العرب في بريطانيا | لماذا تدافع بي بي سي عن مشاركة إسرائيل في يوروف...

1447 جمادى الثانية 17 | 08 ديسمبر 2025

لماذا تدافع بي بي سي عن مشاركة إسرائيل في يوروفيجن رغم دعوات المقاطعة؟

لماذا تدافع بي بي سي عن مشاركة إسرائيل في يوروفيجن رغم دعوات المقاطعة؟
فريق التحرير December 7, 2025

في ظل تصاعد الدعوات الدولية لمقاطعة مسابقة يوروفيجن 2026 بسبب مشاركة إسرائيل، تتصدر هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي (BBC) المشهد بدفاعها الواضح عن القرار، في وقت أعلنت فيه أربع دول انسحابها احتجاجًا على ما وصفته بـ”السلوك الإسرائيلي في حرب غزة”.

ويتحوّل الخلاف حول مشاركة إسرائيل من مجرد جدل ثقافي إلى قضية سياسية أوسع، تربط بين حرية الفن، ضوابط اتحاد البث الأوروبي، واتهامات بتسييس المسابقة.

بي بي سي تصطف خلف اتحاد البث الأوروبي

وأكدت بي بي سي أنها تدعم القرار الجماعي لاتحاد البث الأوروبي (EBU) بالسماح لإسرائيل بالمشاركة، معتبرة أن الأمر يتعلق بتطبيق القواعد واحترام “شمولية” المسابقة. وقال متحدث باسم الهيئة:

“نحن ندعم القرار الجماعي الذي اتخذه أعضاء اتحاد البث الأوروبي، الأمر يتعلق بتطبيق القواعد والتحلي بالروح الشاملة”.

ويأتي هذا الموقف رغم تصاعد الاحتجاجات من عدة جهات تطالب باستبعاد الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما يجري في غزة.

وكان اتحاد البث الأوروبي قد تراجع عن طرح تصويت بشأن مشاركة إسرائيل، وبدلًا من ذلك أقر قواعد جديدة لمنع الحكومات من التأثير على المسابقة، في خطوة حاول فيها تجنب تورط المسابقة في الخلافات السياسية.

أربع دول تقاطع… وحرب غزة في قلب الاعتراضات

أعلنت كل من إيرلندا، إسبانيا، هولندا وسلوفينيا رسميًا أنها لن تشارك في يوروفيجن 2026، احتجاجًا على اعتبار أن السماح لإسرائيل بالمنافسة يأتي “متجاهلًا الخسائر الفادحة في غزة”.

وقالت الجهات الرسمية في هذه الدول إن بقاء إسرائيل على قائمة المشاركين “لا يمكن تبريره”، واعتبرت أن المسابقة لم تعد بمنأى عن الأحداث السياسية.

وكانت هذه الدول قد هددت في أيلول/ سبتمبر الماضي بالانسحاب ما لم يتم استبعاد إسرائيل، وهو ما لم يحدث، فمضت بتنفيذ تهديدها.

أما داخل بريطانيا، تباينت المواقف السياسية، إذ اعتبر حزب المحافظين أن مشاركة إسرائيل “حق كامل”،  بينما عبّر وزير الثقافة في حكومة الظل، نايجل هادلستون، عن قلقه مما سماه “تسييس الفن”، وقال: “يجب أن تكون الموسيقى قوة توحيد، لا أداة لأغراض سياسية”.

وبدورها قالت وزيرة الحكومة أليسون ماكغفرن إنه سيكون “محزنًا للغاية” إذا فقد اليوروفيجن طابعه الاحتفالي، مؤكدة أن الأمر يعود لاتحاد البث الأوروبي، وأن الحكومة لا تتدخل عادة في قرارات من هذا النوع.

إعلاميون أوروبيون يقفون ضد المشاركة الإسرائيلية

هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الإيرلندية RTE، ومؤسسة البث الهولندية Avrotros كانا الأكثر حدة في الاعتراض، إذ أعلنا انسحابهما من المشاركة والبث، مؤكدين أن مشاركة إسرائيل “تتعارض مع القيم الإنسانية”.

أما رئيس Avrotros، تاكو زيمرمان، فقال إن قيم المسابقة “تم انتهاكها” العام الماضي، وإن “حرية الصحافة والإنسانية تعرضت لاعتداءات خطيرة لا يمكن تجاهلها”.

وفي سلوفينيا، أعلنت RTV انسحابها “نيابة عن 20 ألف طفل قتلوا في غزة”، مؤكدة أن أداء إسرائيل العام الماضي كان ذا طبيعة سياسية، ومذكّرة بأن المسابقة منعت سابقًا أداءً روسيًا مشابهًا.

خلفية سياسية: إسرائيل مستمرة رغم الجدل… وروسيا محظورة

يُذكر أن روسيا تم استبعادها من المسابقة بعد غزو أوكرانيا عام 2022، بينما واصلت إسرائيل المشاركة رغم الاحتجاجات.

وعقب تأكيد مشاركتها في نسخة 2026، كتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هُرتسوج أن “إسرائيل تستحق أن تكون على كل منصة في العالم”.

ستقام نسخة 2026 في فيينا بعد فوز النمساوي JJ بأغنيته “Wasted Love”، متفوقًا على المطرب الإسرائيلي يوفال رافائيل الذي جاء في المركز الثاني.

وفي الوقت نفسه، شهدت مدينة بازل السويسرية احتجاجات مؤيدة لفلسطين أثناء فعاليات يوروفيجن 2025، محذرة من “تطبيع مشاركة إسرائيل”.

وفي مفارقة لافتة، قالت ألمانيا –وهي من أبرز داعمي المسابقة– إنها لن تشارك إذا تم منع إسرائيل من اليوروفيجن، ما جعلها في الاتجاه المعاكس للدول المقاطعة.

انقسام أوروبي متصاعد حول مشاركة إسرائيل في يوروفيجن

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن دفاع هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في مسابقة يوروفيجن لعام 2026 يكشف فجوة متزايدة بين المواقف الرسمية البريطانية وبين الرأي العام العربي والبريطاني المؤيد لحقوق الفلسطينيين.

قد تبدو خطوة التمسك بالمشاركة الإسرائيلية محاولة لفصل الفن عن السياسة، في حين أن واقع الحرب في غزة يجعل هذا الفصل شبه مستحيل، خصوصًا مع توثيق الانتهاكات الواسعة والخسائر البشرية الكبيرة. وترى المنصة أن تجاهل هذه الخلفية الإنسانية من قِبل المؤسسات الإعلامية الكبرى يثير تساؤلات حول معايير الاتساق الأخلاقي التي يُفترض أن تحكم تغطية الأحداث العالمية.

وترى AUK أيضًا أن انسحاب محطات أوروبية كبرى —مثل RTE الأيرلندية وAvrotros الهولندية— يعكس تحوّلًا مهمًا داخل أوروبا نفسها، حيث لم يعد كثير من المؤسسات الإعلامية مستعدًا لفصل العمل الفني عن السياق السياسي وحقوق الإنسان.

المصدر: الإندبندنت


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة