فنانة تكرس حياتها لمساعدة اللاجئين في بريطانيا

كرّست فنانة بريطانية حياتها لمساعدة اللاجئين القادمين إلى بلدتها، بدءًا بالعائلات السورية الفارّين من الحرب، وبتركيز على العائلات الأفغانية حاليًا.
وفي مقال نشرته صحيفة “الغارديان” (Guardian)، قالت الكاتبة “سيرين كيل” أن طفلاً صغيرًا غيّر حياة الفنانة “ماري غرايسي” للأبد رغم أنها لم تقابله قط.
لاجئٌ صغير
وقد تركت صورة الطفل الصغير أثرًا كبيرًا في نفس الفنانة التي تعيش في بلدة “ميلتون كينز” (Milton Keynes)، وقالت: “أنا أم. هل يمكنك تخيل ما هو أسوأ من ظهور طفلك في الأخبار بهذه الطريقة؟”.
فسارعت “غرايسي” إلى التواصل مع فرعها المحلي من مشروع “مرحباً باللاجئين” (Refugees Welcome) الذي تم إنشاؤه في أعقاب الحرب السورية، والذي يستضيف المشاركون به عائلات اللاجئين في منازلهم، بدلاً من تركهم في المخيمات.

ومع مرور الوقت وبدء استقرار العائلات في منازلها الخاصة في بريطانيا، قلّت الحاجة إلى المتطوعين وتم تفكيك المشروع. ولكن شهر آب/ أغسطس من العام الماضي شهد قدوم أعداد كبيرة من اللاجئين إلى بريطانيا في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية والبريطانية من أفغانستان.
دعم اللاجئين الأفغان
بدأت العائلات الأفغانية بالوصول إلى بلدة غرايسي، حيث طلبت إحدى الجمعيات الخيرية المحلية السكّان بالتبرع بما يجدونه من ألعاب للأطفال الأفغان. فات غرايسي الموعد النهائي لاستلام التبرّعات، وبقي ما جمعته في سيارتها.
وبينما كانت تجوب البلدة بعد بضعة أيام، لمحت الفنانة مجموعة من الناس أدركت على الفور أنهم كانوا لاجئين، على حدّ قولها. ولحسن الحظ، كانت لا تزال تحمل الألعاب التي جمعتها، فخرجت بنفسها لتوزيعها على الأطفال في أحد الفنادق التي تأوي اللاجئين.
وقالت غرايسي: “ذهبت إلى الفندق وبدأت في الحديث مع الناس هناك”، حيث استمعت إلى العديد من الروايات والقصص المختلفة، وعلمت أن الكثيرين منهم تركوا جميع ممتلكاتهم، ولا يملكون سوى الملابس التي وفّرتها لهم الكنيسة المحليّة.

لم تقف الفنانة مكتوفة الأيدي، وقررت تعيين نفسها منسقة تطوعية، فجمعت تفاصيل من حوالي 200 لاجئ؛ بما في ذلك ما يحتاجون له، ومقاسات أحذيتهم وملابسهم، وكل ما تحتاجه للحصول على صورة دقيقة لما يتوجب عليها إحضاره.
بعد ذلك أضافت كل من تعرفه إلى مجموعة عبر “واتس آب” (WhatsApp)، وأرسلت رسائل تطلب فيها الملابس. وبذلك أصبحت غرفة الاستقبال في بيتها بمثابة مستودع لفرز التبرعات وصنع طرود مخصصة لكل عائلة قابلتها.
بالإضافة إلى ذلك، أقنعت “غرايسي” مصفّف شعر بتقديم قصات شعر مجانية للاجئين، وحصلت على كتب لتعليم اللغة الإنجليزية، وقيادة السيارات لكل أسرة.
كما أكدت “غرايسي” أن على البلاد بذل جهود أكبر لاستيعاب اللاجئين العالقين في الفنادق منذ أشهر، حتى يتمكنوا من العيش حياة حقيقية .
شاركونا حملة “امنحوهم الدفء”
وبينما تعزم ماري غرايسي على حماية اللاجئين ودعمهم بعد ما عانوه من آلام الحرب والهجرة، يمكن مساعدة اللاجئين السوريين القاطنين في المخيّمات المتهالكة، ومدّ يد العون لهم في فترة الشتاء البارد من خلال المشاركة في حملة: “امنحوهم الدفء” التي أطلقتها منصة العرب في بريطانيا (AUK) بالتعاون مع “سيريا ريليف” (Syria Relief).
وللمزيد من المعلومات حول أهداف الحملة، وكيفية التبرّع وتقديم الدعم اضغط هنا.
اقرأ أيضًا:
توفير المخصصات اللازمة لاستيعاب أعداد جديدة من اللاجئين السوريين في بريطانيا
صحيفة محلية في كوفنتري ترافق عائلة سورية حديثة اللجوء
الاستعداد لإطلاق منصة إلكترونية لبيع المنتجات الحلال في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇