العرب في بريطانيا | لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا " أوم...

1445 شوال 9 | 18 أبريل 2024

لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا ” أوميكرون ” الأكثر إثارة للقلق؟!

لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا " أوميكرون " الأكثر إثارة للقلق ؟! (تويتر:@zfrmrza)
Sarah Knapton November 28, 2021
لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا ” أوميكرون ” الأكثر إثارة للقلق ؟! (تويتر:@zfrmrza)

متحور كورونا جديد أسمته منظمة الصحة العالمية “أوميكرون” يثير مخاوف جديدة من ارتفاع في الإصابات والوفيات. لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا ” أوميكرون ” الأكثر إثارة للقلق ؟! 

وفقا لتقرير كتبته نابتون في هذا الشأن، يحتوي متحور أوميكرون على عدد مذهل من الطفرات، يمكن للعديد منها مساعدته على مقاومة جهاز المناعة أو تعزيز قدرته على نشر العدوى بشكل كبير.

منذ رصد متحور دلتا، كشف العلماء عن ثمانية متحورات أخرى سميت بأحرف من الأبجدية اليونانية من قبل منظمة الصحة العالمية، لكن لم يثير أي منها هذه الدرجة من القلق. فعلى عكس تلك المتحورات، ظهرت التغييرات الأكثر إثارة للقلق في متحور أوميكرون في البروتينات الشوكية للفيروس، حيث يوجد حوالي ضعف عدد الطفرات مثل متحور دلتا.

عند اكتشافه ودراسته للطفرات الجديدة، صرّح الدكتور توم بيكوك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن،  بأنها “مروعة حقًا” وإن هذا المتحور الجديد سيكون الأسوأ من الناحية المستضدية.

 

ما هو سبب القلق؟

قال أحد كبار مسؤولي الصحة في المملكة المتحدة إن البروتين الشوكي الموجود في متحور أوميكرون مختلف بشكل كبير لدرجة أنه “يسبب قلقًا حقيقيًا”. مضيفا أن هذا المتحور هو الأسوأ حتى الآن خاصة بعد أن عبّر العديد من خبراء البروتينات وعلماء الفيروسات في بريطانيا عن قلقهم الشديد منه.

العثور على المتحور لأول مرة في بوتسوانا

تم اكتشاف متحور أوميكرون لأول مرة في بوتسوانا في 11 نوفمبر، وتلاها رصده في حالات في جنوب إفريقيا وإسرائيل وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهونج كونج. أما في بريطانيا، فقد تم تأكيد أول حالات الإصابة بالمتحور  الجديد يوم السبت 27 نوفمبر في إسيكس ونوتنغهامشاير. منذ ذلك الحين، بدأ المسؤولون في إجراء اختبارات جماعية في المناطق حيث اكتشفت الإصابات لتحديد المزيد من الحالات بالمتحور.

بناءً على ذلك، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون في 27 نوفمبر أنه سيتم فرض قيود جديدة محاولة لإبطاء انتشار متحور أوميكرون. وقال إنه اعتبارًا من يوم الاثنين 29 نوفمبر، يجب على الناس ارتداء الكمامات في المتاجر وفي وسائل النقل العام ويجب على أي شخص مسافر إلى بريطانيا الآن إجراء اختبار PCR بنهاية اليوم الثاني بعد الوصول والالتزام بالعزل الذاتي حتى تظهر نتيجة سلبية.

المتحور الجديد لديه 50 طفرة جينية

يحتوي أوميكرون على حوالي 50 طفرة جينية، 30 منها في البروتينات الشوكية و10 في شكل ارتباط المستقبلات. يسمى ارتباط المستقبلات للمتحور الجديد بـ ACE2 وهو الجزء الذي يرتبط بمستقبلات الخلايا لدينا. أما البروتينات الشوكية هي عبارة عن خطافات صغيرة تتصارع على سطح الفيروس والتي يستخدمها الفيروس للالتصاق بالخلايا البشرية.

تعتبر التغييرات في البروتينات الشوكية مثيرة للقلق بشكل خاص لأن اللقاحات مصممة لمساعدة الجسم على التعرف على شكل محدد للبروتينات. فإذا تغيرت هذه البروتينات كثيرًا سيصبح الفيروس أكثر مقاومة للجهاز المناعي. نتيجة لذلك، سنفقد كل وسائل الحماية التي حصلنا عليها من اللقاحات.

هناك أيضًا طفرات في موقع انشقاق الفورين (Furin) في الفيروس، وهو أمر ينذر بالخطر لأن هذه المنطقة تساعد الفيروس على الوصول إلى الخلايا البشرية، مما يجعله معديًا للغاية. تم العثور على طفرة واحدة سميت بـ P681H في متحورات “ألفا” و”مو” و”جاما”، ولكن هذه هي المرة الأولى التي شوهد فيها نوعان من التغيرات في متحور واحد.

لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا " أوميكرون " الأكثر إثارة للقلق ؟! (المصدر: Our World in Data)
لماذا يعتبر المتحور الجديد من كورونا ” أوميكرون ” الأكثر إثارة للقلق ؟! (المصدر: Our World in Data)


من المرجح أن تعزز هذه التغييرات قدرة الفيروس على دخول الخلايا، مما يزيد من كثافة الفيروس في الجسم ويجعله أكثر قابلية للانتقال. هناك أيضًا طفرتان في منطقة تسمى nucleocapsid وهما R203K و G204R، والذان قد تم تحديدهما في متحورات “ألفا” و “جاما” و “لامبدا”، ومن المعروف أنها تزيد من العدوى.

بشكل أكبر مما رأيناه حتى الآن

قال الدكتور جيسي بلوم، عالم الفيروسات في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، إن العديد من الطفرات، خاصة E484 و G446 و K417 و Q493، كانت في “مواقع الهروب القصوى”، مما يعني أن العديد من الأجسام المضادة ستتأثر.

وأضاف بلوم أن هذا لا يعني أن المتحور أوميكرون سوف يفلت تمامًا من اللقاح أو من الأجسام المضادة لكنه يتوقع أن يتسبب إحداث المزيد من التأثير على اللقاحات وتحييد الأجسام المضادة الناتجة عن العدوى بشكل أكبر مما رأيناه حتى الآن.

في جنوب إفريقيا، ينتشر المتحور الجديد في مقاطعة غوتنغ. كما زادت معدلات الفحوصات الإيجابية في تشواني، وهي جزء من غوتنغ، بشكل كبير في الأسابيع الثلاثة الماضية، وذلك من أقل من 1 % إلى أكثر من 30 %.

المتحور الجديد ينتشر بسرعة كبيرة

قال البروفيسور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة للأوبئة والابتكار في جنوب إفريقيا إن هذا المتحور الجديد، (B.1.1.529)، ينتشر بسرعة كبيرة، وإن 90 في المئة من الحالات في غوتنغ، على الأقل 1000 حالة يوميًا، تنجم بسبب أوميكرون.

كما يراقب مسؤولو الصحة في بريطانيا الآن بيانات العدوى من جديد لمعرفة عدد الأشخاص المصابين من كل حالة وسيعطي ذلك مؤشرا على مدى قابلية انتقال المتحور الجديد.

قال البروفيسور شارون بيكوك، مدير (Covid-19 Genomics UK Consortium) إن هذا الوضع يذكرنا بمتحور ألفا في مدينة “كنت” منذ حوالي عام. حينها كان هناك ارتفاع في عدد الحالات، لكن لم يكن واضحًا ما إذا كان هذا بسبب حدث أو أكثر من أحداث الانتشار الفائق أو كان مرتبطًا بفيروس أكثر قابلية للانتقال.

ويفترض بيكوك أن الاختلاف الجيني لـ B.1.1.529 ربما يكون قد تطور لدى شخص مصاب ولكنه لم يتمكن بعد ذلك من القضاء على الفيروس، مما يمنح الفيروس فرصة للتطور وراثيًا مضيفا أنه قد تمر عدة أسابيع أو أشهر قبل معرفة ما إذا كان المتحور أكثر فتكًا.

بدأ العلماء أيضًا تجارب مخبرية لمعرفة مدى نجاح الأجسام المضادة في القضاء على الفيروس، مما سيعطي أيضًا مؤشرًا على مدى انتشار العدوى. في الوقت الحالي، كل ما يمكن أن يفعله العالم هو حبس أنفاسه والأمل في الأفضل.


اقرأ المزيد:

بريطانيون يتدافعون للعودة من جنوب إفريقيا قبل فرض الحجر الصحي

بريطانيا تسجل خمسين ألف إصابة كورونا و 160 وفاة خلال 24 ساعة

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.