العرب في بريطانيا | الغارديان: هكذا تستهدف إسرائيل الكوادر الصحية ف...

1446 ربيع الأول 4 | 08 سبتمبر 2024

الغارديان: هكذا تستهدف إسرائيل الكوادر الصحية في غزة

الغارديان: هكذا تستهدف إسرائيل الكوادر الصحية في غزة
رجاء شعباني April 8, 2024

في ظل المعاناة والخوف الدائمَين، يواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة مشقّات وأهوالًا كبيرة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المرافق الطبية. ويرون أنفسهم هدفًا مباشرًا للهجمات، ما يثير قلقهم كثيرًا بشأن مواصلة عملهم الإنساني في ظل التهديدات المستمرة.

ومنذ بداية العدوان، شهدت المستشفيات في غزة وضعًا مأساويًّا يتمثل في استهدافها بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة واستشهاد العديد من الأطباء والممرضين والمرضى. ويُعَد العاملون الصحيون هدفًا للقوات الإسرائيلية، ما يجعلهم قلقين وخائفين باستمرار.

يشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية والمستشفيات تُعَد جزءًا من استراتيجية استهداف البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة. ومع استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني في العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن عمال الإغاثة والصحة يشكلون نسبة كبيرة منهم، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وخطورة.

ولا يزال الخوف يخيّم على الأطباء والممرضين البريطانيين الذين يعملون في غزة، حيث يرون أنفسهم مهددين بشكل مباشر؛ بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المرافق الطبية. وتُعَد هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ما يستدعي تدخلًا دوليًّا فوريًّا لحماية الفِرَق الصحية وضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة للمدنيين في غزة.

الاعتداءات الإسرائيلية على الأطباء في غزة

الجامعات البريطانية تشهد أكبر حملة لقمع حرية التعبير بشأن فلسطين
تقييد حرية الأطباء في بريطانيا من التعبير عن آرائهم (Unsplash)

وكان البروفيسور ماينارد يُجري عملية جراحية لمريض مصاب بجروح في البطن والصدر، عندما أصاب صاروخ إسرائيلي وحدة العناية المركزة في مستشفى الأقصى في المبنى المجاور. وقال ماينارد، الذي يعمل جرّاحًا في أكسفورد، ويذهب إلى غزة منذ عام 2010: “لقد شاهدت بأم عيني هجومًا شنه الجيش الإسرائيلي على وحدة العناية المركزة هناك”.

وتحدثت صحيفة الغارديان إلى عاملين متطوعين في مجال الرعاية الصحية من بريطانيا، سافروا إلى غزة مع منظمات الإغاثة منذ الـ7 من أكتوبر. وذكر هؤلاء المتطوعون أن الجيش الإسرائيلي كان يستهدف عمدًا البنية التحتية للرعاية الصحية. وأعربوا عن قلقهم بشأن مواصلة عملهم الإنساني في غزة، بعد استهداف سبعة من عمال الإغاثة الدوليين، منهم ثلاثةُ بريطانيين، في غارة جوية إسرائيلية.

يُذكَر أن عدد الضحايا من عمال الإغاثة والصحة وصل إلى 700 شخص، من أصل أكثر من 32 ألف شخص استُشهِدوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفقًا للأمم المتحدة ووزارة الصحة الفلسطينية. ومن بين 36 مستشفى في غزة، هناك 10 مستشفيات فقط تعمل جزئيًّا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

أين صنع محرك الطائرة التي قتلت عمال الإغاثة في غزة؟
أين صنع محرك الطائرة التي قتلت عمال الإغاثة في غزة؟

وفي يناير/كانون الثاني، بعد أن غادر فريق ماينارد وتبعه فريق آخر، أصابت غارة جوية إسرائيلية مجمعهم السكني في المواصي، ما أدى إلى إصابة عدد من الأطباء وحارس أمن المجمع.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: إنه “أصيب بالذعر”؛ بسبب مقتل عمّال الإغاثة السبعة، وأضاف: إنه “شعر بالفزع” أيضًا لأن مستشفى الشفاء قد توقف عن العمل بعد حصار عسكري دام أسبوعين.

وأدانت الأمم المتحدة الدمار والقتل في المستشفى، وكان الأطباء والمرضى من بين القتلى حسَب ما ورد. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: “في هذه المرحلة، لم نَعُد نناقش توفر الرعاية الصحية وجودتها، بل نناقش تدمير أي بنية تحتية قادرة على توفير الإسعافات الأولية الأساسية”.

وبهذا الشأن قال الدكتور عبد الحماد، وهو جرّاح متخصص بزراعة الأعضاء من ليفربول، وكان يعمل في مستشفى الشفاء مع جمعية خيرية لزراعة الأعضاء في أكتوبر، قبل إجلائه من غزة في نوفمبر: “هذا القَدْر من الدمار لا يُصدَّق. ولأنهم يُفلتون من العقاب على الضربة الأولى للمستشفى، فقد أصبح ذلك أمرًا اعتياديًّا في هذه الحرب”.

وأردف الحماد قائلًا: إن زملاءه في مستشفى الشفاء رووا قصصًا “لا تُصدَّق” عن أشخاص ومرضى تُرِكوا ليموتوا. وقيل له: إن جراح التجميل الدكتور أحمد المقادمة نُقِل من المستشفى مع والدته يسرى، وعُثِر على جثتيهما في مكان قريب مع انسحاب القوات الإسرائيلية.

ومنذ بدء النزاع، كشفت منظمة الصحة العالمية عن 906 هجمات على الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية المحتلة وإسرائيل ولبنان، ما أسفر عن استشهاد 736 شخصًا وإصابة أكثر من ألف آخرين.

 

تدمير ممنهج

الأطباء المبتدئون
استهداف الكوادر الصحية في غزة

وفي أول ليلة له بلا نوم في غزة، حاول الدكتور جيمس سميث إحصاء الضربات المستمرة من الغارات الجوية. وبعد نحو 200 غارة لم يَعُد يستطيع متابعة العد. وقال جيمس المختص بطب الطوارئ والبالغ من العمر 35 عامًا، وهو من لندن: “كل ما ستفعله هو التفكير، أين سقط هذا الصاروخ؟ على من هبط؟”. وأضاف: “يجب احترام المستشفيات وحمايتها، ويجب عدم تحويلها إلى ساحات قتال”.

وتابع: “إذا استهدفتَ العاملين في مجال الرعاية الصحية، وإذا استهدفتَ نظام الرعاية الصحية ومرافق الرعاية الصحية، فأنت تتبع أسلوبًا من أساليب الحرب النفسية، إذ تقول: لا أحد آمن ولا مكان آمن!”.

ووصفت الدكتورة ديبورا هارينغتون، طبيبة التوليد التي تعمل في أكسفورد وسافرت إلى غزة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، مستشفى الأقصى بأنه مكتظ بأعداد “هائلة” من الأطفال المصابين جراء القصف والإصابات الخطرة.

كما وصفت هارينغتون، التي تسافر إلى غزة منذ عام 2016، الهجمات على المستشفيات بأنها “تدمير ممنهج لنظام الرعاية الصحية”.

وقالت: “أشعر بالخجل والاشمئزاز! ليس هناك أي حماية لأي شخص يحاول إيصال المساعدات للمدنيين. يجب ألا تكون الحرب على المدنيين أو على الأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم”.

إسرائيل تستهدف أطباء بريطانيين في غزة!
إسرائيل تستهدف أطباء بريطانيين في غزة!

وعند وصولها إلى المستشفى الأوروبي في جنوب غزة في فبراير، قيل للدكتورة كونستانتينا إيليا كاريدي وفريقها: إن هناك نحو ألف مريض لسعة المستشفى البالغة 220 سريرًا قبل الحرب. وفي مكان قريب، كان أكثر من 22 ألف شخص يحتمون في خيام.

وعلى مدى أسبوعين عالجوا الكسور، وأجروا العمليات الجراحية الترميمية، وعالجوا إصابات الانفجار أو الشظايا وجروح الطلقات النارية. وقالت: إنهم غسلوا الأقنعة الطبية وأعادوا استخدامها، وإنهم استخدموا المواد الأفيونية لتخفيف الآلام فقط في غرف العمليات.

وفي تصريح لها قالت: “أنتم تستهدفون المنظمات الإنسانية مع العلم أنها ستعلق عملياتها؛ لأنها مضطرة إلى ذلك. ماذا يعني هذا؟! أنت تحاول تخويف الناس وإجبارهم على المغادرة”.

 

المصدر الغارديان


إقرأ أيّضا 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

خريجو AUK

loader-image
london
London, GB
12:33 am, Sep 8, 2024
temperature icon 17°C
overcast clouds
Humidity 89 %
Pressure 1005 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 6:24 am
Sunset Sunset: 7:31 pm