردة أو المضايقة. وأشار إلى أن العام الماضي شهد أعلى عدد لجرائم الكراهية الدينية، وذلك بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة بحسَب تقارير الشرطة.
يُشار إلى أن بيغوم وُلِدت في سبعينيات القرن العشرين لوالدين هاجرا من بنغلاديش، وقضت سنواتها الأولى في “تاور هاملتس” في لندن حيث مارست مهنة التعليم. وبعد أكثر من 20 عامًا حصلت على درجة الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي والسياسي للمستوطنات غير القانونية. وخلال دراستها أجرت بحثًا لستة أشهر مع “روني ميد تراست”، قادها لتصبح الرئيسة التنفيذية للمؤسسة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇