كارثة حرائق اسكتلندا: إجلاء مواطنين مع امتداد النيران من غالاوي

تشهد اسكتلندا حريقًا واسع النطاق يهدد مساحات شاسعة من غاباتها، وسط تحذيرات من تصاعد الأزمة في ظل عجز واضح في الإمكانيات المتاحة، وتصاعد الدعوات إلى تدخل حكومي عاجل لمواجهة تداعيات التغير المناخي.
امتداد الحرائق نحو مناطق جديدة

انتشرت النيران بسرعة مدمّرة في منطقة غلينترول الواقعة في غالواي بجنوب اسكتلندا، حيث استُدعيت خدمات الطوارئ في الساعة 11:50 من مساء الجمعة، فيما بقيت فرق الإطفاء مرابطة في الموقع حتى عصر السبت، وسط ظروف صعبة للغاية.
وأكدت شرطة اسكتلندا أن ألسنة اللهب تتجه نحو منطقة لوخ دون في إيست أيرشاير، ومن المتوقع وصولها هناك عند منتصف الليل. وفي محاولة للحد من انتشار النيران، جرى استخدام مروحيات للمساعدة في عمليات الإطفاء، في حين تأثرت مناطق أخرى بالحريق بينها تلة ميريك وبن يلاري ولوخ دي، حسب ما أفادت به الشرطة.
وعلى الرغم من خطورة الموقف، لا يزال تواجد فرق الإطفاء محدودًا، حيث أُرسلت مركبة واحدة فقط تابعة لخدمة الإطفاء والإنقاذ الاسكتلندية (SFRS) إلى المنطقة.
وتُعد هذه الكارثة الثانية في ذات الإقليم خلال أيام، إذ سُجّل حريق سابق يوم الخميس امتد لمسافة تقارب 2.4 كيلومتر، فيما واجهت فرق الطوارئ يوم الأربعاء حريقًا كبيرًا آخر في الأعشاب اندلع في غارتور موس بمنطقة بورت أوف مينتيث، ستيرلينغ.
NFCC: أزمة مناخية تتطلب استثمارًا حكوميًا طويل الأمد

وفي هذا السياق، دقّ المجلس الوطني لرؤساء خدمات الإطفاء (NFCC) ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن خدمات الطوارئ أصبحت غير قادرة على الاستمرار في مواجهة هذا النوع من الكوارث، في ظل ميزانيات “تُرهقها الضغوط” ونقص في التمويل اللازم لمواكبة التحديات المناخية.
وكشف المجلس أن عام 2025 شهد حتى الآن 286 حريق غابات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، بزيادة تفوق 100 حريق مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022، الذي سجّل درجات حرارة قياسية ونشاطًا غير مسبوق للحرائق.
وقال فيل غاريغان، رئيس المجلس: “لا مفر من الاعتراف بأن التغير المناخي بات يدفع نحو زيادة كبيرة في الأحداث المناخية القاسية، ومنها حرائق الغابات.
الاستجابة لهذه الكوارث تتطلب موارد هائلة، وغالبًا على مدى زمني طويل، وهو ما يضع ضغطًا مباشرًا على الأنشطة الحيوية الأخرى لخدمات الإطفاء والإنقاذ.
إن تصاعد تهديدات الاستجابة للكوارث يتطلب استثمارًا طويل الأمد ومستقرًا من قبل الدولة. فبدون ذلك، لا يمكن ضمان حماية المجتمعات.”
وفي ظل تزايد الحرائق، أصدرت إدارات الإطفاء في اسكتلندا وإنجلترا وويلز تحذيرات عامة تطالب السكان بتجنب استخدام الشوايات والنيران المكشوفة في المساحات المفتوحة، كما دعت إلى التخلص السليم من أعقاب السجائر، في محاولة للحد من المخاطر الإضافية في نهاية أسبوع تشهد فيه البلاد ظروفًا مناخية جافة وغير مستقرة.
تساؤلات حول جاهزية الدولة

وتبقى أسئلة ملحة تطرح نفسها: هل ستدرك الحكومة حجم التهديد المناخي القائم؟ وهل ستُضخ استثمارات حقيقية في قدرات الطوارئ قبل أن تتحول حرائق الغابات إلى واقع موسمي دائم يهدد الحياة والبيئة؟
إنّ ما يحدث في غالاوي ليس مجرد حادث عابر، بل إنذار واضح بدخول البلاد مرحلة جديدة من المخاطر المناخية التي لم يعد بالإمكان تجاهلها.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇