لماذا تقلّ أجور سائقي الحافلات عن أجور سائقي القطارات في بريطانيا؟
في الآونة الأخيرة، سلطت إضرابات سائقي القطارات الضوء على ظروف العمل والتعويضات المالية في قطاع النقل العام. ولكن توجد قضية مهمة أخرى تستدعي النظر فيها، وهي الفارق الكبير في الأجور بين سائقي القطارات وسائقي الحافلات.
ويبلغ متوسط الراتب السنوي لسائقي القطارات في المملكة المتحدة نحو 64ألف باوند، في حين يتقاضى نظراؤهم من سائقي الحافلات أقل بكثير، إذ يبلغ متوسط دخلهم نحو 29ألف باوند سنويًّا. وأثار هذا التفاوت قلق العاملين في مجال النقل العام وصناع القرار على حد سواء، ما أدى إلى طرح أسئلة عن المعاملة العادلة من الناحية المالية والمتطلبات الحقيقية لكل وظيفة.
تباين طبيعة العمل
من الوهلة الأولى، قد يبدو أن قيادة القطارات مهنة تتطلب مهارات معقدة. ولكن الواقع قد يكون مختلفًا. وبهذا الشأن يقدم ستيف راسل، الذي يتمتع بخبرة واسعة في كلتا الوظيفتين، تحليلًا مقارنًا للطبيعة المختلفة للعملين.
ويُبرِز راسل العوامل التي تزيد من الضغوط على سائقي الحافلات، ويشمل ذلك: المناورات الخطرة من المركبات الأخرى، وسلوك الركاب غير المنضبط، وصعوبة الوصول إلى مرافق الراحة خلال فترات العمل الطويلة. وينبِّه إلى التأثير النفسي لمثل هذه العوامل، ويقارنها بأكثر البيئات تحكمًا بقيادة القطارات.
قوى السوق ودور النقابات العمالية
وبهذا الصدد يوضح الدكتور نيكولاس ثوموبولوس، أستاذ النقل بجامعة سوري، فجوة الأجور من خلال تحليل قوى العرض والطلب في سوق العمل. ويرى أن قيادة الحافلات تتطلب الحد الأدنى من التدريب الإضافي مقارنة بقيادة القطارات، ما يؤدي إلى وجود عدد أكبر من المتقدمين المؤهلين، ومن ثَمّ ينخفض متوسط الأجور.
أما قيادة القطارات؛ فلها لوائح صارمة ومتطلبات سلامة خاصة، ومن ثَمّ فهي تستدعي مهارات معينة، وتحتاج إلى أجور أعلى. إضافة إلى ذلك، فمن المحتمل أن يُسهِم دور النقابات العمالية في قطاع السكك الحديدية إسهامًا بارزًا في ضمان أجور أعلى لسائقي القطارات.
أبعد من مجرد أجور
ولا يقتصر الأمر على الفروق المالية، إذ يواجه سائقو الحافلات مجموعة فريدة من الصعوبات، التي لا تُؤخَذ بعين الاعتبار في الغالب.
هذا وكشفت دراسة استقصائية حديثة أجراها اتحاد “يونايت”، أن 82 في المئة من سائقي الحافلات تعرضوا لإساءة لفظية أو جسدية في عام 2023. والتعرض المستمر للسلبيات يؤثر كثيرًا على صحتهم النفسية ورفاههم.
المصدر تايمز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇