قوانين جديدة في بريطانيا قد تمنع لم شمل آلاف اللاجئين مع عائلاتهم
قوانين جديدة في بريطانيا قد تمنع لم شمل آلاف اللاجئين مع عائلاتهم (وكالة الأناضول Eduardo Oyano)
تخطط وزارة الداخلية البريطانية لوضع قوانين جديدة قد تتسبب في منع أكثر من 17000 لاجئ “معظمهم من النساء والأطفال” من لمّ شملهم مع الأفراد المقربين من أُسرهم، وفقًا لتحليل أجراه مجلس اللاجئين.
قوانين جديدة جائرة
جرت العادة أن يقوم اللاجئون الذكور الفارّون من مناطق النزاعات برحلات محفوفة بالمخاطر عبر العديد من البلدان سيرًا على الأقدام وفي شاحنات وقوارب صغيرة عبر القنال على أمل الوصول إلى برّ الأمان والعيش في المملكة المتحدة.
يأمل هؤلاء في الحصول على الحماية وبموجب القوانين الحالية، يحق لهم بعد ذلك إحضار أفراد عائلاتهم المقربين للانضمام إليهم، مثل زوجاتهم وأطفالهم. وبعد البت في طلب لمّ الشمل، يمكن لهذه العائلات السفر بأمان إلى المملكة المتحدة بالطائرة وتجنب تكرار الرحلة المحفوفة بالمخاطر التي قام بها أول فرد من العائلة.
ولكن وفقًا للرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين إينفير سولومون Enver Solomon، فإن الخطط الحكومية الجديدة في مشروع قانون الجنسية والحدود “الذي يجري مناقشته حاليًا في مجلس اللوردات” سيتم تقييد لمّ شمل الأُسر بشكل كبير، ما يعني إغلاق الطريق الآمن الرئيسي الذي تستخدمه عائلات اللاجئين للاجتماع بأحبائهم من جديد.
قوانين تخالف حقوق الإنسان
تهدف الخطة الحكومية الجديدة للهجرة إلى تقييد حقوق لمّ شمل أُسر اللاجئين “الذين سافروا عبر دول آمنة قبل الوصول إلى المملكة المتحدة” وهذا الأمر ينطبق على الآلاف ممن وصلوا إلى أراضي المملكة المتحدة في قوارب صغيرة.
لطالما تحدثت وزيرة الداخلية بريتي باتيل، مرارًا وتكرارًا عن إيقاف الهجرة غير الشرعية من الأساس، بالقضاء على آليات عمل المهربين الذين يجلبون اللاجئين إلى المملكة المتحدة، داعيةً إلى طرق آمنة وقانونية للهجرة بدلاً من ذلك.
أخبر سولومون صحيفة الجارديان “أن مقترحات الحكومة الجديدة ستؤدي إلى وضع آلاف الأطفال والنساء دون خيار آخر سوى الدفع للمهربين لركوب قوارب خطرة لعبور القنال”.
ستضع الخطط الجديدة العائلات في خطر أكبر بدلاً من تعزيز الطرق الآمنة والقانونية التي دعت إليها باتيل، حسب رأي سولومون.
وتظهر البيانات الحكومية أنه على مدار السنوات الخمس الماضية، تمكن 29000 شخص “أكثر من 90% منهم من النساء والأطفال” من القدوم إلى المملكة المتحدة بأمان بموجب قواعد لمّ شمل العائلات للانضمام إلى أحد أفراد الأسرة المقربين الموجود بالفعل في بريطانيا بعد قبول لجوئه ومنحه الحماية في المملكة المتحدة.
وحسب تقديرات مجلس اللاجئين وبعد النظر في البيانات الحكومية، يمكن منع ما يصل إلى 3500 شخص سنويًا من الانضمام إلى أحبائهم في حال تم اعتماد المقترحات الواردة في مشروع القانون، وهو ما يصل إلى منع – 17500 شخصًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
القوانين الجديدة تشبّبت بحالة من الرعب
وقال طالب لجوء سوري فرّ من الحرب والسجن والتعذيب في وطنه قبل سفره عبر عدة دول ووصل إلى المملكة المتحدة: “إنه مرعوب من الخطط الجديدة للحكومة البريطانية”.
وأكّد في تصريح لصحيفة الغارديان: “أنا أتحدث هنا كربّ أسرة مهاجر، نحن لم نغادر بلادنا بحثًا عن الرفاهية، لقد خرجنا لإنقاذ عائلاتنا من حرب قاسية لا تفرّق بين الصغار ولكبار ولا بين القوي والضعيف، ولا يستطيع أحد أن ينجو منها”.
وأضاف: “تجاوزنا في طريقنا أخطر البلدان وعبرنا الصحراء والبحار، آخرها القنال الإنجليزي في قارب مطاطي غير آمن ونحن نعلم أننا قد نموت في البحر. هل سأل أي مسؤول نفسه ما الذي دفعنا إلى المخاطرة بأنفسنا !! كنت مستعدًا للموت من أجل إنقاذ عائلتي، ما تفكر فيه بريتي باتيل الآن هو القضاء على عائلاتنا من خلال حرماننا من لمّ الشمل”.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: “سنواصل الوفاء بالتزاماتنا الدولية. تم منح أكثر من 39000 تأشيرة للمّ شمل الأسر منذ عام 2015، وأكثر من نصف التأشيرات كانت لأطفال”.
وأضاف المتحدث: “ستعمل خطتنا الجديدة للهجرة على إصلاح نظام اللجوء المتهالك بحيث يكون عادلاً ولكنه حازم، ومساعدة المحتاجين الحقيقيين من خلال طرق آمنة وقانونية مع إيقاف أولئك الذين يسيئون استخدام النظام. سيستمر لمّ شمل الأسرة في لعب دور مهم في نظام الهجرة لدينا “.
اقرأ المزيد:
طفلان سوريان مهددان بالترحيل لفقدانهما أوراقهما الثبوتية
المحكمة العليا تدين الداخلية لإساءتها معاملة طفلين لاجئين أحدهما كويتي بدون
بريطانيا تخفف قوانين الهجرة لاستقدام آلاف الهنود للعمل والعيش فيها
الرابط المختصر هنا ⬇