“قرار قاتل”.. تعليق معونة وقود الشتاء يثير احتجاج نائبة عمّالية
أثار قرار الحكومة البريطانية بإلغاء معونة وقود الشتاء لكبار السن جدلاً واسعًا، واحتجاجات من قبل بعض أعضاء البرلمان عن حزب العمال.
ووصف العديد منهم هذا الإجراء بأنه “وحشي” وسط مخاوف من أن يؤدي إلى عواقب خطيرة على حياة المتقاعدين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية المتفاقمة في بريطانيا.
وكانت النائبة العمالية، روزي دوفيلد، من بين الأصوات البارزة التي انتقدت القرار بشدة، محذرة من أن إلغاء المدفوعات قد يعرض حياة البعض للخطر، معتبرة أن القرار بمثابة “حكم بالإعدام” على الفئات الأضعف، من بينهم كبار السن والمرضى.
إلغاء معونة وقود الشتاء
في تموز/ يوليو الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية عن خطط لإلغاء مدفوعات وقود الشتاء، التي تصل إلى 300 باوند، عن معظم المتقاعدين في إنجلترا وويلز، إلا إذا كانوا يتلقون مساعدات اجتماعية معينة.
هذا القرار سيؤثر على ما يقرب من 10 ملايين شخص، ما يزيد من الأعباء المالية عليهم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المعونة كانت قد قدمت لأول مرة من قبل حكومة حزب العمال في عام 1997 بهدف دعم المتقاعدين في مواجهة تكاليف التدفئة خلال فصل الشتاء البارد.
ومن المقرر أن يصوت البرلمان على هذا القرار يوم الثلاثاء المقبل، حيث وقع عدد من النواب العماليين على عريضة تطالب الحكومة بإعادة النظر في هذا التغيير الجذري.
وتقدم النائب العمالي نيل دنكان جوردان -الذي اُنتخِب مؤخرًا- بهذا الاقتراح في محاولة للضغط على الحكومة لإيقاف هذا القرار.
عمل جوردان سابقًا في المؤتمر الوطني للمتقاعدين، ما يجعل من موقفه تجاه هذه القضية متسقًا مع خلفيته في الدفاع عن حقوق هذه الفئة.
تحذيرات من آثار القرار
عبرت النائبة روزي دوفيلد عن مخاوفها علنًا يوم السبت، حيث قالت في مقابلة مع برنامج “توداي” على إذاعة “بي بي سي” أن إلغاء المعونة سيؤدي إلى ترك العديد من المتقاعدين بدون دعم كافٍ، رغم زيادة معاشات التقاعد الحكومية فوق مستوى التضخم وتوفير الحكومة لصندوق دعم الأسر.
وأضافت دوفيلد أنها تلقت رسائل من أشخاص يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان، يؤكدون على أهمية الدفء في منازلهم للحفاظ على صحتهم.
ورغم انتقاداتها الحادة للقرار، أوضحت دوفيلد أنها لن تصوت ضده، مشيرة إلى أنها ستمتنع عن التصويت.
وأوضحت أن الحكومة تمارس ضغوطًا شديدة على النواب ليصوتوا لصالح القرار، مما يجعل من الصعب عليهم اتخاذ موقف معارض.
وقالت دوفيلد: “رئيس الوزراء تحدث مرارًا عن وضع مصلحة البلاد قبل الحزب، ولكن في هذا الوضع، أؤكد أنني أضع مصلحة الناخبين قبل الحزب”. وأشارت إلى أن دورها هو تمثيل ناخبيها، وليس الخضوع لضغوط القيادة الحزبية.
الواقع الصعب
وفقًا لبيانات صادرة من مكتب الإحصاءات الوطنية، عانى ما يقرب من مليون شخص في إنجلترا وويلز خلال الشتاء الماضي من نقص التدفئة في منازلهم، وكان 10% من هؤلاء من كبار السن أو المرضى.
وأظهرت بيانات تعداد عام 2021 أن 699,500 شخص يعيشون في منازل بدون تدفئة مركزية، ما يعزز المخاوف من أن قرار إلغاء المدفوعات قد يزيد من تدهور الأوضاع.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط 21.5% من الوفيات الزائدة في إنجلترا بالمنازل الباردة، وتعد بريطانيا من بين الدول التي تملك أقدم وأفقر مساكن في أوروبا الغربية، ما يزيد من خطورة هذا القرار.
تبريرات الحكومة
وفي حديثه لصحيفة “الجارديان”، قال المتقاعد راي واتسون من منطقة كوبلي إنه وزوجته المصابة بالسرطان قد يجدان أنفسهما مضطرين لتحمل تكاليف التدفئة وحدهما بعد إلغاء الدعم.
وأضاف أن عدم حصولهم على معونة وقود الشتاء سيكون “خطأ كبيرًا”، موضحاً أن معاشه المتواضع قد لا يغطي هذه التكاليف.
من جهتها، دافعت الحكومة عن قرارها بقولها إن المعاشات الحكومية سترتفع بنحو ألف باوند خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن الدعم سيظل موجهًا لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
وقال المتحدث باسم الحكومة: “نحن ملتزمون تمامًا بدعم المتقاعدين، وسيستمر أكثر من مليون متقاعد في تلقي مدفوعات الوقود الشتوي، بالإضافة إلى الاستفادة من برنامج دعم المنزل الدافئ بقيمة 150 باوند”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇