كيف تؤثر عودة ترامب على السياسة الخارجية لبريطانيا؟
سقطت مفاتيح البيت الأبيض مجددًا في يدي ترامب، ومن المتوقع أن يؤدي فوزه إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية لعدة دول أوروبية منها بريطانيا، في ظل الحروب وحالة عدم الاستقرار الأمني في مختلف أنحاء العالم.
عودة ترامب وعلاقة بريطانيا بالصين
أعربت بريطانيا مؤخرًا عن استعدادها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وذلك في ظل تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد فتور دام سنوات. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى السجل الهائل للصين في إنتاج تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة النووية والطاقة الشمسية.
وأصبحت سلاسل التوريد للطاقة المتجددة في بريطانيا نقطة ضغط سياسي على حزب العمال، حيث تعرض الحزب لانتقادات شديدة بسبب موافقته على مزارع الطاقة الشمسية التي يُزعم أنها مرتبطة بإساءة معاملة العمال الأيغور.
والآن بعد عودة ترامب، تواجه بريطانيا تحديًا أكبر يتمثل في الضغط عليها لتشديد سياستها تجاه الصين بدلًا من تخفيفها. وسيتعين على الحكومة أن توازن بين علاقاتها مع الصين في مجال الطاقة المتجددة وبين علاقاتها مع ترامب لمحاولة إقناعه بإعفائها من الرسوم الجمركية.
ماذا عن الشرق الأوسط؟
وفي الشرق الأوسط، واجهت الحكومة البريطانية الجديدة التحدي نفسه الذي واجهته حكومة حزب المحافظين السابقة. فمن ناحية، تُعَدُّ إسرائيل حليفتها الإقليمية الأكثر موثوقية ضد إيران، ولكن من ناحية أخرى تخشى بريطانيا أن تؤدي جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في الشرق الأوسط إلى تآكل المعايير القديمة بشأن قواعد الحرب وخلق معايير أخرى تضر بمصالح بريطانيا.
وحاول وزير الخارجية السابق ديفيد كاميرون فرض عقوبات ضد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، ولكنه دائمًا كان يردد في خطاباته أن “إسرائيل يحق لها الدفاع عن نفسها”.
وبعد تولي حزب العمال زمام السلطة، سار وزير الخارجية الحالي ديفيد لامي على خطا سلفه وفرض قيود محدودة للغاية على بيع بعض مكونات الأسلحة لإسرائيل. ولكن من المتوقع أن تذهب هذه المساعي سُدًى بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
كانت أكبر ضحية لنهج حزب العمال في السياسة الخارجية حتى الآن هي علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، حيث سُمح للبراجماتية الانتخابية بالهيمنة تمامًا على البراجماتية الاقتصادية أو الجيوسياسية. وبعد فوز ترامب بدأ حزب الديمقراطيين الأحرار بالضغط على الحكومة لتمتين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وفي مقال له في صحيفة الأوبزرفر دعا السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة لمعظم فترة ولاية ترامب الأولى كيم داروش الحكومة البريطانية إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وبناء شراكات ثنائية أقوى مع فرنسا وألمانيا؛ من أجل وضع خطط لإدارة القضايا المستقبلية.
ويبدو أن هذه المطالب ستحقق قريبًا، حيث لبّى السير كير ستارمر دعوة قصر الإليزيه وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ106 للهدنة في باريس، ووضعا معًا أكاليل الزهور على تمثالَي رئيس الوزراء الفرنسي السابق جورج كليمنصو ورئيس الوزراء البريطاني السابق ونتسن تشرشل.
المصدر: فاينانشال تايمز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇