فلسطينيون يردّون على وعد ستارمر: “شكرًا، ولكن فات الأوان”
وسط وعود زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، بالاعتراف بدولة فلسطين، عبّر العديد من الفلسطينيين عن مشاعر مختلطة تجمع بين الامتنان والسخط، مؤكدين أن “الوقت قد فات” بعد عقود من المعاناة تحت الاحتلال، والدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل، وغياب موقف بريطاني واضح خلال سنوات القتل والتدمير في غزة.
وعود ستارمر تُقابل بفتور فلسطيني
في تصريحات لصحيفة “الغارديان”، قال محمد، وهو طبيب فلسطيني من غزة يقيم حاليًا في لندن، إن إعلان ستارمر يمثل خطوة طال انتظارها، لكنه أضاف: “كان بإمكانه فعل المزيد عندما كانت القنابل تنهال على عائلتي”.
وشدد محمد على أن معاناة الفلسطينيين لا يمكن أن تُعالج ببيانات سياسية جاءت بعد أشهر من القتل والتشريد.
في السياق نفسه، أعربت ناشطة فلسطينية أخرى عن إحباطها من الموقف البريطاني تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة أن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح “كلمة جوفاء” في ظل الانتهاكات اليومية. وتساءلت: “ما فائدة الاعتراف إذا كان لا يوقف نزيف الدم؟”.
اتهامات بالنفاق وازدواجية المعايير
انتقد كثير من الفلسطينيين ما وصفوه بازدواجية المعايير في تعاطي الغرب، لا سيما بريطانيا، مع القضايا الإنسانية، مشيرين إلى أن الدعم البريطاني غير المشروط لإسرائيل خلال حملتها على غزة، وتجاهلها المتعمد لنداءات وقف إطلاق النار، يجعل الاعتراف المتأخر بدولة فلسطين خطوة تجميلية أكثر منها فعلية.
وقال محلل سياسي من رام الله: “تصريحات ستارمر ليست سوى محاولة لتحسين صورته أمام الرأي العام البريطاني والعالمي. لو كان صادقًا، لكان ضغط منذ البداية على وقف الإمدادات العسكرية لإسرائيل، بدلًا من التفرج على المجازر”.
دعوات لمحاسبة بريطانيا على إرثها الاستعماري
طالب بعض الناشطين الفلسطينيين في بريطانيا الحكومة البريطانية بتحمّل مسؤوليتها التاريخية عن وعد بلفور ودورها في تأسيس الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن مجرد الاعتراف بدولة فلسطينية بعد مرور أكثر من 75 عامًا على النكبة لا يعفي بريطانيا من تبعات دعمها للمشروع الصهيوني منذ بداياته.
وفي إحدى الوقفات التضامنية في لندن، رُفعت لافتات تقول: “الاعتراف ليس كافيًا، نريد عدالة ومحاسبة”.
وعبّر المتظاهرون عن شعورهم بأن بريطانيا تواصل لعب دور سلبي في القضية الفلسطينية، وأن الوقت حان لتصحيح المسار بشكل جذري، لا مجرد رمزي.
“الاعتراف وحده لا يكفي”
تعكس ردود الفلسطينيين على وعد ستارمر جرحًا عميقًا تراكم على مدى عقود من الاحتلال والتشريد، حيث لم يعد يكفيهم سماع كلمات الدعم المتأخرة أو الوعود السياسية، بل يطالبون بخطوات ملموسة نحو إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وتحقيق العدالة للضحايا.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الاعتراف بدولة فلسطين – وإن كان ضروريًا – لم يعد كافيًا وحده لإقناع شعب ذاق مرارة الغربة والظلم، ولا لتعويض سنوات من المواقف البريطانية المنحازة التي ساهمت في ترسيخ الاحتلال.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
15°C
