مؤتمر نوعي للمرأة الفلسطينية في لندن
نظمت رابطة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة (APCUK) أول مؤتمر من نوعه للمرأة الفلسطينية في بريطانيا، الأحد الماضي الموافق 19 يناير/ كانون الثاني، والذي جمع أكثر من 230 امرأة من خلفيات مهنية وشخصية متنوعة.
الحدث، الذي جرى في العاصمة البريطانية، كان بمثابة منصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية سواء في الداخل الفلسطيني أو في دول الشتات، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز دورها وتمكينها في المجتمعيْن الفلسطيني والبريطاني.
التحديات والفرص
في بداية المؤتمر، ركز المتحدثون على التحديات المستمرة التي تواجه النساء الفلسطينيات في الأراضي المحتلة وفي الشتات، حيث أكدوا على أهمية التوعية العالمية والعمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات.
كانت الفكرة الرئيسية للمؤتمر هي إبراز الدور المحوري للمرأة الفلسطينية في تعزيز الهوية الوطنية والمجتمعية، والتأكيد على أهمية دعم المرأة الفلسطينية-البريطانية لتحقيق النجاح في جميع المجالات.
وقد لخصت مي عابد، رئيسة لجنة المرأة الفلسطينية في بريطانيا، رؤيتها قائلة: “يهدف هذا المؤتمر إلى دعم وتمكين المرأة الفلسطينية-البريطانية لتحقيق النجاح في جميع المجالات، مع الحفاظ على الثقافة والتقاليد الفلسطينية، وزيادة الوعي بحقوق المرأة ومسؤولياتها في المجتمعين الفلسطيني والبريطاني.”
إطلاق لجنة دائمة للمرأة الفلسطينية في غزة
أحد أبرز مخرجات المؤتمر كان إطلاق اللجنة الدائمة للمرأة الفلسطينية في غزة، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات المرأة في غزة في أعقاب الأزمات الإنسانية المستمرة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي.
ستعمل اللجنة على تقديم الدعم المباشر للنساء في غزة، والدفاع عن حقوقهنْ، والتصدي للقضايا الملحة التي تؤثر على حياتهن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
تعزيز الاندماج والهوية الفلسطينية
أثناء المؤتمر، أكدت مي عابد على أهمية إعداد جيل جديد من النساء الفلسطينيات اللواتي يمكنهن الاندماج في المجتمع البريطاني مع الحفاظ على هويتهن الفلسطينية.
كما عبّر الدكتور نهاد خنفر، رئيس رابطة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة، عن أهمية هذه المبادرة قائلاً: “نهدف من خلال هذا المؤتمر والمبادرات المشابهة إلى جمع الجالية الفلسطينية من جميع الخلفيات تحت مظلة واحدة، بهدف بناء جسور التواصل، وتعزيز الروابط بين أبناء الجالية، وترسيخ شعور بالانتماء والهوية المشتركة من داخل الشتات.”
ورش عمل ونقاشات ديناميكية
تضمن المؤتمر سلسلة من ورش العمل والنقاشات التي تناولت موضوعات رئيسية مثل القيادة النسائية، الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، الصحة النفسية، والدفاع عن حقوق المرأة.
كانت هذه الجلسات فرصة للمشاركين لطرح الأفكار وتبادل الاستراتيجيات العملية التي تساهم في تعزيز أدوار النساء في بناء المجتمع الفلسطيني والدفاع عن قضاياهن العادلة.
أهداف مستقبلية ودعم المشاريع النسائية
وفي إطار دعم النساء الفلسطينيات في المملكة المتحدة، أعلنت اللجنة عن مجموعة من المبادرات المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز الروابط بين النساء الفلسطينيات في الوطن وفي الشتات.
من أبرز هذه المبادرات تنظيم ندوات تثقيفية بالتعاون مع خبراء في مجالات القانون، التعليم، الثقافة، والصحة النفسية، إضافة إلى دعم المشاريع النسائية الريادية من خلال تخصيص ميزانية سنوية لتمويل ثلاثة مشاريع مبتكرة تتراوح تكلفتها بين 1,500 و3,000 باوند لكل مشروع.
الاحتفاء بدور المرأة الفلسطينية
وأكد الدكتور نهاد خنفر على أن المرأة الفلسطينية لعبت دورًا مهمًا في تاريخ القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى دورها الفاعل في الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية قبل وبعد نكبة عام 1948. وقال: “كان لهذا المؤتمر أهمية خاصة في الاحتفاء بإنجازات المرأة الفلسطينية-البريطانية، وكذلك في معالجة القضايا الرئيسية التي تواجه النساء الفلسطينيات، وتعزيز روح العمل الجماعي داخل المجتمع.”
خطط للمستقبل
تخطط الجالية الفلسطينية في بريطانيا لجعل هذا المؤتمر حدثًا سنويًا، ما يتيح استمرار تعزيز دور المرأة الفلسطينية في كافة المجالات. كما سيتم إنشاء منصة مستدامة لتمكين المرأة الفلسطينية في الشتات، وتقديم المزيد من الفرص لزيادة مشاركتها في الحياة العامة، السياسية، والثقافية.
المزيد من الصور:
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇