وفاة نحو 120 ألف مريض على قوائم انتظار قطاع الصحة البريطاني NHS!
بحسَب آخر الإحصاءات، توفي أكثر من 120 ألف شخص في بريطانيا خلال 2022 أثناء انتظارهم تلقي العلاج في المستشفيات، وهذا يمثل رقمًا كبيرًا وصادمًا في بلد متقدم يأتيه المرضى من كل حدب وصوب لتلقي العلاج فيه!
ويُعتقَد أن هذا العدد ضعف ما كان عليه في عام 2017-2018، إذ توفي 60 ألف مريض. وتثير هذه الأرقام أسئلة كثيرة عن تأثير الانتظار الطويل للعلاج في المرضى والعقبات التي يواجهها نظام الرعاية الصحية (NHS).
توفي حوالي 120,000 مريض في قائمة انتظار قطاع الصحة البريطاني في المملكة المتحدة NHS.
ومن جملة الأرقام الصادمة التي شملتها الإحصاءات ما جاء عن مستشفى رويال فري المعروف في لندن، حيث سُجّل أكثر من 3,615 وفاة أثناء انتظارهم تلقي العلاج، وفي صندوق موركامب باي في كمبريا سُجّلت 2,888 وفاة، إضافة إلى 2,039 وفاة في مستشفيات ليدز التعليمية. وهذه الوَفَيَات تسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يقاسيها المرضى الذين ينتظرون طويلًا للحصول على الرعاية الصحية، وتكشف عن نقص التمويل في قطاع الخدمات الصحية وعجز الفِرَق الطبية.
وفي هذا السياق وصفت منظمة “هيلث ووتش إنجلاند” هذه الأرقام بأنها “مأساة كبيرة”، وسلطت الضوء على تأثير انتظار تلقي العلاج في حياة المرضى وتبعاته الخطيرة. وأشارت إلى أن هذه الوَفَيَات يتحمل قسمًا كبيرًا من مسؤوليتها الحكومة وسياستها في إدارة الخدمات الصحية.
وقالت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، لويز أنصاري: “ندرك تأثير التأخير في تلقي الرعاية على الناس وكيف يمكن أن يعرض كثيرين منهم للخطر”. في حين قالت الدكتورة إيما رونزويك، نائبة رئيس مجلس الجمعية الطبية البريطانية: إن هذه الوَفَيَات تُعَد سُبَّة كبيرة بحق الحكومة وسياستها للخدمات الصحية.
وبهذا الشأن طلب حزب العمال بيانات من 138 صندوقًا صحيًّا عن عدد المرضى الذين توفوا خلال العام 2022 أثناء انتظارهم للرعاية الصحية، وكانت البيانات التي حصل عليها صادمة! إذ أشارت البيانات إلى وفاة 30,611 شخص. وهذا يجعل كثيرين يتساءلون عن طريقة تقديم الخدمات الصحية والالتزام بتوفير الرعاية في الوقت المناسب.
وبالمقابل انتقدت هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا الطريقة التي توصل بها حزب العمال إلى هذه الاستنتاجات، واعتبرتها غير موثوقة ومضللة. وأوضحت أن التحليل القائم على أرقام من ربع صناديق المستشفيات لا يُثبت وجود صلة بين انتظار العلاج الاختياري والوَفَيَات، وأن البيانات لا تتضمن معلومات عن سبب الوفاة أو حالة الصحة العامة للأفراد.
إذن هل نشهد انهيارًا في نظام الرعاية الصحية؟ وما الخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين هذا الوضع؟ هذه الأسئلة تلقَى اهتمامًا كبيرًا، وتجعل من الضروري البحث عن حلول؛ لضمان تقديم الرعاية الصحية بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
جدير بالإشارة أن كثيرين، ولا سيما الفقراء ومتوسطي الدخل في بريطانيا، يخشون من تعمّد بعض الناس المبالغة بهذه الأرقام وخلط أرقام الوَفَيَات لدعم توجه تخصيص قطاع الصحة.
المصدر The Guardian
اقرأ أيضا
قطاع الصحة البريطاني NHS ينوي توظيف أطباء متدربين لسد نقص العمالة
تعطل تام بخدمات المستشفيات البريطانية بسبب إضراب آلاف الاستشاريين ليومين
الرابط المختصر هنا ⬇