لندن تحتضن معرض “غرفة 14”.. حين يتحوّل جدار السجن إلى نافذة للفن والمقاومة
في قلب العاصمة البريطانية، يلتقي الفن بالذاكرة والمقاومة في فعالية اليوم “فورة في فناء المعرض”، وهي جزء من برنامج “غرفة 14: أعمال فنية من الحركة الأسيرة الفلسطينية”.
المعرض، الذي يُقام اليوم في Studio 12 من الثالثة عصرًا حتى التاسعة مساءً، يكشف عن لوحات أبدعها الفنان محمد العزيز عاطف ورفاقه الأسرى داخل سجن عوفر العسكري بين عامي 2021 و2022، مستخدمين أوراق المطبخ وأقلامًا مهرّبة وبنًّا مطحونًا كألوان، ليؤكدوا أن الإبداع قادر على اختراق أقسى القيود.
البرنامج يمتد ليوم كامل، يتخلله حوارات حية تجمع أصواتًا من تجارب متباعدة توحّدها مقاومة الظلم:
- نشطاء مناهضون للفصل العنصري في المدارس البريطانية
- متطوعون مسلمون يستلهمون روح العدالة في الإسلام لدعم الأسرى
- عائلات معتقلين سياسيين في بريطانيا
- أسير محرر من فلسطين
- مدافعون عن حقوق الإنسان من مصر وتونس.
وعلى هامش الكلمات، تتحول ساحة المعرض إلى سوق ثقافية، حيث تعرض مكتبة مقام للكتب إصدارات بالعربية والإنجليزية عن الثقافة والسياسة، وتقدم متاجر فلسطينية مثل “البستان” منتجات تراثية تحمل عبق الأرض، فيما تزين مجموعات فنية جنوب آسيوية الأجواء بفن الحناء الأصيل.
الموسيقى حاضرة منذ اللحظة الأولى، إذ تتولى الفنانة الفلسطينية نور صياغة المشهد الصوتي على مدار اليوم، وصولًا إلى ختام مسائي يجمع آسيا غندير وأنجا نوجوزي في أداء تجريبي حيّ يملأ الفناء بإيقاعات وتجارب بصرية. أما الأطفال، فسيجدون أنشطة مخصصة لهم، تجعل الحدث مساحة آمنة ومفتوحة لجميع الأعمار.
غرفة 14 ليست فقط اسمًا لزنزانة، بل رمز لفضاء صغير تحوّل إلى ورشة إبداع جماعي، حيث تتحدى الألوان الجدران ويعيد الأسرى كتابة حكاياتهم بأدوات بسيطة وأرواح عصية على الانكسار. ويعزّز هذه الرسالة العمل الصوتي للفنان ضرار قلاش بعنوان “من يسمعني الآن ويحرك أوتار صوتي؟”، المستوحى من وصية الأسير الشهيد كمال أبو وعر، حيث تتحول أصوات الحياة اليومية في السجن إلى بيان سياسي ضد الصمت ورتابة القهر.
ويواصل المعرض أنشطته خلال الأيام المقبلة، إذ يشهد في 12 أغسطس ندوة حول الإلغاء العالمي للسجون والتحرر الفلسطيني، قبل أن يختتم في 16 أغسطس بحفل للفنانة الفلسطينية ميسا ضو، التي تمزج الغناء بالهوية ونداء الحرية.
- الموقع: Studio 12 – 1 Addington Square، لندن، SE5 7JZ
- الموعد: السبت 9 أغسطس 2025 (3:00م – 11:00م)
- سعر التذاكر: 0£ – 15£
في لندن، تتحول غرفة 14 اليوم إلى مساحة يتلاقى فيها الفن والموقف، وتُستعاد من خلالها حكايات الأسرى بوصفها فصلًا حيًا من فصول المقاومة الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇