العرب في بريطانيا | لماذا أثار فيلم باربي الغضب في عدد من بلدان الو...

1446 جمادى الثانية 10 | 12 ديسمبر 2024

لماذا أثار فيلم باربي الغضب في عدد من بلدان الوطن العربي؟

لماذا أثار فيلم باربي الغضب في عدد من بلدان الوطن العربي؟
فريق التحرير August 27, 2023

منعت العديد من بلدان الوطن العربي عرض فيلم باربي في دور السينما على الرغم من تحقيقه أعلى الإيرادات على مستوى العالم، فما السبب وراء ذلك؟

يمكن القول إن فيلم باربي هو ليس أول الأفلام الداعمة لأجندات النسوية في السينما العربية والعالمية على حد سواء، ومن بين الأفلام الأخرى التي حملت طابع النسوية (From Thelma & Louise)، وفيلم (Promising Young Woman)، وفيلم (Don’t Worry Darling).

ما الذي يميز “باربي” عن بقية الأفلام النسوية؟

أما السينما العربية فقد سبق أن عرضت مجموعة من الأفلام أيضًا التي هاجمت المجتمع الذكوري الأبوي، ومن بينها بعض أفلام نادية الجندي في ثمانينيات القرن الماضي، بالإضافة للأعمال الدرامية المفيدة التلاتلي في تونس، وأعمال المخرجة اللبنانية نادين لبكي.

لكن كل هذه الأفلام لم تحدث الضجة نفسها التي أثارها فيلم باربي لعدة أسباب أولها أنها ليست موجهة للأطفال والعائلات، وعلى الرغم من انتقادها للنظام الذكوري الأبوي إلا أن هذه الأفلام لم تتعمد الحط من قدر الذكور والاستخفاف بهم كما فعل فيلم باربي.

وقد رأى العديد من السياسيين والنقاد العرب أن الفيلم شكل تهديدًا كبيرًا لمجتمع الذكور ووجه له ضربة قاسية.

كما كشف الفيلم أنه رغم التحسن الكبير في أوضاع المرأة في العالم العربي، إلا أن النظام الأبوي ما زال يحكم بقبضة من حديد، وفي وقت تهيمن فيه الثقافة الأمريكية على معظم المجتمعات العربية، فإن التيار العربي المحافظ يكتسب المزيد من الزخم للتصدي للأجندات المشابهة لما طرح في فيلم باربي.

أسباب حظر الفيلم

ولعل أحد أبرز الأسباب التي أدت لحظر عرض الفيلم في العديد من الدول العربية، هو وجود شخصيات شاذة ضمن الكادر، ما دفع النقاد العرب لمهاجمة الفيلم.

على سبيل المثال منعت دولة الكويت عرض الفيلم لأنه :” يكرس أفكار ومعتقدات غريبة عن المجتمع الكويتي والنظام العام للبلاد”.

بينما أعلن وزير الثقافة اللبناني محمد مرتضى أن الفيلم يروج للمثلية الجنسية والتحول الجنسي، ويهاجم الأخلاق والقيم الإيمانية عبر تجاهله لأهمية الأسرة في المجتمع”.

كما فرضت عُمان حظرًا على الفيلم بسبب عرضه:” لمشاهد غير مناسبة للأطفال”.

وأوقفت الجزائر عرض الفيلم بعد أن عُرِض في دور السينما لعدة أسابيع، وفي الأردن أدانت جبهة العمل الإسلامي موافقة السلطات الأردنية على عرض الفيلم، وطالبت الجبهة بحظر عرض الفيلم:” بسبب احتوائه على مشاهد تتعارض مع قيم الأمة والهوية العربية والمبادئ الإسلامية”.

وأدان تجمع الوحدة الوطنية وهو حزب سياسي بحريني الفيلم ووصفه بأخطر صورة صنعتها القوى الغربية المدمرة.

كما دعا محامٍ مصري إلى سحب الفيلم من دور العرض قائلًا إنه من عمل الشيطان وأشار إلى أن الفيلم يروج لأفكار غريبة عن المجتمع المصري.

أما صانعي محتوى اليوتيوب في العالم العربي فقد هاجموا الفيلم أيضًا ووصفه أحدهم بالشيطاني والكارثي، وأشار آخر إلى أنه مثال عن النسوية المتطرفة، ورفض أحدهم تصوير الفيلم للنظام الأبوي على اعتباره النظام السائد في الحياة العامة، وأكد أن المؤهلات الفردية هي الشروط الأساسية للالتحاق بالعمل وليس الجنس.

ووحد النقاد اليساريون والمحافظون أصواتهم مرددين ما قاله الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان الذي أكد أنه كان سيتلقى حكمًا بالإعدام لو أنه قدم نسخة ذكورية من الفيلم، وأشار مورغان إلى أن الفيلم ليس أكثر من دعاية تافهة للنسوية.

عيوب الفيلم

لم يكن فيلم باربي خاليًا من العيوب على الإطلاق، فقد استمدت المخرجة فكرة فيلمها من رواية هيرلاند الخيالية للكاتبة شارلوت بيركنز جيلمان عام 1915، والتي تقوم على وجود مجتمع كامل من الإناث تتعطل حياتهن بعد وصول ثلاثة ذكور.

كما تقدم المخرجة رؤية طوباية للمجتمع الأنثوي تحتوي على عيب واضح: وهو أن الشعور بالمنافسة والغرور حكر على المجتمع الذكور فقط وليس المجتمع الإنساني ككل.

كما فشل الفيلم في تغيير الصورة النمطية المطروحة عن الجسد المثالي، وظهرت فيه المعايير الجسدية المثالية، ورغم انتقاد الفيلم لصورة المرأة في المجتمع الرأسمالي إلا أنه لم يقترح حلًا بديلًا.

المصدر: Middle East Eye


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
4:31 pm, Dec 12, 2024
temperature icon 8°C
broken clouds
Humidity 90 %
Pressure 1029 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 6 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 8 km
Sunrise Sunrise: 7:57 am
Sunset Sunset: 3:51 pm