كأس العالم في قطر وفك عقدة الخواجة
اهتمامي زائد ببطولة كأس العالم في قطر، وذلك لأنني أرى هنا في بريطانيا الهجمة الإعلامية المسعورة عليها، حيث يحاولون تقليل الإنجازات وتعظيم الأخطاء بشكل مستفز يجعلنا جميعًا معنيين بالتضامن مع قطر والتفاعل مع البطولة الأروع تنظيمًا وترتيبًا منذ انطلاق بطولة كأس العالم عام 1930.
إنّ هذا التنظيم نجح بفك عقدة الخواجة، وأظهر هويتنا العربية والإسلامية، وفرض معاني كثيرة من الاعتزاز بالهوية والحفاظ على القيم بشكل ذكي ولطيف، وجعل كلّ وسائل الإعلام في الغرب والشرق تتحدث عن حق الدولة المستضيفة باحترام ثقافتها وهويتها، بين متفهّم مرحب و مستهجن مستنكر.
العرب في كأس العالم
توّج ذلك كله الإنجاز المبهر للكرة السعودية بالتفوق على الأرجنتين، والحضور المشرف لمنتخبات المغرب وتونس، الأمر الذي انعكس على أبناء العرب في بريطانيا؛ حيث ذهبوا إلى مدارسهم وهم يفاخرون بما فعله الدوسري والشهراني والعويس ورفاقهم.
يعزز ذلك أن تتابع العائلة مباريات الكرة في أوقات الفراغ على BEIN SPORT بنسختها العربية وما تقدمه من روعة التغطية والتعليق، تفرض أجواء أخرى من الحماسة والتفاعل، وتجد في تعليقات عصام الشوالي و خليل البلوشي ورفاقهم فضلًا عن محمد أبو تريكة وغيره من المحللين رسائل جميلة تمرر بشكل غير مباشر تعزز الانتماء لهذه الأمة.
بل إنّ الأمر لا يتوقف على حسن الأداء العربي على المسطح الأخضر فحسب، بل تجد في التقنيات المستخدمة والملاعب والمرافق المجهزة على أحدث طراز ما يلجم لسان كلّ متصيد لزلة أو باحث عن مثلمة في تلك الجزيرة الصغيرة المطلة على الخليج العربي، والتي غدت حديث العالم بأسره.
وإن ذهبت مع كاميرات السوشيال ميديا ترَ مواقف كثيرة بين رافض للحديث لقنوات تابعة للاحتلال أو شخص يتصرف بعفوية لمساعدة مشجع أجنبيّ في ترتيب هندامه أو حتى استضافته في بيته، وغير ذلك الكثير مما اعتاد الناس في بلادنا على القيام به بشكل تلقائيّ، تلقفته كاميرات المؤثرين و الناشطين على منصات التواصل في الغرب بشكل مذهل واحترام كبير .
لماذا ندعم قطر في تنظيمها كأس العالم؟
إنّ مونديال كأس العالم في قطر نجح في فك عقدة الخواجة في بلادنا وقدّم لأبناء العرب في بريطانيا وجبة دسمة من الوطنية والانتماء، وأما المحبطين والمثبطين فلا مكان لهم، وإن كان حديث أحدهم يزعج في بعض الملفات فيمكن الرد عليه بالاستعانة بمن قدموا مواد مميزة بهذا الصدد ومنه ما فعله برنامج المخبر الاقتصاديّ وشرحه لنفقات البطولة والمليارات التي صرفت عليها.
وخلفيات الهجوم على تنظيم كأس العالم في قطر في حلقة مميزة ضمن برنامج للقصة بقية على قناة الجزيرة.
وغير ذلك من مواد يمكن الاستعانة بها للحوار مع من يريد الحوار بعقلانية حول ما يثار من شبهات، ولقد قدّمت مقطعًا مفصلًا بهذا الصدد على حسابي في الإنستغرام تحت عنوان لماذا ندعم قطر في كأس العالم
https://www.instagram.com/reel/ClL_j9Pj5zx/?igshid=YmMyMTA2M2Y
الخلاصة، أنّ الأمر تجاوز حدثًا رياضيًّا تقليديًّا يجري كلّ أربع سنوات ولدينا فيه تحفظات بالعموم على الانشغال بالكرة على حساب القضايا الكبرى للأمة، إلى هجمة شرسة تقودها وسائل إعلام غربية تهدف لشيطنة أمتنا والتقليل من شأنها والانتقاص من احترام ثقافتها وهويتها، الأمر الذي يستدعي تظافر جهودنا جميعًا سواء كنّا محبين لكرة القدم أو لم نكن كذلك بالرد عليهم والتضامن مع أول بلد عربي آسيوي مسلم يستضيف مثل هذا الحدث الكبير.
بقلم عدنان حميدان.
اقرأ أيضًا:
رغم عدم مشاركتها…فلسطين حاضرة في كأس العالم في قطر 2022
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
