كيف سيرد الناتو إذا غزت روسيا أوكرانيا وماذا يعني ذلك بالنسبة لبريطانيا ؟
أثارت مواقف حلف الناتو وتحذيراته لروسيا مخاوفَ من اتساع رقعة الحرب التي قد تشتعل إذا وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعادت الأحداث الأخيرة بالذاكرة إلى حروب القرن العشرين؛ حيث كان القادة الغربيون حينها يتجنبون خطر الانزلاق إلى الحرب.
ولكن طبيعة الحروب الحديثة إلى جانب الأسلحة بعيدة المدى، والاختراقات الإلكترونية (الحروب السيبرانية) تعني أن الصراع يمكن أن يمتد إلى ما وراء الحدود الشرقية لأوكرانيا.
هل يتحدث بايدن عن حرب عالمية قادمة؟!
واستخدم بايدن مصطلح “الحرب العالمية” في إحدى المقابلات التي أُجريت معه، وشجع المواطنين الأمريكيين على مغادرة أوكرانيا وسط تصاعد التوتر.
وردًّا على سؤال من أحد المحاورين في شبكة إن بي سي عما إذا كان سيرسل قواتٍ للمساعدة في عمليات الإجلاء كما حصل في كابول العام الماضي، رفض بايدن الفكرة بشدة.
وأضاف بايدن قائلًا: “عندما يبدأ الأمريكيون والروس إطلاق النار على بعضهم البعض فهذه حرب عالمية”.
هل ستشارك قوات الناتو في دحر الهجوم الروسي؟
وقال أيضًا: “نحن لا نتعامل مع منظمة إرهابية، والجيش الروسي أحد أكبر الجيوش في العالم. الوضع مختلف للغاية عما جرى في كابول، ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة”.
ورفض بايدن أي تصوُّر (سيناريو) لتبادل إطلاق النار بين الأمريكان والروس، وأشار إلى أن التحالف الغربي مستعد لتقديم دعم كبير لأوكرانيا من أجل ردع روسيا، وأكد أنه يفضل تجنّب حرب برية أوروبية ضد القوات الروسية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي يوم السبت “أنه لن تكون هناك قوات بريطانية في أوكرانيا في حال اشتعلت الحرب مع روسيا”.
وأكد السفير الأوكراني في المملكة المتحدة فاديم بريستايكو أن اتخاذ موقف واضح من الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا من شأنه أن يمنع انزلاق الصراع إلى مناطق أخرى؛ إذ يبدو أن روسيا مستعدة دوماً لغزو البلاد المجاورة لها.
وقال فاديم بريستايكو لصحيفة التايمز: “لن نضطر للقتال في إستونيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا، أو في أي مكان آخر إذا أُوقف زحف بوتين إلى أوكرانيا اليوم و سيحول ذلك دون إرسال حلفائنا جنودهم إلى مناطق أخرى”.
ما حجم القوات المشاركة في العملية؟
ويوجد حوالي 147 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية موزعين بين روسيا وبيلاروسيا وفقًا لآخر التقارير.
ويبلغ العدد الإجمالي للقوات المسلحة الروسية حوالي 900 ألف جندي، منهم 280 ألف جندي من القوات البرية.
ويقول بعض الخبراء: إن روسيا لا تمتلك قوات احتياطية كافية لشن حملة طويلة المدى على أوكرانيا.
وفي أثناء ذلك زادت أوكرانيا حجم قواتها المسلحة في السنوات الأخيرة، ولكن ميزانيتها لا تزال تمثل عُشر الميزانية الروسية، ويبلغ قوام جيشها حوالي 150 ألف جندي حسب التقديرات.
وفي حال تجنب الناتو إرسال قواته والدخول في حرب برية، فلا يزال بإمكانه الانخراط في الحرب بطرق أخرى.
وتنتشر قواعد حلفاء أوكرانيا من دول البلطيق إلى رومانيا، ويمكن استخدام بعض هذه القواعد لإطلاق الصواريخ.
وتستطيع الدول الحليفة في الناتو – وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية – شن حروب عالية التقنية، مثل: استخدام الطائرات المسيرة.
وإلى جانب ذلك يمكن اتباع أساليب غير حربية لكبح جماح روسيا، مثل: تكثيف وزيادة العقوبات على موسكو.
حرب إلكترونية!
إذا اندلعت الحرب فقد تؤثر على المملكة المتحدة بشكل مباشر، ولكن المملكة لن تُشرك أعدادًا كبيرة من جنودها المشاة في صد الغزو مباشرة.
وقال فيتوتاس بوتريماس خبير الفضاء الإلكتروني في الناتو لبوليتيكو: “إن العنصر الإلكتروني سيكون أساسيًّا في أيّ حرب مستقبلية”.
ومن المؤكد أن الجانب الإلكتروني سيُشكل أحد مكونات الغزو نفسه، وخصوصًا بعد نجاح روسيا في إحكام حماية البنية التحتية الإلكترونية أثناء حملاتها في شبه جزيرة القرم وجورجيا في السنوات الأخيرة.
وقال خبير الأمن السيبراني ماتيو جورج لموقع “فينشتر بيت”:
“إذا استطعت شل الحياة في بلد ما وإعاقة قدرة الناس على الوصول إلى الخدمات المصرفية، والكهرباء، والخدمات الصحية، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات أثناء حشد قواتك على الحدود فإن هجومك سيكون أقوى بكثير”.
وقد نبّه قسم الأمن السيبراني في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية الشركات إلى ضرورة زيادة إجراءات الحماية الإلكترونية وسط التهديدات المحتملة المرتبطة بالتوتر المتصاعد في أوكرانيا في الشهر الماضي.
وسبق أن قطعت روسيا التيار الكهربائي عن أوكرانيا أثناء غزو شبه جزيرة القرم في عام 2016، واستهدفت أوكرانيا بهجوم سيبراني على أنظمة الحواسيب عام 2017، ما سبب أضرارًا للشبكة الحاسوبية.
هذا ويمتلك الناتو قدرات هجومية سيبرانية أيضًا، بالإضافة إلى أنه يبذل جهودًا لتعزيز الدفاعات الإلكترونية؛ ففي عام 2010 ألحق جهازٌ أمريكي إسرائيلي الصنع أضرارًا كبيرة بأجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية.
اقرأ أيضاً:
سوء التقدير حول أوكرانيا قد يقود العالم إلى حرب أوسع نطاقًا!
ما الثمن الذي سيدفعه العرب إذا غزت روسيا أوكرانيا ؟
عائلات بريطانية عالقة في أوكرانيا بسبب نقص الأوراق الثبوتية لبعض أفرادها
الرابط المختصر هنا ⬇