لاجئ سوداني يصف رعب هجمة إحراق فندق طالبي لجوء في يوركشاير
وصف طالب لجوء عشريني حالة الرعب التي عاشها نتيجة هجمات اليمين المتطرف، وإحراق فندق طالبي اللجوء في بلدة روثرهام ضمن مقاطعة يوركشاير شمال إنجلترا.
وقال عبد المعز طالب اللجوء السوداني: إن طالبي اللجوء كانوا محاصرين في الداخل، وكل ما كان يمكنه فعله هو الدعاء، في حين بدأ أنصار اليمين المتطرف بمهاجمة المبنى وتحطيم النوافذ، وهتفوا مطالبين بطرد طالبي اللجوء، وحاولوا إضرام النار في المبنى.
حالة من الذعر والخوف بعد إحراق فندق طالبي اللجوء في يوركشاير
وأضاف عبد المعز، الذي طلب عدم الكشف عن هُويته؛ خوفًا على سلامة طالبي اللجوء الآخرين: “كان نزلاء الفندق مذعورين، وكانوا يخشون الاختناق بالدخان؛ نتيجة الحريق الذي حاول أنصار اليمين المتطرف إشعاله”.
وكان الهجوم قد وقع قبل أسبوعين؛ نتيجة المعلومات المضللة التي نشرها أنصار اليمين المتطرف بشأن هُوية منفّذ عملية الطعن، التي أودت بحياة ثلاث طفلات في إنجلترا، حيث زعموا أنه مسلم بغرض التحريض على المسلمين.
وأكد طالب اللجوء السوداني أن الشرطة تمكّنت في النهاية من كبح جماح مثيري الشغب في روثرهام، لكن معظم طالبي اللجوء انتقلوا إلى فندق آخر في برمنغهام؛ خوفًا من معاودة الهجوم.
ويأتي ذلك بعد أن انخفضت حدة أعمال الشغب في الوقت الحالي، وقد كثّفت الحكومة البريطانية جهودها لملاحقة المشاركين في أعمال الشغب.
واعتقلت الشرطة البريطانية نحو 1000 شخص من المتورطين في أعمال الشغب هذه، ووجهت الاتهامات إلى نحو 50 شخصًا.
وما زالت المساجد والجمعيات الخيرية والإنسانية في بريطانيا في حالة تأهب لحماية المراكز التي تُؤوِي طالبي اللجوء.
منظمات المجتمع المدني تعمل على حماية طالبي اللجوء
وأشارت منظمات المجتمع المدني إلى أن مجموعات طالبي اللجوء تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين، وأشخاصًا ليسوا من ذوي البشرة البيضاء.
ونتيجة أعمال العنف، بقي العديد من طالبي اللجوء في الفنادق، ولم تستطع الزوجات الخروج للمتاجر دون أزواجهن.
وخشي الناس الخروج للمساجد، وأصبحت الحدائق خالية من الناس.
وقال اللاجئ السوداني آدم: “جميع اللاجئين مذعورون، لقد جاؤوا بحثًا عن حياة طيبة ولا يريدون إيذاء أحد”.
ويُعَد يعقوب آدم أحد المؤثرين في مجتمع اللاجئين في روثرهام، حيث اعتاد تنظيم الفعاليات الرياضية.
وأوضح اللاجئ السوداني آدم يعقوب أن روثرهام شهدت توترًا في السابق، لكنه أكد أن العنف الذي شهدته المدينة في الآونة الأخيرة غير مسبوق.
وأشار آدم إلى أنه توجه لحماية أحد المساجد القريبة، وكان قلقًا من إمكانية هجوم المتظاهرين المتطرفين على المسجد، لكن أنصار اليمين المتطرف أخفقوا في تنظيم هذه المظاهرات.
وقال آدم: “لقد فررت من الحرب والإبادة الجماعية في بلدي لآتي إلى إنجلترا، لكنتي أخشى اليوم من البقاء خارج منزلي بعد الساعة العاشرة مساءً”.
تصاعد التوتر في مدينة روثرهام
ويُعزى تصاعد العنف في منطقة روثرهام إلى تسجيل عدة حوادث تحرش جنسي بين عامَي 1997 و2013. وكشف تقرير مستقل صدر في عام 2014 أن ما لا يقل عن 1400 طفل تعرضوا للتحرش في المنطقة، واتهم الأهالي السلطات بالتغاضي عن المشكلة، ما أدى إلى تفاقمها.
وفي هذا السياق، قالت أبرار جاويد من منتدى المجتمع المسلم في روثرهام: “ينظر بعض الناس إلى المجتمع هنا على أنه مؤلف من نحن وهم”.
وأضافت: “إن ردود أفعال أتباع اليمين المتطرف أسهمت في تغذية نزعة التطرف لدى المجتمعات من ذوي الأصول البيضاء، ما تسبب بموجة العنف في روثرهام”.
ويشعر طالبو اللجوء المقيمون في فندق هوليداي إن إكسبريس بالتهميش والعزل؛ إذ يقع الفندق بعيدًا عن مركز المدينة، ويبعد المركز عن المساجد ومتاجر اللحوم الحلال، كما أشار زيد حسين، إمام مسجد عثمان المحلي.
كيف تصف ممارسات اليمين المتطرف تجاه طالبي اللجوء في بريطانيا؟ شاركنا رأيك في التعليقات
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇