لماذا ترتفع أسعار المواد الغذائية في بريطانيا بمعدلات قياسية؟
أدى الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية إلى إبقاء التضخم في بريطانيا فوق الـ10 في المئة، ما قد يعزز الضغوط التي تواجهها الأسر في بريطانيا.
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني (ONS) فقد أدى ارتفاع أسعار الخبز والحبوب والشوكولاتة إلى ارتفاع متوسط السعر الإجمالي للأطعمة والمشروبات غير الكحولية بنسبة 19.1 في المئة من بداية العام حتى شهر مارس، وهذه هي أكبر زيادة في أسعار المواد الغذائية منذ أغسطس 1977.
الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار المواد الغذائية
1- نقص المحاصيل
تسبب الطقس القاسي في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا في إتلاف المحاصيل التي تُصدَّر إلى بريطانيا عادة خلال فصل الشتاء.
وفي مواجهة نقص الفواكه والخَضراوات المستوردة وأزمة الرفوف الفارغة، اضطرت المتاجر الكبرى في بريطانيا إلى فرض قيود على المشتريات ورفع أسعار بعض المواد الغذائية وبخاصة الفواكه والخَضراوات والسكر.
2- تراجع قيمة الباوند
انخفض الباوند في سبتمبر الماضي إلى أدنى مستوى له في 37 عامًا مقابل الدولار الأميركي. ومع تراجع قيمة الباوند ارتفعت أسعار المواد والسلع المستوردة من الخارج بالدولار، خصوصًا الواردات النفطية والمواد الغذائية.
3- ارتفاع تكاليف النقل
أظهرت أرقام هذا العام أن ارتفاع تكاليف الطاقة أدى إلى ارتفاع تكاليف نقل الطعام والشراب عبر مختلف وسائل النقل، ومن ثَمّ إلى تضخم أسعار بعض المواد الغذائية.
وقد شهد نحو 34.3 في المئة من الشركات العاملة في مجال تصنيع منتجات الطعام والشراب اضطرابات واسعة النطاق في سلسلة التوريد العالمية بين مارس 2022 ويناير 2023.
4- الحرب في أوكرانيا
قررت الدول الأوروبية في أعقاب الحرب في أوكرانيا خفض اعتمادها تدريجيًّا على الغاز الروسي، ما أدى إلى ارتفاع فواتير الطاقة، ومن ثَمّ إلى ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية اليومية مثل الخبز.
كما انخفضت صادرات أوكرانيا من الحبوب منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، وأدى إغلاق موانئها على البحر الأسود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم!
5- خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)
قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت السوق الأوروبية تزوّد السوق البريطانية بنحو ثلث احتياجاتها من المواد الغذائية. لذا يرى بعض المحللين الاقتصاديين أن البريكست كان سببًا غير مباشر للأزمات التي تعاني منها الشركات المصنعة للمواد الغذائية، ولارتفاع متوسط فاتورة التسوق المنزلية في بريطانيا.
وفي هذا الأطار قالت كارين بيتس الرئيسة التنفيذية لاتحاد الأغذية والمشروبات في وقت سابق من هذا العام: “إن مصنعي الأغذية والمشروبات يبذلون ما بوسعهم لتجنب رفع أسعار المنتجات الغذائية، لكن تراجع قيمة الباوند وارتفاع تكاليف المكونات والتعبئة والطاقة تضطرهم إلى تمرير بعض الزيادات في الأسعار”.
يُذكر أن قطاع الزراعة في بريطانيا يواجه أيضًا أزمة نقص العمالة، التي تفاقمت منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى انخفاض العائدات من المتاجر الكبرى التي تشتري المنتجات الزراعية.
نسبة ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية في العام الماضي
وفقًا لبيانات التضخم التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني، فقد كانت نسبة الزيادة في متوسط أسعار بعض المواد الغذائية على مدى 12 شهرًا حتى مارس على الشكل الآتي:
- زيت زيتون: 49.2 في المئة
- السكر: 42.1 في المئة
- الحليب القليل الدسم: 38.8 في المئة
- الحليب الكامل الدسم: 37.9 في المئة
- الصلصات والتوابل والملح وأعشاب الطهي: 33.7 في المئة
- الجبن: 33.6 في المئة
- البيض: 32.0 في المئة
- الخضروات المجمدة: 30.2 في المئة
- المثلجات: 24.3 في المئة
- منتجات المعكرونة والكسكس: 24.1 في المئة
- الزبدة: 22.7 في المئة
- الزبادي: 21.9 في المئة
- العسل والمربيات: 20.9 في المئة
- الوجبات الجاهزة: 20.9 في المئة
- الخضروات الطازجة: 20.5 في المئة
- البطاطس: 20.4 في المئة
- الشاي: 19.0 في المئة
- الخبز: 18.9 في المئة
- المياه المعدنية: 18.3 في المئة
- الدجاج: 18.0 في المئة
- رقائق البطاطس: 17.9 في المئة
- البيتزا: 17.2 في المئة
- السمك: 16.7 في المئة
- القهوة: 15.6 في المئة
- اللحم البقري: 14.8 في المئة
- الشوكولاتة: 14.6 في المئة
- عصائر الفواكه والخضروات: 14.1 في المئة
- الأرزّ: 13.0 في المئة
- المشروبات الغازية: 12.2 في المئة
- ثمار البحر المجمدة: 11.2 في المئة
- الفواكه: 10.6 في المئة
- الحبوب: 9.0 في المئة
- لحم الضأن والماعز: 6.4 في المئة
- الفواكه المجففة والمكسرات: 5.8 في المئة.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية يفاقم الأزمة المعيشية في بريطانيا (يوتيوب: GBN)
اقرأ أيضًا:
أفضل الطرق للتعايش مع أزمة غلاء أسعار المواد الغذائية
ازدياد مفاجئ في معدل التضخم في بريطانيا إلى 10.4٪ بعد فترة تعافٍ
الرابط المختصر هنا ⬇