كيف يمكنك الاستمتاع برحلة سفاري دون مغادرة بريطانيا؟

أقف مسحورة، والكاميرا في يديّ، وقلبي مملوء بالإعجاب، بينما يلتف لسان رمادي ضخم خارج السياج المعدني، يمر حول كرة من النباتات، ويصل إلى الأوراق الخضراء الطرية. أورلا (الزرافة) ، على بعد أقل من متر واحد منا، ونحن من القلة المحظوظين للمشاركة في تجربة “Giraffe Keeper Kitchen”. أنا في حديقة حيوانات تشيستر مع عائلتي – زوجي جيمس وابنتاي روزي (16 عامًا) وبوبي (13 عامًا)
إذا كنتم تعتقدون أن حدائق الحيوان مخصصة للأطفال الصغار، فقد رفعت تشيستر المستوى مع تقديم أكواخ فندقية على طراز السفاري. إلى جانب الإقامة الفاخرة والوجبات الراقية، يمكن للزوار المشاركة في أنشطة حصرية متاحة فقط للنزلاء في “The reserve”.
ليلة صاخبة في مأوى الزرافات
“أبيبر غير مرحب به الليلة”، تقول هانا، إحدى مساعدات قائد الفريق، مشيرة إلى تسجيلات الليلة السابقة من مأوى الزرافات الجديد المخصص للصبيان. هذا المأوى يحتضن الزرافة ستانلي ، البالغ من العمر ثلاث سنوات، ووالده ميرُو، مع تجربة دمج حيوانات أخرى مثل الحمار الوحشي والنعامة والغزال الرون.
تتابع هانا: “الليلة الماضية ، أيقظ أبيبر (الحمار الوحشي) الزرافات عند الساعة الثانية صباحًا، واحتل سريرهم كما لو كان أخًا مشاغبًا”، وهي تقودنا إلى منطقة مخصصة عادةً للموظفين. أما ميرُو، الذي يحتاج إلى أربع ساعات من النوم، فقد نال أقل من ساعة واحدة.
روزِي وبوبي ترتديان قفازات زرقاء أثناء ملء صناديق طعام الزرافات بالحبوب، بينما تتولى هانا التقاط أكياس “مالتيزرز” من فريزر عينات الحيوانات مشيرة إلى أنها تعرف كل زرافة من فضلاتها ، إذ تكشف الكريات المجمدة عن الحمل أو التوتر – وهو مؤشر يراقبونه عن كثب منذ انتقال الصبيان إلى منزل العزوبية.
حظيرة الزرافة تقع ضمن منطقة “قلب إفريقيا” الجديدة، الممتدة على مساحة 22 فدانًا وتستضيف 57 نوعًا مختلفًا من الحيوانات. المنطقة متاحة لجميع الزوار، لكن نزلاء “The reserve” يتمتعون بميزة دخول مبكر قبل ساعة من بقية الزوار عبر ممر سري، كما يمكنهم العودة بعد ساعات مزودين بنظارات للرؤية الليلية لمتابعة الحيوانات المختبئة.
حياة برية تثير الحواس وتهدئ الروح
تموّل الأكواخ بشكل مباشر جهود تشيستر للحفاظ على الحياة البرية في إفريقيا، وتنقذ الحيوانات من خطر الانقراض. مع وجود نحو مليون نوع على المحك، لم تكن الحاجة إلى هذه الأموال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
الأكواخ الـ 51 مصممة من مواد طبيعية ومستدامة. نحن نقيم في كوخ “Lookout “، حيث تتناغم ألوان السفاري مع المحيط، وتتدفق أطباق الخيزران على الجدار كما لو كانت فقاعات صاعدة، فيما يتدلى مصباح ضخم يدوي الصنع كقبعة فطرية فوق أريكة السرير.
تفتح الأبواب الزجاجية على شرفة مجهزة بطاولات وكراسي ومقعد مريح، تطل على خندق حجري وأراضٍ رملية مخصصة للزرافات. أشعة الشمس الصباحية تتسلل تحت الستائر الثقيلة، بينما تسترخي أشبال الأسد بين الوسائد والأغطية، وأطرافها تتدلى بهدوء. أفتح الأبواب بحذر لأشاهد فسيفساء خطوط ظهر الزرافة ستانلي المهيب على بعد 10 أمتار فقط.
نتناول الإفطار في مطعم Amboseli الحصري لـ “The reserve” ، المتاح أيضًا للغداء والعشاء والمشروبات، قبل الانطلاق في جولة حول الحديقة. وكان يوم مليء بالمفاجآت ، من بومة النسر العملاقة التي تدير رأسها 180 درجة كما لو كانت تتجنب الكاميرات، إلى النسور المهددة بالانقراض التي تبدو وكأنها شخصيات شريرة في أفلام ديزني، وطائر الفلامينغو الكبير المتوازن بهدوء وسط الماء.
الرحلة غنية بالأنشطة، وكان بإمكاننا تمديد الإقامة لليلة إضافية، لكن الكوخ يمنحك فرصة تحويل يوم مزدحم إلى تجربة هادئة ومريحة، وهو ما تحتاجه العائلات المشغولة.
نميل جميعًا على الشرفة، أشعة الشمس تداعب أذرعنا، ونراقب الغزال الرون وهو يقفز بين الأشجار، بينما يعكس اليعسوب الأزرق برقته على الماء. شعور بالسلام يغمرنا، والفتيات مستغرقات في الطبيعة بعيدًا عن الشاشات.
لحسن الحظ، لا أحد يتفقد حركات أمعائنا لمعرفة مستويات التوتر، لكن لو فعلوا، لوجدوا أننا غادرنا المكان أكثر هدوءًا وسكينة مما وصلنا.
حزمة مغامر السافانا : تجربة حية للعائلة وسط الحياة البرية
تشمل حزمة “مغامر السافانا” الوصول الحصري قبل ساعات العمل الرسمية، يومين كاملين في الحديقة ، جلسات حول النار ، أنشطة إضافية ، تجربة حيوانات بإشراف خبراء ، وعشاء مكوّن من ثلاثة أطباق. تكلف إقامة يوم السبت 30 أغسطس 2025 ، 1,256.38 باوند لشخصين بالغين وطفلين في كوخ “Lookout ” . للحجز ولمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني thereservechesterzoo.com.
ولتسهيل الوصول، يمكن استقلال القطار إلى تشيستر، ومن هناك تستغرق الرحلة بالتاكسي إلى “The reserve” حوالي 10 دقائق. بطاقة القطار “عائلة وأصدقاء” تتيح خصومات تصل إلى ثلث تكاليف سفر أربعة بالغين، مع خصم 60% للأطفال بين 5 و 15 عامًا. تبلغ تكلفة البطاقة 35 باوند سنويًا ويمكن الحصول عليها عبر الموقع railcard.co.uk.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
حدائق الحيوان لم تعد مجرد متعة للأطفال، وتجربة “The reserve” في حديقة حيوانات تشيستر تثبت ذلك. الأكواخ الفاخرة على طراز السفاري، والجولات الحصرية خلف الكواليس، والمراقبة المباشرة للزرافات والحيوانات النادرة، توفر تجربة تعليمية وترفيهية متكاملة للعائلات.
ما يميز هذه التجربة هو الجمع بين المتعة والحفاظ على البيئة. الإقامة في الأكواخ تموّل جهود حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، بينما تتيح للزوار التعرف على النظام الغذائي والزوايا العلمية البسيطة لمتابعة صحة الحيوانات، مما يحوّل الترفيه إلى تجربة تعليمية حقيقية.
الهدوء والانغماس في الطبيعة، مع ابتعاد الأطفال عن الشاشات، يعزز التواصل العائلي ويجعل اليوم في الحديقة أكثر متعة ووعيًا. الابتكار في تقديم هذه التجربة يجعلها نموذجًا يجمع بين الرفاهية والفائدة البيئية.
وفي الختام ، نسأل قراءنا : هل تعتقدون أن مثل هذه التجارب الفاخرة تسهم فعلاً في تعزيز وعي الأطفال بالحياة البرية، أم أنها مجرد رفاهية؟ شاركونا آراءكم في التعليقات.
المصدر : The Independent
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇