العرب في بريطانيا | قوة القماش.. التطريز الفلسطيني في معرض كيتلز يا...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

قوة القماش.. التطريز الفلسطيني في معرض كيتلز يارد في كامبريدج

إطلاق دورة لتعليم فن التطريز الفلسطيني في لندن
فريق التحرير May 25, 2023

يستضيف معرض كيتلز يارد في مدينة كامبريدج البريطانية معرض قوة القماش الخاص بأعمال التطريز الفلسطيني، وسيفتح المعرض أبوابه أمام عشاق الفن والتراث الفلسطيني من 8 تموز/يوليو إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023.

وسيركز المعرض على الأهمية التاريخية لحرفة التطريز وجاذبية هذه الحرفة في الوقت الحالي، إضافة إلى تسليط الضوء على تفاصيلها المتقنة والقصص التراثية المرتبطة بها.

 التراث الفلسطيني يتألق في معرض “قوة القماش”

أليكس تريتون توظف وحي الكلمات في تطوير فن التطريز
فن التطريز في فلسطين..حرفة يدوية ضاربة الجذور (بيكسباي)

ويحتل التطريز الفلسطيني مكانة مهمة في التراث الثقافي الفلسطيني، حيث يتميز بجماله الاستثنائي وتفاصيله المعقدة، ويجسّد قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود، حيث يقدم المعرض أكثر من 40 ثوبًا، إضافة إلى أقمشة أخرى مزينة بأكثر من 200 ألف من التصاميم المطرزة، استعارها المعرض من معارض الأثواب التراثية في المدن الفلسطينية والضفة الغربية.

ويستهدف المعرض الذي نظمه ريتشل ديدمان عرض التسلسل الزمني لتطور حرفة التطريز في فلسطين خلال القرن الماضي، ويستكشف كيفية تحول هذه الحرفة القروية القديمة إلى أحد أشكال فن الخياطة الحديثة، التي لاقت اهتمام العديد من النقاد والفنانين المعاصرين.

كما يركز المعرض على دور النساء العاملات في فلسطين والمرونة التي أظهرنها خلال المحطات المحورية التي شهدها تاريخ فلسطين، حيث أسهمت النساء في الحفاظ على حرفة التطريز حتى اليوم.

ويُعرِّف معرض قوة القماش الجمهور البريطاني بالتراث الثقافي لفلسطين عبر استعراض فن تطريز الأقمشة، حيث سيقدم المعرض حوارًا بين الماضي والحاضر، وسيتعرف الزوار على أنواع الأقمشة القديمة والنادرة، إلى جانب الأعمال الفنية المعاصرة التي تعود لبعض الأسماء المعروفة في مجال التطريز، مثل: منى حاطوم وخليل رباح ومنيرة الصلح وآية حيدر ومجد عبد الحميد.

وسينطلق الزوار في رحلة عبر الزمن للتعرف على القصص التراثية المتعلقة بحرفة التطريز، حيث يقدم المعرض تشكيلة من الأثواب الفلسطينية التي ارتدتها النساء في أوائل القرن العشرين، حيث تحمل هذه الأثواب بصمة خاصة بالجيل السابق من النساء الفلسطينيات. على سبيل المثال: سيُعرَض أحد الأثواب الخاصة بمدينة غزة والذي يعود تاريخة إلى ثلاثينيات القرن الماضي. وهذا الثوب ارتدته إحدى النساء العاملات في الحقول، وهو يحمل سمات الملابس والتصاميم الخاصة بالأجيال السابقة.

إلى جانب عرض الملابس والتصاميم العتيقة، سيقدم المعرض مقتطفات من مقابلة أُجرِيت مع الفنان “مايف برينان”، وقدمت هذه المقابلة نبذة مختصرة عن تجارب النساء المعاصرات اللائي يمارسن حرفة التطريز، إضافة إلى عرض الأثواب الغنية بمختلف أنواع التطريزات، والتي ترتديها النساء في مناسبات خاصة مثل الزواج أو عند ارتياد الأسواق.

دلالات اجتماعية لأعمال التطريز الفلسطينية

الفساتين المطرزة تمتلك رمزية خاصة في الأعياد الفلسطينية
الفساتين المطرزة تمتلك رمزية خاصة في الأعياد الفلسطينية

وتؤكد أعمال الفنانين المعاصرين أهمية الدلالات السردية التي تحملها التصاميم المطرزة مثل تطريزات (Hair Grid) الخاصة بمنى حاطون، إضافة إلى البُسُط المزخرفة لمنيرة الصالح.

ويبحث المعرض أيضًا في المعايير والمُثُل الجنسانية ضمن عالم التطريز، ومع أن حرفة التطريز خاصة بالنساء الفلسطينيات فإنها تُعد متنفسًا للرجال القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وبهذا الشأن سيقدم المعرض بعض التصاميم التي طرزها السجناء الفلسطينيون، ويشمل ذلك الحقائب والسُّبحات (المسابيح)، إضافة إلى أنواع أخرى مثل الكتب والأقلام، حيث يُهدي السجناء هذه التطريزات لأحبائهم، وهي دليل على اشتعال جذوة الحياة لديهم.

هذا ويسلط المعرض الضوء على دخول التصاميم المطرزة إلى الأسواق في السنوات الأخيرة، حيث أدت النكبة الفلسطينية إلى تحول حرفة التطريز من عمل تراثي يعبر عن محبة القرويين إلى عمل مأجور، مارسته آلاف النساء لتأمين لقمة عيشهن في مخيمات اللجوء، فتحولت الأقمشة والملابس المطرزة إلى سلع تصدرها بعض الشركات إلى السوق العالمية، لذلك يبحث المعرض في آليات تجارة الأقمشة المطرزة، ويسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الحرفيون، والعلاقة المعقدة بين القيمة الحقيقية لأعمال التطريز والجهود التي تتطلبها.

وينطلق المعرض من أهمية فن التطريز المعاصر في الحفاظ على الهُوِية والمقاومة الفلسطينية، حيث تُعَد أعمال الفنانين وسيلة قوية للتعبير عن الآراء السياسية والاجتماعية.

ويتجاوز بعض الفنانين مثل آية حيدر ومجد عبد الحميد التقنيات التقليدية للتطريز، ويستخدمون بعض العناصر المختلفة مثل الفنون المفاهيمية (هو فن تشترك فيه المفاهيم أو الأفكار في الأعمال التي يكون لها الأولوية على الاهتمامات المادية والجمالية التقليدية) والتقنيات الرقمية، بحيث يضمِّنون أعمالهم مزيدًا من الدلالات المرتبطة بالهُوِية الفلسطينية، وبعض الدلالات الأخرى التي تصور النزوح والاحتلال والنضال المستمر للشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره.

وتتميز هذه الأعمال الفنية بتجاوز المفاهيم الفنية التقليدية الخاصة بالتطريز، لجذب اهتمام الزوار بمرونة التراث والثقافة الفلسطينية.

علاقة فن التطريز بالنضال الفلسطيني

تطريزات لخريطة فلسطين 
تطريزات لخريطة فلسطين 

وبالإضافة إلى الأهمية الفنية سيُنظِّم المعرض ورشات عمل تفاعلية وعروضًا توضيحية؛ لكي يعاين الزوار كيفية التطريز وما يتعلق به بشكل مباشر. وسيُسهِم الخبراء والحرفيون في تعريف الزوار بالدلالات الرمزية الخاصة بعالم التطريز والتقنيات المستخدمة فيه؛ لفهم الأبعاد العميقة لفن التطريز وارتباطه بالثقافة.

إذن يمكن القول إن معرض قوة القماش: التطريز الفلسطيني، لا يحتفل بالتراث الفلسطيني فقط، بل هو منبر للحوار والتفاهم، حيث يحث الزوار على تجاوز الحدود التقليدية للفن وتبادل الخبرات، إلى جانب سعيه لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومنح التراث الفلسطيني التقدير الذي يستحقه ولا سيما في ظل الصعوبات التي يواجهها.

ويدعو المعرض جميع زواره للتفكير في القضايا المتعلقة بالحفاظ على الثقافة والهُوِية والمقاومة، من خلال تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والاجتماعية والسياسية لفن التطريز الفلسطيني، ويجمع المعرض بين جمال التقاليد الفلسطينية العريقة وأصالتها، إضافة إلى الإشادة بالنضال المستمر للشعب الفلسطيني.


 

اقرأ أيضاً : 

دعوة لرفع العلم الفلسطيني في بريطانيا

السفارة الفلسطينية في بريطانيا تنظم لقاء لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة

إدانة ناشطة ويلزية لفلسطين بالاعتداء على مصنع أسلحة لإسرائيل

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.