لماذا ترتفع أسعار الوقود في بريطانيا بينما تنخفض عالميا؟!

فريق التحرير July 5, 2022

في الوقت الذي تغلق فيه الاحتجاجات على أسعار الوقود الطرق السريعة في إنجلترا وويلز، سجَّلت أسعار البنزين مرة أخرى ارتفاعًا قياسيًّا رغم التراجع الطفيف في أسعار البيع بالجملة عالميًّا. وهنا يتساءل كثيرون: لماذا يستمر ارتفاع أسعار الوقود في بريطانيا؟

🏴󠁧󠁢󠁷󠁬󠁳󠁿 UK – Wales – Cardiff (M4 Highway) [Jul 4, 2022]

Not only on highways in the Netherlands people protest the government, also in the UK it seems people are done with the surging fuel prices.#Burgeropstand pic.twitter.com/05QTIvX3N6

— 🏛️ BMedia 🇳🇱 (@BananaMediaQ) July 4, 2022

بينما بلغ متوسط سعر البنزين في بريطانيا 191.53 بنسًا للتر يوم الأحد، بلغ متوسط سعر الديزل 199.03 بنسًا للتر، وتجاوز في بعض الأماكن 2 باوندين للتر. ويعود ارتفاع أسعار الوقود في هذا العام إلى ارتفاع أسعار النفط الخام الذي يُستخدَم في إنتاج البنزين والديزل.

UK drivers in go-slow protest over surging fuel prices

In an Action against rocketing fuel prices, Protesters snarled up major UK roads on Monday with a slow-moving procession of vehicles. pic.twitter.com/I7883OneQq

— Voice Of Meta-VOM (@Voiceofmeta) July 5, 2022

وقبل عامين فقط انهار سعر النفط الخام، فأثرت قيود السفر خلال الجائحة في الطلب الذي عاد إلى الانتعاش تدريجيًّا منذ فترة. ثم أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم الوضع بمقاطعة العديد من الدول الغربية النفط الروسي، فضلًا عن انخفاض قيمة الباوند مقابل الدولار الذي كان عاملًا آخر وراء ارتفاع أسعار الوقود بالجملة.

لماذا ترتفع أسعار الوقود في بريطانيا بينما تنخفض أسعار النفط؟!

انخفض سعر النفط في بداية الغزو الروسي من 140 دولارًا (115 باوندًا) للبرميل إلى نحو 110 دولارات عندما سعت الدول للحصول على إمدادات بديلة من روسيا. وفي العادة ترتبط أسعار البيع بالتجزئة بأسعار البيع بالجملة، لكن يبدو أن هذه الأخيرة تنخفض بصفة ملموسة في حين تظل الأولى مرتفعة!

تُحسب هوامش التكرير باستخدام “مؤشر الكراك” (Crack Spreads)، وهو فرق السعر الإجمالي بين برميل الخام والمنتجات البترولية المكررة منه. وقد وصل هذا المؤشر إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة بعد انخفاض سعة التكرير في أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وفي بريطانيا التي يوجد فيها 6 مصاف للنفط فقط، كان من المفترض -نظريًّا- أن يساعد انتعاش الطلب على التكرير في زيادة إنتاج هذه المصافي رغم ارتفاع أسعار النفط في مارس الذي أدى إلى تضخم تكاليف مدخلاتها.

على من يقع اللوم؟

انخفضت أسعار البنزين بالجملة مدة 5 أسابيع متتالية. واتهمت شركة (RAC) تجار التجزئة بعدم تخفيض أسعار الوقود في بريطانيا قائلة: إن متوسط سعر البنزين الخالي من الرصاص كان 145.7 بنسًا للتر في الأسبوع الماضي، وبعد إضافة هامش 7 بنسات للتر إلى متوسط البيع بالتجزئة و20 في المئة إلى ضريبة القيمة المضافة، وصل السعر إلى 183 بنسًا.

وقال المتحدث باسم (RAC) سيمون ويليامز: “على الرغم من ذلك، فإن المتاجر الأربعة الكبرى التي تهيمن على مبيعات الوقود تصر على تسقيف متوسط سعر البنزين في متاجرها بقيمة 190.19 بنسًا للتر”.

من جهة أخرى قال تجار التجزئة: إن مصافي النفط لم تخفض أسعار النفط الخام منذ ارتفاعها خلال الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا. وأشاروا أيضًا إلى وجود فرق بين سعر البيع بالجملة والسعر في المضخات حسَب ما يمليه عقد تاجر التجزئة مع مورد الوقود الخاص به.

واتهمت الحكومة بعض تجار الوقود بالتجزئة بالتربُّح عن طريق عدم تمرير تخفيض رسوم الوقود بمقدار 5 بنسات في مارس. لهذا السبب كُلِّفت هيئة مراقبة المنافسة والأسواق (CMA) بإجراء تحقيق “مكثف” في التسعير في هذا القطاع، ومن المقرر أن ينتهي هذا التحقيق يوم الخميس.

وقالت الحكومة: إنها وجدت أدلة على أن الواجهة الأمامية داخل نفس سلسلة البيع بالتجزئة تقدم أسعارًا مختلفة في مناطق متفرقة من البلاد، وقد يرجع ذلك إلى اتفاقيات الامتياز المعروفة في القطاع.

ماذا يمكن للحكومة فعله حيال ذلك؟

إذا وجدت هيئة المراقبة (CMA) دليلًا على التواطؤ في تسعير الوقود، فقد تنتقل إلى إجراء تحقيق أكبر مع تجار التجزئة في الوقت الذي زادت فيه المطالب بمزيد من الشفافية حول كيفية التسعير.

وفي الوقت نفسه تتعرض الحكومة لضغوط كثيرة بهدف خفض ضريبة القيمة المضافة، أو إدراج تخفيضات أكبر في رسوم الوقود. وقد وعد وزير الخزانة ريشي سوناك بالنظر في الأمر.

هل خفضت الدول الأوروبية رسوم الوقود؟

نعم، خفضت ألمانيا رسوم الوقود بمقدار 25 بنسًا للتر، وحظي السائقون في هولندا وأيرلندا وإسبانيا بتخفيض قيمته 17 بنسًا و14 بنسًا في فرنسا، في حين تبلغ رسوم الوقود في المملكة المتحدة 52.95 بنسًا للتر.

المصدر: The Guardian