كيف يهدد الذكاء الاصطناعي الانتخابات العامة في بريطانيا؟
في ظل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في التأثير على نتائج الانتخابات حول العالم، بات السياسيون البريطانيون وأجهزة الأمن يخشون من تأثير هذه التقنية على العملية الديمقراطية في المملكة المتحدة.
وبهذا الشأن دعا روبرت باكلاند، وزير العدل السابق، الحكومة إلى التصدي لما وصفه بـ”الخطر الداهم” على الديمقراطية. وأعرب باكلاند، الذي يرأس الآن اللجنة المختارة لأيرلندا الشمالية، عن قلقه بصفة خاصة من انتشار ظاهرة “التزييف العميق”، وهي تقنية تقوم على إنشاء مقاطع صوتية ومرئية واقعية لسياسيين يظهرون وكأنهم يتحدثون على نحو غير صحيح.
وينبّه باكلاند إلى أن المعلومات المضللة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي ستكون عواقبها وخيمة على الديمقراطية، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات فورية. وفي هذا السياق يدعو صناع القرار إلى التعامل بحزم مع هذه المشكلة واتخاذ إجراءات ملموسة على المستويَين المحلي والدولي؛ لتعزيز الحماية وضمان استقرار العملية الانتخابية في المستقبل.
كيف يهدد الذكاء الاصطناعي الانتخابات العامة في بريطانيا؟
ويتخَوِّف باكلاند من تكرار الاضطرابات التي شهدناها في انتخابات عام 2017، حين عُلِّقت الحملات الانتخابية قبل أقل من أسبوع من يوم الاقتراع بسبب تفجير مانشستر أرينا، ويشير إلى أن الانتخابات المقبلة، المقررة في يناير/كانون الثاني 2025، قد تواجه اضطرابًا مشابهًا.
وتُؤكد حكومة المملكة المتحدة أنها تتخذ إجراءات لحماية الانتخابات من التدخل الأجنبي، إذ أنشأت فريق عمل للدفاع عن الديمقراطية العام الماضي، يرأسه وزير الأمن في وزارة الداخلية توم توجندهات. ومع أن العديد من التهديدات ليست جديدة، فإن المميز في السياق الحالي، كما أشار المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC) في تقريره السنوي، هو التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ بات يمكن استخدام الأدوات التوليدية بسهولة لإنتاج أشياء مزيفة لكنها تبدو حقيقية، ما يزيد من الصعوبات التي تواجه العملية الانتخابية ويستدعي أخذ الحيطة والحذر وزيادة تدابير الحماية.
استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج معلومات مضللة يمثل خطرًا داهمًا!
ومن الأمثلة التي تشير إلى خطر هذه التكنولوجيا: ما جرى مع حزب العمال خلال مؤتمره في سبتمبر، حين تداول الناس مقطعًا صوتيًّا على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهِر زعيم الحزب، كير ستارمر، وهو يسيء إلى مساعديه بصفة غير لائقة. ونفى الحزب ما جاء في المقطع على جناح السرعة وأكد زيفه، ولكن بعد أن شاهده 1.5 مليون شخص!
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، انتشر مقطع صوتي آخر مزيف يعود إلى رئيس بلدية لندن، صادق خان، يدعو فيه إلى إعادة جدولة يوم الهدنة بسبب مسيرة داعمة للفلسطينيين. وانتشر هذا المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، ما يُبرِز العقبات الكبرى التي تواجه السياسيين في الحفاظ على الديمقراطية وضرورة مكافحة التلاعب الرقمي.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
5°C