تحذير للملايين من كبار السن الذين لا يملكون هواتف ذكية

يتزايد الاعتماد على الهواتف الذكية في مختلف جوانب الحياة اليومية، مما يؤدي إلى استبعاد شريحة واسعة من الأفراد الذين لا يمتلكون هذه الأجهزة. ويحذر نشطاء من أن أولئك غير القادرين على استخدام التطبيقات الرقمية يتعرضون لتمييز متزايد، حيث أصبح من الصعب إجراء المعاملات الأساسية دون الاشتراك في منصات إلكترونية.

من برامج الولاء إلى عروض المطاعم، وحتى خدمات ركن السيارات، يُضطر الأفراد لاستخدام التطبيقات، وإلا فقد يُحرمون من مزايا وتخفيضات حصرية. في هذا السياق، يقول رون ديلنيفو، رئيس لجنة الحملات في مجموعة الضغط “تحالف خيار الدفع”: “إننا نعيش في ظل طغيان التطبيقات. يُعامل المواطنون كقطيع، حيث يُقال لهم باستمرار إنه لا بديل عن استخدام الهواتف الذكية.” ويضيف أن تكلفة الهاتف الذكي التي قد تصل إلى مئات الباوندات تجعل منه “جواز سفر باهظ الثمن للمشاركة في المجتمع.”

وتوضح رينا سوراز، محررة شؤون التجزئة في منظمة “ويتش؟”، أن “الكثير من المستهلكين يُحرمون من الأسعار المخفضة التي توفرها برامج الولاء بسبب عدم امتلاكهم لهواتف ذكية أو أجهزة تدعم تحميل التطبيقات.”

ويشير ديلنيفو إلى أن “ليدل” تعدّ من بين سلاسل المتاجر التي تعتمد بشكل حصري على الهواتف الذكية في برامج الولاء، محذرًا من أن ذلك “يُقصي شريحة واسعة من العملاء، لاسيما من هم بحاجة ماسة إلى هذه الخصومات.”

وردًا على ذلك، أوضحت “ليدل” لصحيفة “الغارديان” أن برنامج “ليدل بلس” “يأتي في إطار التزامنا بتقديم أفضل قيمة لعملائنا، إلا أننا نحرص على توفير بدائل لمن لا يمتلكون هواتف ذكية، من خلال العروض المتاحة داخل المتجر ضمن ‘اختيارات الأسبوع’.”

لكن هذه المشكلة لا تقتصر على التسوق فحسب، بل تمتد إلى الخدمات المصرفية وركن السيارات أيضًا. وتقول آنا باوز، خبيرة الادخار في شركة الاستشارات المالية “ذا برايفت أوفيس”، إن “التطبيقات المصرفية أصبحت البديل الجديد للحسابات الإلكترونية، ورغم أنها ليست مناسبة للجميع، إلا أنها تزداد شعبية بين المدخرين، خاصة أنها توفر بعضًا من أفضل معدلات الفائدة.”

دعوات لحلول تقليدية

ويواجه كبار السن تحديات متزايدة بسبب هذه التحولات الرقمية، إذ أبلغ عدد كبير منهم منظمة “إيدج يو كيه” بعدم قدرتهم على ركن سياراتهم بسبب اشتراط الدفع عبر التطبيقات. ويؤكد سيمون ويليامز، رئيس قسم السياسات في “آر إيه سي”، أن “تزايد عدد التطبيقات التي يُطلب من الأفراد استخدامها بات يشكّل عبئًا حقيقيًا، ما يفاقم الشعور بالعزلة الرقمية بين فئات معينة من المجتمع.”

وسط هذا التحول المتسارع نحو الرقمنة، تتزايد الدعوات لضمان بقاء الخيارات التقليدية متاحة، لحماية حقوق الفئات التي لا تستطيع أو لا ترغب في الاعتماد على الهواتف الذكية في إنجاز تعاملاتها اليومية.