كيف غطى الإعلام البريطاني تصعيد الاحتلال إبادته لغزة؟

بينما تتوالى التقارير عن تصعيد إسرائيلي دموي في قطاع غزة، تواصل وسائل الإعلام البريطانية تغطية الأحداث بمنهجية تُظهر حجم المأساة الإنسانية، لكنها في الوقت ذاته تنقل الرواية الإسرائيلية بعبارات تحمل كثيرًا من الرمادية، إذ تبرر الغارات الإسرائيلية تارة بـ”استهداف إرهابيين”، وتصف الحصار والجرائم بأنها “دفاع عن النفس”.

الإعلام البريطاني: كارثة إنسانية.. دفاعًا عن النفس!

وفي تقرير لها عن تصعيد الاحتلال للإبادة الجماعية في غزة، قالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: إن غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بلدة جباليا شمالي القطاع، حيث كانت العيادة تؤوي عائلات فلسطينية نزحت بسبب القصف المستمر. وأضافت: إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيًّا، بينهم تسعة أطفال.

ونقلت الهيئة عن مصادر طبية في المستشفى الإندونيسي القريب أن الهجوم أسفر عن انهيار جزئي للمبنى، في حين انتشرت مشاهد مروعة لعشرات المصابين الذين نُقلوا بسيارات الإسعاف في ظل حالة من الفوضى.

وذكرت “بي بي سي” أن القصف الإسرائيلي لم يقتصر على جباليا، بل شهدت مناطق متفرقة من القطاع غارات عنيفة أسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا.

وأوضحت أن فرق الدفاع المدني في خان يونس انتشلت جثث 12 شخصًا من تحت أنقاض منزل مدمر، بينهم نساء وأطفال. كما نقلت عن إحدى الناجيات من القصف، رضا الجبور، قولها لوكالة رويترز: “منذ لحظة القصف، لم نتمكن من النوم أو الجلوس بهدوء، جارتنا قُتلت مع طفلها الرضيع البالغ من العمر ثلاثة أشهر”.

لكن “بي بي سي” حاولت في تقريرها تعميق الفجوة بين ما يحدث على الأرض وما يُعرَض للجمهور العالمي، عبر تصوير الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة على أنها دفاع عن النفس بدلًا من الاعتراف بطبيعتها الإجرامية. فقد نقلت مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف “عناصر تابعين لحماس”، رغم أن الصور والتسجيلات المصورة تُظهر حجم الدمار في المنشأة الطبية التي كانت تعجّ بالمدنيين.

تصعيد ميداني: مؤشرات على اجتياح إسرائيلي واسع النطاق

وبحسَب “بي بي سي”، تتزايد المؤشرات على نية إسرائيل شنّ هجوم بري واسع النطاق، إذ أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن القوات البرية، ويشمل ذلك الدبابات، بدأت بالتقدم نحو المناطق الوسطى والشرقية من مدينة رفح جنوبي القطاع، وهي المدينة التي تُعَدّ الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين.

وأشارت الهيئة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء جديدة لنحو 140 ألف فلسطيني في رفح، في ظل مخاوف من تكرار الأحداث الدموية التي شهدتها مناطق أخرى من القطاع خلال الأشهر الماضية.

تبييض الجرائم الإسرائيلية

هذا وأخفقت “بي بي سي” في نقل حجم الكارثة الإنسانية في غزة، إذ اكتفت بالإشارة إلى أن هناك أزمة غير مسبوقة في إمدادات الغذاء والدواء بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية منذ الـ2 من مارس، متجاهلةً خطر المجاعة وسوء التغذية الذي يهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وأفادت الهيئة بأن الأمم المتحدة أعلنت الشهر الماضي تقليص عملياتها في القطاع بعد مقتل ثمانية مسعفين فلسطينيين، وستة من فرق الدفاع المدني، وموظف أممي برصاص الجيش الإسرائيلي، لكنها لم تسلّط الضوء على أهمية عمليات الأمم المتحدة، التي تُشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية في غزة.

واختتمت “بي بي سي” تقريرها بمحاولة تبرير وتخفيف وطأة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، إذ قالت: إن “إسرائيل” تواصل عملياتها العسكرية في غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023؛ ردًّا على هجوم نفذته حركة حماس أدى إلى مقتل نحو 1,200 إسرائيلي وأسر 251 آخرين.

اقرأ أيضًا:

• ردود فعل الإعلام البريطاني على الإعدام الميداني للمسعفين في غزة
• كيف غطى الإعلام البريطاني نقض إسرائيل للهدنة؟
• كيف غطى الإعلام البريطاني المواقف العربية من خطط ترامب لغزة؟

• #الإبادة الجماعية
• #الإعلام البريطاني
• #المساعدات الإنسانية
• #بي بي سي
• #غزة