لاجئون من السودان لحكومة ريشي سوناك: اعتبرونا من أوكرانيا!
ناشد لاجئون من السودان بريطانيا بمعاملتهم مثل اللاجئين الأوكرانيين وسط اتهامات لحكومة ريشي سوناك بممارسة التمييز ضد الفارين من الصراع في السودان.
وعلى الرغم من ترحيب بريطانيا باللاجئين من أوكرانيا وتوفير تأشيرة سفر لهم في أقل من 48 ساعة، عبر نظام الكفالة، إلا أن الحكومة البريطانية لم تعلن عن مخططات مماثلة للاجئين السودانيين رغم مقتل أكثر من 700 شخص حتى الآن منذ اندلاع النزاعات والاشتباكات العنيفة في السودان.
هذا وفر أكثر من 100 ألف شخص من السودان من بينهم حسام سعدي وهو شاب يبلغ 29 عامًا، علق في القاهرة بعد خروجه من السودان، علمًا أن كلًا من والده وإخوته يعيشون في روثرهام جنوب مدينة يورك البريطانية.
معايير مزدوجة في قضايا اللاجئين
وقال حسام سعيد لصحيفة “ميرور” :” لم أرَ في حياتي مثل هذا التمييز الذي يمارس ضدنا لمجرد أننا لاجئون من السودان، أو بالأحرى من أحد بلدان العالم الثالث”. وأكد حسام أن والده سعى جاهدًا لجلبه إلى بريطانيا لكنه فشل في ذلك بسبب عدم وجود أي طريقة قانونية.
ونقل كريش كانديا مدير مؤسسة (Sanctuary Foundation) عن حسام قوله:” لقد شاهدت أحد السياسيين الغربيين وهو يحث الحكومة البريطانية على اتخاذ إجراءات سريعة لمساعدة الشعب الأوكراني «المثقف والمتحضر»”.
وأضاف:” كما بادرت الحكومة البريطانية لإجلاء رعاياها من السودان، ولكنها لم تساعد الشعب السوداني”.
وقال حسام: “شعب السودان متحضر كذلك، وقد قضيت حياتي كلها في التحصيل العملي، وكنت أتعلم اللغة الإنجليزية على أمل السفر إلى بريطانيا يومًا ما”.
هذا ومن المقرر أن تسلم مؤسسة (Sanctuary Foundation) – المعنية بشؤون اللاجئين في بريطانيا – عريضة إلى داونينج ستريت تطالب الحكومة بوضع خطط لاستقبال اللاجئين السودانيين على غرار اللاجئين الأوكرانيين.
وأشار كانديا إلى أنه تحدث مؤخرًا مع عشرات اللاجئين السودانيين الذين فروا إلى مصر “.
وقال في هذا الصدد: “لقد فرت إحدى العائلات واضطرت لترك المنزل وبالكاد استطاع أفرادها جلب القليل من الثياب فقط، بينما أصيبت عائلة أخرى بالهلع، بعد أن سمعوا جيرانهم يصرخون نتيجة تعرضهم للهجوم بالقنابل”.
وقال كانديا: “من بين جميع الذين قابلتهم كان هناك شخص واحد فقط يرغب في اللجوء إلى بريطانيا وهو حسام، بينما أرادت الغالبية العظمى من السودانيين البقاء على مقربة من بلادهم نظرًا للروابط الثقافية واللغوية”.
“يمتلك حسام وضعًا استثنائيًا نظرًا لأن والده يعيش في بريطانيا، ولا بدَّ من مساعدة شريحة قليلة من اللاجئين السودانيين الذين يعيش أهلهم في بريطانيا على أقل تقدير”.
وتابع كانديا:” بصفتي أبًا، كنت سأفعل كل ما بوسعي لنقل أطفالي إلى مكان آمن ولن أقبل باستمرار وجودهم في مناطق مزقتها الحرب”.
“إن تقديم الدعم للعائلات التي مزقتها الحرب أمر في غاية الأهمية، وقد فعلنا ذلك مع اللاجئين الأوكرانيين، ولا أرى سببًا وجيهًا يحول دون مساعدة اللاجئين السودانيين الذين فروا بسبب الحرب”.
لا خطط لإعادة توطين السودانيين في بريطانيا
وكانت الحكومة البريطانية قد أكدت عدم وجود خطط لإعادة توطين اللاجئين السودانيين في بريطانيا، وإنما ستكتفي بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل الضغط على الأطراف المتنازعة لوقف القتال في السودان.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية:” لقد قدمنا طرقًا آمنة وقانونية لنحو نصف مليون لاجئ منذ عام 2015، يجب النظر إلى النهج الذي اتبعته الحكومة البريطانية مع قضايا اللاجئين بشكل عام بدلًا من التركيز على القضايا الفردية فقط”.
هذا وزار الدكتور كانديا مدير مؤسسة أحد المواقع التي نزل فيها اللاجئون السودانيون بالقرب من أسوان في مصر.
وقال كانديا:” يبدو أن المكان غير مناسب ومقفر، حيث الحرارة مرتفعة للغاية بجانب الصحراء”.
“يصل مئات الفارين من السودان إلى منطقة كركر قرب أسوان في مصر، وهم في حالة تعب وصدمة مما مروا به، وقد تحمل العديد منهم مشقة السفر عدة أيام وبقوا دون طعام”.
“وصور اللاجئون مقاطع فيديو للدمار الذي حل ببلدهم، و مشاهد القصف الذي لحق بالمباني، فيما أغلقت البنوك والمستشفيات في السودان بعد مرور شهر على اندلاع المعارك هناك”.
“توفي المئات من الناس بينما نفدت متاجر السوبر ماركت من الطعام، وبالكاد يستطيع السكان المنكوبون توفير الأموال للفرار والنجاة بحياتهم”.
“تشير آخر الأرقام الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 218.504 أشخاص فروا من الخرطوم، من بينهم 60 ألف شخص توجهوا إلى تشاد و 90 ألف شخص توجهوا إلى مصر، وبلغ عدد الأطفال النازحين حوالي نصف مليون”.
وأضاف كانديا: “لقد تحدثت إلى العشرات من العائلات الفارة من الحرب، حيث أفلس الكثير منهم بعد أن أنفقوا كل ما لديهم للخروج من السودان حيث تتقاضى الحافلات التي تنقلهم خارج السودان ما يعادل 566 باوند، وبالكاد استطاعوا إخراج أمتعة قليلة أو طعام أو حفاضات أطفال”.
أوضاع كارثية
وقال كانديا: “بالكاد يستطيع اللاجئون تأمين ما يعادل الـ 10 باوندات شهريًا لدفع إيجار شقة غير مفروشة، فيما لدى بعض المحظوظين منهم أقارب في مصر”.
“لقد قابل حسام والده للمرة الأخيرة عندما كان بعمر الثمانية، ورفضت الحكومة البريطانية منحه تأشيرة لزيارة والده، وهو الآن في القاهرة حيث تتدهور أوضاعه أكثر فأكثر”.
“يزعم البعض بأن مئة مليون نازح راغبون في القدوم إلى بريطانيا من مختلف أنحاء العالم، لكن هذا الكلام يفتقر إلى الدقة، لأن حوالي الـ 100 مليون نازح ما زالوا يعيشون بالقرب من أوطانهم بانتظار العودة إليها عندما يصبح الوضع آمنًا”.
“يجب أن نفعل ما بوسعنا لمساعدات العائلات التي مزقتها الحرب، ولا بدَّ من إظهار الرأفة مع المحتاجين، وأٌقل ما يمكن فعله هو تأمين فرصة لم شمل اللاجئين السودانيين بأقربائهم المقيمين بالسودان”.
اقرأ أيضاً:
سودانيون في بريطانيا يناشدون الحكومة لإجلاء ذويهم العالقين وسط الحرب
لا مخطط بريطاني للاجئين السودانيين على غرار أوكرانيا وأفغانستان
الرابط المختصر هنا ⬇