تقرير يكشف فشل NHS في خفض أوقات الانتظار رغم خطط التعافي
تثير أحدث تقارير لجنة الحسابات العامة في البرلمان البريطاني مخاوف جدية بشأن قدرة الحكومة على تحسين أداء هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، بعدما أكدت اللجنة أن الوعود بخفض أوقات الانتظار لم تتحقق رغم استثمارات ضخمة بمليارات الباوندات. ويضيف هذا التقييم ضغطًا إضافيًّا على حكومة حزب العمال التي رفعت شعار “إصلاح NHS” بوصفه أحد أهم وعودها الانتخابية.
إخفاقات واضحة في خطط تقليص قوائم الانتظار

حذّرت لجنة الحسابات العامة (PAC)، وهي من أكثر اللجان نفوذًا في البرلمان، من أن التقدم في تسريع الفحوصات والعلاجات “توقف بالكامل”.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة أمرت بإعادة هيكلة مفاجئة ومكلفة لـ(NHS) في إنجلترا، دون تخطيط أو تقييم أثر، معتبرًا أن ذلك قد يضر بجودة الرعاية، ويعيد إلى الأذهان تعثر مشروع القطارات (𝖧𝖲2). في إشارة إلى مشروع HS2 ، وهو مشروع قطارات عالية السرعة كان يفترض أن يربط لندن ببرمنغهام ومانشستر وليدز، لكنه تحوّل إلى رمز لفشل الإدارة الحكومية بعد تضخّم تكلفته من نحو 33 مليار باوند إلى أكثر من 100 مليار، إلى جانب التأخيرات المتكررة وإلغاء أجزاء واسعة منه عامي 2023–2024 بسبب الفوضى التنظيمية وضعف التخطيط.
كما قالت اللجنة: إن قوائم الانتظار في العلاج غير العاجل ما تزال عند مستويات مرتفعة، حيث ينتظر كثير من المرضى أكثر من 18 أسبوعًا -وأحيانًا أكثر من عام كامل- للحصول على رعاية المستشفيات.
وأشار التقرير إلى أن “تقدم خفض أوقات الانتظار يبدو متوقفًا”، مع بقاء قائمة العلاج الاختياري عند 7.4 مليون حالة سريرية، أي بانخفاض 220 ألف حالة فقط منذ تولّي العمال السلطة في تموز/يوليو 2024.
اختلاف بين رواية الحكومة والواقع

تأتي هذه النتائج في وقت تؤكد فيه الحكومة أن (NHS) “تسير على طريق التعافي”. فقد قال وزير الصحة ويس ستريتينغ الأسبوع الماضي: إن قائمة الانتظار للعلاج خلال 18 أسبوعًا تقلصت بأكثر من 200 ألف حالة، وإن أوقات استجابة الإسعاف تحسنت، والكشف المبكر عن السرطان ازداد، كما ارتفع عدد أطباء الأسرة بـ2,500 طبيب.
لكن تقرير اللجنة يقدّم صورة مغايرة، محذرًا من أن الناخبين باتوا يرون حزب “ريفورم يو كي” -وليس العمال- الحزب الأكثر امتلاكًا لسياسات واضحة لتحسين الرعاية الصحية.
أصوات غاضبة وانتقادات لاذعة
وصف حزب الديمقراطيين الأحرار وضع (NHS) بأنه “فوضى عارمة”.
وقالت رايتشل باور، المديرة التنفيذية لجمعية المرضى: “نتائج اللجنة تكشف ما يشعر به المرضى منذ أكثر من عقد: رغم المليارات المُنفَقة، ما تزال (NHS) عاجزة عن تقديم الرعاية في الوقت المناسب”.
نتائج رئيسة في تقرير اللجنة
خلصت اللجنة إلى عدد من النتائج منها:
إخفاق في تحقيق أهداف خطة 2022
تبيّن للجنة أن الأهداف الأساسية لتحسين الوصول إلى الرعاية المخطط لها والفحوصات التشخيصية بحلول ربيع العام الماضي لم تتحقق.
إنفاق ضخم دون نتائج واضحة
أنفقت (NHS) إنجلترا نحو 3.24 مليار باوند لإنشاء مراكز تشخيص مجتمعية ووحدات جراحية، لكنها لم تنجح في تقليص التأخير.
استمرار الانتظار الطويل

192 ألف شخص كانوا بانتظار العلاج لعام على الأقل في تموز/يوليو، رغم التعهّد بإنهاء هذا الانتظار بحلول آذار/مارس 2025.
22 في المئة من المرضى ينتظرون أكثر من ستة أسابيع لإجراء فحص تشخيصي، رغم أن الهدف كان خفضها إلى 5 في المئة فقط.
إعادة هيكلة (NHS): خطوة غير محسوبة
أشارت اللجنة إلى أن قرار حكومة العمال بإعادة هيكلة مفاجئة لـ (NHS) -وهو أمر كان مستبعدًا قبل الانتخابات- لم يكن قرارًا “حكيمًا”، ولم تُخصص له ميزانية، ولم يُجرَ له تقييم أثر، في تكرار واضح لما سمّته اللجنة “ممارسات فاشلة” مشابهة للممارسات الخاصة بمشروع القطارات السريعة (𝖧𝖲2) وبرنامج المستشفيات الجديدة.
أزمة بنيوية (NHS)

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن نتائج لجنة الحسابات العامة تعكس تعقيد الأزمة البنيوية داخل (NHS)، حيث لم يعد ضخ الأموال وحده كافيًا لتحقيق تغيير ملموس في أوقات الانتظار. وترى المنصة أن الجمع بين إعادة الهيكلة غير المخططة واستمرار ضغوط الطلب يهدّد بإطالة الأزمة بدل حلّها، ما يجعل نجاح الحكومة في خفض أوقات الانتظار بحلول 2029 مرهونًا بتحولات أعمق في الإدارة والتمويل وآليات تقديم الخدمة وليس فقط في ضخ الأموال.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
