العرب في بريطانيا | كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟ - العرب...

1445 رمضان 19 | 29 مارس 2024

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
فريق التحرير February 5, 2022

مع ازدياد عدد سكان العالم تظهر الحاجة إلى الغذاء بشكل أكبر لكن سيكون من الصعب استغلال الموارد أو زراعة لمزيد من الأراضي، فهل نحن نتجاهل مشكلة هدر الغذاء؟

 

تشغل الأراضي الزراعية حوالي 38 في المئة من مساحة كوكبنا أي حوالي 5 مليا هيكتار لكن سيتوجب علينا زيادة المساحات المزروعة لإطعام الأعداد المتزايدة من الناس وبينما نبادر إلى إنتاج الغذاء بشكل أكبر فإن بعض الأدوات والطرق الزراعية تعري التربة من قيمها الغذائية بالإضافة إلى زيادة التغييرات المناخية والتقليل من التنوع البيولوجي وتقويض مستقبل الأجيال وفرصها في الزراعة.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟ (أنسبلاش)

 

 

ومن حسن الحظ أن هناك العديد من الطرق لإنتاج الغذاء دون استخدام مساحات أوسع من الأراضي الزراعية أو الحاجة لتربية المواشي وذلك عبر الكميات الهائلة من الطعام الذي يتلفه المزارعون، الموردون، التجار والمستهلكون كل يوم فهل يمكننا استغلال هذه الكميات لتأمين الغذاء للعالم؟

 

أسباب وعوامل الهدر

 

في حين أنه يمكن للمستهلكين أن يلعبوا دوراً كبيراً من خلال شراء حاجاتهم من الطعام فقط واستهلاك الكميات الزائدة منه، فإن ما يقدر بنحو 1.2 مليار طن من الطعام يتعرض للإتلاف أو الضياع وهو ما يعادل وزن 10 ملايين حوت أزرق حيث تُفقد كميات كبيرة من الطعام قبل الوصول إلى المتاجر وخلال زراعة الأغذية وحصادها ثم معالجتها وتوريدها.

 

في البلدان النامية فإن التراجع التكنولوجي ونقص العمالة أو التمويل البنية التحتية المناسبة للنقل والتخزين، تلعب دوراً كبيراً في فقدان الغذاء.

 

بينما تهدر الدول الصناعية الغذاء بشكل متعمد خاصة عندما تكون أسعاره منخفضة إذ يتجنب المزارعون إنتاج المزيد من الغذاء من أجل رفع أسعاره وغالباً ما يهملون المنتجات الزراعية غير المرغوبة في السوق ويتم إتلاف الخضار أو الفواكه الناضجة ومنخفضة الجودة ورميها في مكب النفايات او تترك على الأرض.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟(أنسبلاش)

 

 

يعد الحد من فقد الأغذية وهدرها أمراً بالغ الأهمية للقضاء على انعدام الأمن الغذائي والتصدي لمشكلة تغير المناخ. ومع ذلك، فإن الحلول ليست دائمًا مباشرة، مما دفع علماء الزراعة إلى تقديم بعض الأفكار المبتكرة حول كيفية معالجة الغذاء.

 

 قد تكون إحدى الطرق الناجعة هي استخدام الروبوتات للقيام بعملية الحصاد مما يعني أنه يمكن استغلال المحاصيل بشكل أدق ولكن حتى الآلات قد ترتكب الأخطاء عندما يتعلق الأمر بجمع المحاصيل الناضجة لذا تقوم ستيفاني ووكر، عالمة المحاصيل في جامعة نيو مكسيكو بتكييف المحاصيل لكي تناسب آلية الحصاد التي تنفذها الروبوتات.

 

تطبق ووكر الزراعة الانتقائية لإنتاج محاصيل الفليفلة الحمراء التي يمكن حصادها بشكل أسرع وتقول ووكر يصعب جني الفليفلة الحمراء فالنباتات كثيفة والثمار قريبة من الساق. بينما سيكون من الصعب للغاية جني الفليفلة الخضراء فهي لا تنضج بشكل كامل ولا تترك النبات الأم.

 

تقول ووكر: ” من الصعب أن تجني الآلات الفليفلة الخضراء في نيو مكسيكو حيث يُقطفها الناس يدويًا لأن آلات الحصاد كانت تحطم الكثير من الثمار، وتُترك الكثير منها على الساق وغالبًا تقوم باقتلاع النباتات من جذورها”.

الحصاد الميكانيكي والتعديل الجيني

 

بعد تجربة العديد من آلات الحصاد، أدركت ووكر أنه لابد من تعديل الفليفلة الخضراء، لذلك قامت بزراعة نباتات معدلة من الفليفلة الخضراء أحادية الجذع مع ثمار أكثر علواً ، تم تطوير هذه النباتات خصيصًا لكي تناسب الحصاد الميكانيكي.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟ (أنسبلاش)

 

 

وبمجرد أن يتم جني الفاكهة، قد يكون للنبات المتبقي قيمة ضئيلة بالنسبة للمزارعين ولكن البعض يستفيد من هذه المنتجات الزراعية الثانوية بدلاً من ارسالها إلى النفايات أو استخدامها في الصناعات النسيجية.

 

بينما يتناول بعض الناس في المملكة المتحدة وشرق افريقيا الحشرات التي تتغذى على بقايا الخضروات وتعتبر هذه الحشرات طعاماً عالي البروتين لكل من البشر والحيوانات.

 

وتقول إيما تشاو رئيسة مبادرة الغذاء في مؤسسة إيلين ماك آرثر: “يبلغ سوق المنتجات الغذائية المعاد تدويرها 46 مليار دولار (34 مليار جنيه إسترليني) ويمكننا تحويل المخلفات الزراعية والمنتجات الثانوية إلى مكونات لغذائنا اليومي، وهكذا نحقق أقصى استفادة مما ننتجه بالفعل.”

 

يعتبر الأرز من المحاصيل الأكثر شعبية في العالم، وهو مثال آخر للمنتجات الزراعية التي تخلف كمية كبيرة من النفايات التي يمكن استغلالها، في كل طن من الأرز يتم إنتاج طن من القش.

 

يستخدم البعض منها كفراش وعلف للماشية، أو في مواد البناء، أو يتم وضعها مرة أخرى في التربة كسماد، لكن الكثير من القش يُترك ليتعفن أو يحترق في الحقول.

 

المخلفات الزراعية بديلاً عن الوقود الأحفوري

ومع ذلك، يمكن معالجة قش الأرز لإنتاج الغاز الحيوي وتوفير الطاقة للاستخدامات المنزلية والتجارية. كما أن القش المهضوم يستخدم كسماد مغذي للتربة ويوفر أساساً قوياً لزراعة الفطر، بحيث يمكن للمزارعين الحصول على دخل إضافي.

 

تقول باتريشيا ثورنلي، أستاذة الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة أستون في برمنغهام بالمملكة المتحدة: “يتم إنتاج حوالي 800 مليون طن من قش الأرز عالمياً في كل عام ويمكن استخدامه لتحسين حياة المزارعين وحماية البيئة التي نتشاركها جميعاً”.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي (بيكسباي)

 

 

بحلول عام 2050، سيتم استهلاك ما يقرب من 80 في المئة من المواد الغذائية في المدن.

إن تزايد عدد سكان في المناطق الحضرية وانتشار شبكات التجارة العالمية جعلا السلسلة الغذائية طويلة ومعقدة وهو ما يؤدي إلى المزيد من الهدر، يفقد حوالي 14 في المئة من الطعام خلال عمليات الحصاد والتوزيع بينما تصبح هذه النسبة 16 في المئة في كل من أوروبا وأمريكا كونها أكثر إهداراً للطعام من المناطق النامية كأوقيانوسيا حيث يتلف 8 في المئة من الطعام بينما تصبح النسبة 12 في المئة في كل من الكاريبي وأمريكا اللاتينية.

 

ويعود ذلك جزئيًا لأن الدول ذات الاقتصاد المتقدم تستهلك لكثير من السلع القابلة للتلف مثل الفواكه والخضروات واللحوم الطازجة، مقارنة بالدول ذات الاقتصاد الأقل نموًا والتي تعتمد على الحبوب والسلع المجففة.

 

ويلعب انخفاض تكلفة الغذاء مقارنة بالدخل أيضًا في الدول المتقدمة دوراً كبيراً في تعزيز ثقافة هذا الثقافة بينما تزيد المشكلة في المناطق المتمدنة، حيث تصبح السلسلة الغذائية أكثر تعقيداً وتؤدي إلى زيادة الهدر.

 

في المملكة المتحدة، يتم استيراد 84 في المئة من الفاكهة و 46 في المئة من الخضروات بينما يهدد تغير المناخ وندرة المياه ونقص العمالة وانتشار كورونا الإنتاج الزراعي.

 

إن زراعة الفاكهة والخضروات بالقرب من المنزل يمكن أن تحل جزءاً من المشكلة.

 

تقول تشاو: “يمكن للمدن أن تنتج حوالي ثلث إجمالي احتياجاتها الغذائية ضمن المناطق الحضرية، وهو ما يحل جزءاً كبيراً من اللغز، حيث ينتج من زراعة الأطعمة القابلة للتلف مثل الخس والخيار في المدن قدر أقل بكثير من النفايات ويمكن نقلها بشكل أسرع بكثير من حديقة المنزل إلى طبق الطعام مباشرةً.

 

ويمكن ربط الاستهلاك في المدن بما تم إنتاجه في المناطق المحيطة بها، بحيث يتم الاحتفاظ بالطعام واستهلاكه محليًا، بدلاً من إرساله إلى جميع أنحاء العالم “.

 

يتم تجميع 2.8 مليار طن من النفايات العضوية في كل عام و يستغل منها 2 في المئة فقط، فيما تحتوي المنتجات الزراعية التالفة والمنتجات الثانوية ومياه الصرف الصحي على الكثير من القيم الغذائية التي يمكن تسخيرها لزراعة أغذية جديدة أو إنتاج مواد حيوية، فما الذي يمكن فعله بهذه الموارد؟

 

تقول تشاو: ” إن الغالبية العظمى من النفايات تكمن في مياه الصرف الصحي – وهي منتج ثانوي نهائي للطعام الذي يمكن إعادة تدويره إلى أسمدة عالية القيمة ويوجد أيضاً النفايات المنزلية والتجارية و ينتج عن تصنيع الأغذية جميع أنواع المنتجات الثانوية المفيدة”.

 

وتشمل المنتجات الثانوية مادة النخالة الناتجة عن تصنيع المعكرونة والتي يمكن تحويلها إلى ورق، بالإضافة إلى تحويل قشر البرتقال وألياف الخشب إلى أقمشة، بينما يمكن استخدام خلفات البيرة لصنع بدائل عن الأغلفة البلاستيكية.

 

البلاستيك الصديق للبيئة

تقول آن لامب  إحدى المشاركات في إنشاء شركة “تريسليس” لتصنيع البلاستيك الحيوي ، ومهندسة في معهد التكنولوجيا البيئية واقتصاديات الطاقة في جامعة هامبورغ التقنية بألمانيا: “يمكن أن نحول النفايات إلى موارد و يمكن استخدام مخلفات الإنتاج الزراعي في تصنيع المواد البلاستيكية القابلة للتحلل.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟ (أنسبلاش)

 

 

وتضيف لامب: “تتراكم هذه المخلفات عند تخمير البيرة أو الأشياء التي تحتوي على النشويات ويتم في هذه العملية أخذ المواد النشوية من البقوليات وتحويل هذه البقايا إلى حبيبات لصنع المادة الأساسية البديلة عن البلاستيك وتجري معالجتها وطلائها بعد ذلك لكي تكتسب البنية البلاستيكية الكاملة”.

 

ومع ذلك فإن الأمر ليس بهذه السهولة لأن بنية النفايات كثيرة التغير وتحتوي على نسبة عالية من الماء ما يجعل إعادة تدويرها أمراً صعباً.

 

لكن لامب ترى أنه من المهم استخدام الموارد الموجودة بدلاً من الوقود الأحفوري.

 

يمكن أن تساعد إعادة تدوير النفايات في تقليل الهدر، ماذا لوأخذت هذه الفكرة على محمل الجد؟

 

تقوم بعض المزارع بتصريف كميات كبيرة من المواد الكيميائية الزراعية والمواد العضوية ومخلفات الأدوية في البيئة، وتساهم هذه المواد في تلوبث المياه الطبيعية مما يشكل خطرًا ليس فقط على الحياة البرية ولكن أيضًا على صحة الإنسان.

 

يمكن أن يؤدي هذا التلوث إلى انتشار بعض المواد المغذية في الماء، الأمر الذي سينتج عنه نمو الطحالب بكثرة حيث تمنع هذه الطحالب أشكال الحياة في المناطق المائية التي تنمو فيها.

الزراعة المعزولة تنقذ البيئة 

ولكن ماذا لو تم إبعاد التأثير السلبي للزراعة عن الطبيعة؟ هل يمكن لمزرعة مغلقة إعادة تدوير جميع نفاياتها وعدم ترك أي أثر على البيئة؟

 

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالزراعة البيئية حيث يتم إنتاج الغذاء في البيوت البلاستيكية أو المستودعات، وتستخدم أنواع مختلفة للزراعة مثل الزراعة العمودية ، والزراعة المائية، والأكوابونيك (وهو نظام زراعي يغتمد على تغذية النباتات من مخلفات الأسماك والكائنات المائية).

 

تقول تشاو: “يمكن جمع العناصر المائية والزراعية في نظام الأكوابونيك الذي يعتمد على تبادل الغذاء بين أشكال الحياة المائية والنباتات، ويمكن تشغيله باستخدام الطاقة المتجددة.”

 

في كل عام، تستهلك نسبة 70 في المئة من المياه العذبة المتاحة، وتفقد نصف هذه الكمية بفعل العوامل البيئية.

 

ولا يحتاج نظام الأكوابونيك (وهو مزيج من تربية الأحياء المائية والزراعة المائية) إلى أسمدة أو مبيدات حشرية  ولا يتم تصريف أي شيء في البيئة، إلى جانب أنه لا يتم خسارة المواد الغذائية حيث يعاد تدوير الماء باستمرار.

 

ما هو نظام الأكوابونيك؟

 

ويتيح هذا النظام، زراعة بذور النبات وبيوض السمك في أي مكان ويمكن نكاثر الأسماك والنباتات في المستودعات، وعلى الأسطح وحتى في الأماكن المفتوحة يمكن أن تسمح تقنية الزراعة هذه لسكان المناطق الحضرية بالحصول على منتجات محلية طازجة دون تعقيدات حيث لن يكون هناك حاجة لقطع مسافات بعيدة من أجل جلب الطعام كما أنه منتجاتها ليست ملوثة للبيئة.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟ (أنسبلاش)

 

 

تقول سارة بارينتو ، عالمة الأحياء البحرية في مركز البحوث المائية المستدامة في جامعة سوانسي بالمملكة المتحدة، نطلق على هذه التقنية ” دجاج الماء”  ويوجد حوالي ثلاثين برميل مائي في مختبرها يعيش فيها سمك البلطي الصغير وهو من أسماك المياه العذبة التي تشيع تربيتها في نظام الأكوابونيك (النباتي والسمكي) يقارب حجم هذا السمك الضفادع الصغيرة وهو يأكل أي شيء تقريباً، وتتدفق المياه باستمرار إلى خزان مليء بما يشبه العجلات المطاطية التي تتمايل في الماء.

 

يوضح روب سميث أحد الفنيين المتخصصين في الأنظمة المائية، أن “البكتيريا تلتصق بالعجلات” ويشير إلى أن نظام التنظيف يحافظ على إعادة تدوير المياه مرة أخرى وتقديمها نقية إلى الأسماك، من خلال الفلتر الميكانيكي الذي يزيل مخلفات الأسماك الصلبة من الماء بينما يقوم الفلتر الحيوي بإزالة النفايات الذائبة وتقوم البكتيريا الموجودة في الفلتر الحيوي بتحويل الأمونيا السامة للأسماك إلى نترات حيث يجري ضخ المياه عبر أحواض النباتات وتمتص النباتات العناصر الغذائية ويعود الماء إلى الأسماك نقياً.

 

تعمل شركة CSAR حاليًا على مشروع “بيوفيليك ليفينغ” لتطوير نظام أكوابونيك الذي سيتم وضعه على أسطح المنشآت يعد المشروع وسيجري خلال المشروع تحويل أحد المتاجر القديمة إلى منازل ومكاتب ضمن مزرعة محلية وستوضع حوضين زجاجيين على السطح وسيستخدم الحوض الأكبر لتطبيق نظام الأكوابونيك المصمم لإنتاج ما يصل إلى 4.5 أطنان من الفواكه والخضروات والسلطات والأعشاب كل عام.

 

دورة زراعية كاملة 

 

ستوفر الأمطار كميات كافية للري، بينما سيتم إنتاج الطاقة من خلال الألواح الشمسية وسيتم التقاط ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه العمال في مكاتبهم حتى تستفيد منه النباتات في تعزيز نموها.

 

ومع ذلك، فإن العناصر الغذائية التي تطلقها الأسماك مع مخلفاتهت ليست دائماً مناسبة لاحتياجات النباتات، و هناك بعض النفايات غير الصالحة للنباتات.

 

لتلافي هذه المشكلة يخطط مشروع “بيوفيليك ليفينغ” لإعادة تدوير النفايات العضوية للأسماك، واستخدامها لإنتاج الطحالب الدقيقة التي يمكن للأسماك أن تأكلها مرة أخرى.

 

قال أحد المساهمين في المشروع “نريد إدخال أعلاف معادة التدوير للأسماك وتم الحصول على هذه الأعلاف من الطحالب البحرية الدقيقة المزروعة في خزان مصنوع من سلسلة من الأنابيب يتم من خلالها التفاعل بين الطحالب والعناصر الغذائية والمياه وثاني أكسيد الكربون من أجل زيادة كمية الضوء التي تصل إلى خلايا الطحالب وستحسن هذه النظم الغذائية من إنتاج الأسماك ونمو النبات”.

 

كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟
كيف نتجنب الهدر في طعامنا بشكل إيجابي ؟(أنسبلاش)

 

 

ومن المعروف أن الطحالب الدقيقة هي كائنات حية لا تندرج ضمن النباتات ولا الحيوانات، وتنتج مركبات مختلفة لحماية نفسها من التهديدات عندما تكون تحت الضغط.

 

يمكن لبارنيتو وزملاؤه الضغط على الطحالب الدقيقة بطرق مختلفة منها إعطائها مواد غذائية مثل الفوسفور أو النيتروجين أو التحكم في كمية الضوء أو درجة الحرارة.

 

قال باريتو :”نتيجة لذلك ، تنتج الطحالب الدقيقة مركبات مختلفة يمكن أن تكون مفيدة لنا”. يمكن أن يساعد حل هذا اللغز في إنشاء نظام بيئي دائري تماماً مؤلف من الأسماك والطحالب والنباتات التي يتغذى كل منها على مخلفات الآخر”.

 

وهو النهج الذي يحدث بالفعل في الطبيعة إذ تنتقل المخلفات من كائن حي لتغذي كائناً آخر، والتي تصبح في النهاية طعاماً للأول.

 

في الأشجار على سبيل المثال: يصبح الخشب الميت طعاماً للفطريات التي تتحلل بعد ذلك، مما يثري التربة لتغذية الشجرة التالية لكن البشر يعرقلون عمل هذه الحلقات اللانهائية.

 

قد يبدو أن الهدر هو نتيجة حتمية للحياة الحديثة، لكنه بالتأكيد غير موجود في الطبيعة

 

المصدر: www.bbc.com


 

اقرأ أيضاً:

15 سبتمبر: اليوم الوطني لدعم الزراعة البريطانية

عمدة لندن يخطط لرسوم جديدة على السيّارات بدعوى الحفاظ على البيئة

مجاري الأنهار في بريطانيا خطيرة لهذا السبب

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.