كتاب جديد يكشف قصص نساء مسلمات ساعدن في تشكيل تاريخ بريطانيا
كُشف عن مجموعة من القصص الرائعة والمخفية لنساء مسلمات في بريطانيا، واللواتي ساهمن بشكل كبير في تشكيل تاريخ البلاد، وفقًا لكتاب جديد أصدره مؤلفان يكشفان عن حياة هؤلاء النساء المناضلات.
ويتناول الكتاب الذي أصدره المؤلفان البروفيسور ساريا تشيروفاليل-كونتراكتور والدكتور جيمي جيلهام حياة نساء من خلفيات متنوعة، بدءًا من الأرستقراطية ووصولاً إلى صاحبة المقهى والجاسوسة اللواتي شاركن في الحروب العالمية. ويصفهم الكتاب أنهن”ممثلات ورواة قصص وصانعات تاريخ”.
كتاب جديد يكشف قصص نساء مسلمات ساعدن في تشكيل تاريخ بريطانيا
وأكدت البروفيسور ساريا تشيروفاليل كونتراكتور، عالمة الاجتماع من جامعة كوفنتري، أن النساء المسلمات كان لهن مساهمات رئيسية ليس فقط في التاريخ الإسلامي البريطاني، بل في التاريخ البريطاني بأكمله. وأضافت: “إذا أردنا أن نفهم من نحن كمجتمع، علينا أن نفهم جميع مساهماتنا”.
وقد تعاونت كونتراكتور مع المحرر والمؤرخ الدكتور جيمي جيلهام لتجميع هذه القصص، التي استندت في الغالب إلى “مصادر نادرة جدًا”. وأشارت إلى أن هؤلاء النساء جئن من مجتمعات واجهت تحديات صعبة، منها العنصرية والتحيز والحروب والظروف المالية الصعبة.
ويروي الكتاب قصص الأفراد الذين عاشوا في بريطانيا خلال فترة تمتد من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، قبل أن تُحدث الهجرة تأثيرًا عميقًا على هيكل وتكوين المجتمعات الإسلامية في البلاد.
كتاب جديد يروي قصص نساء مسلمات أثرن في تاريخ بريطانيا
وفي إطار كتابها “المرأة المسلمة في بريطانيا“، تُقدم البروفيسورة تشيروفاليل-كونتراكتر رواية حياة أوليف سلامان.
وكانت أوليف، وهي في سن الخامسة عشرة، قد انتقلت من بلدة صغيرة في وادي روندا إلى كارديف لتتدرب كممرضة. وفي إحدى الأيام، وأثناء عودتها من رحلة سينمائية، توقفت لتسأل بحارًا يمنيًا شابًا عن الاتجاهات. وقالت أوليف في فيلم وثائقي لبي بي سي في عام 1968: “بدأنا نتحدث، وأعتقد أننا وقعنا في الحب هناك، ومن ثم بدأ كل شيء.”
والشاب الذي تحدثت معه عن الاتجاهات كان علي سلامان، طاهٍ شاب يعمل في مقهى خاص به في منطقة تايجر باي بالمدينة.
وبعد زواجها في عام 1937، قررت اعتناق الإسلام، وشهدت الحرب العالمية الثانية، حيث رزقت بعشرة أطفال وقامت برعايتهم وتبني العديد منهم، لتصبح شخصية معروفة باسم “أم يمنيين في كارديف”، وأصبحت أيقونة لمجتمعها.
قصص نساء مسلمات لم تُوثق بشكل كاف
وأشارت البروفيسور، في مقابلة أُجريت معها على بي بي سي، إلى أهمية قصة أوليف. وقالت: “كانت الزيجات المختلطة بين الأعراق نادرة في تلك الفترة، وكانت تواجه استهجانًا كبيرًا”. وذكرت البروفيسور إلى أن اثنين من أقدم مساجد بريطانيا “كانت النساء لهن يد كبيرة في إنشائهما”.
وأفاد حامد محمود، أحد المساهمين في الكتاب، بأن قصة فاطمة كيتس، والتي كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي اعتنقن الإسلام في بريطانيا، “تُستشهد غالبًا” في المناقشات حول المجتمع الإسلامي البدائي في ليفربول، ولكن “لم يُكتب الكثير عن حياتها”.
ويقدم الكتاب لوحة مفصلة لحياتها، حيث نشأت في أسرة مسيحية متشددة، واعتنقت الإسلام في ليفربول وتوفت في عام 1900، وأسس حامد محمود مدرسة دينية باسمها في لندن.
تأثير النساء المسلمات على تاريخ بريطانيا
ويسرد الدكتور جيلهام، الذي قضى أكثر من 20 عامًا يبحث في تاريخ الإسلام، قصة امرأة إنجليزية من الطبقة الأرستقراطية تمامًا مختلفة، وهي غلاديس ميلتون بروك.
تصدرت قصة اعتناقها للإسلام عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، وبعد ذلك، شرحت في الصحافة وعبر الإذاعة العامة سبب اعتناقها للإسلام، وكتبت مقالات حول عقيدتها في مجلات إسلامية، حيث استخدمت شهرتها لتحدي التصورات التقليدية الغربية بشأن الإسلام.
وأشار المؤلفون إلى حياة إحدى النساء المسلمات الأكثر شهرة، الكاتبة والجاسوسة نور عناية خان، قد وُثقت قصتها بشكل جيد في السابق.
وكانت نور عناية خان عميلة سرية بريطانية من أصل هندي خلال فترة الحرب، واعتُقلت في معسكر في داخاو في عام 1944، ومنحت بعد وفاتها وسام جورج كروس بعد خمس سنوات.
وقال الدكتور جيلهام: “نأمل أن يكون هذا الكتاب مصدر إلهام للكتّاب للمزيد من البحث باستخدام أساليب الأرشيف والتاريخ الشفهي، حيثما كان ذلك ممكنًا، لتسليط الضوء على دور النساء المناضلات اللواتي ساعدن بفعالية في بناء الهوية الإسلامية في بريطانيا.”
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
17°C
