فشل مراقبة الملاحة الجوية في المملكة المتحدة: ما سبب ذلك ومن سيتعين عليه أن يدفع؟
ألغيت الرحلات الجوية في بريطانيا وأجل العديد منها بسبب فشل مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا، فما السبب وراء الأعطال التي شلت حركة الطيران في بريطانيا.
خلل فني!
قالت هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا (NATs) إن آلية تنظيم الرحلات الجوية في بريطانيا تعطلت عدة ساعات يوم الإثنين، وعلى الرغم من الأمر لم يصل إلى إغلاق المجال الجوي في بريطانيا إلى أن العديد من الطائرات أجلت رحلاتها.
وقالت شركة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا (NATs) إن الخلل نتج عن إضافة إحدى شركات الطيران بيانات خاطئة إلى برامج تنظيم الطيران في بريطانيا.
برامج تنظيم الرحلات الجوية
تتعلق برامج تنظيم الرحلات بتوقيت إقلاع الطائرات ومساراتها، وغالبًا ما تعتمد شركات الطيران برنامجًا موحدة بالنسبة للرحلات الجوية قصيرة المسافة، كما يرسل الفريق المسؤول عن تنظيم الرحلات الجوية في الشركة هذه تفاصيل هذه البرامج إلى هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا (NATs)، قبل الإقلاع بفترة طويلة، ويتحقق الطيارون من التفاصيل الواردة في البرامج، وقد يعدلون على برامج الانطلاق إذا لزم الأمر.
نسخ احتياطية لبرامج مراقبة الملاحة الجوية
عادةً ما تحتفظ هيئة مراقبة حركة الملاحة الجوية في بريطانيا بنسخ احتياطية من برامج انطلاق الرحلات الجوية.
لكن مدير الهيئة مارتن رولف أكد أن هيئة مراقبة الملاحة الجوية توقفت عن معالجة المعلومات المتعلقة ببرامج الرحلات الجوية، لتجنب تقديم معلومات مغلوطة لفريق مراقبة الحركة الجوية ما قد يهدد سلامة المسافرين،
وقد استغرب بعض خبراء الطيران أن معلومة خاطئة واحدة تسببت بتعطل حركة الملاحة الجوية في بريطانيا، وفي هذا الصدد قال مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش:” إنه من الغريب أن تتسبب إحدى المعلومات الخاطئة بتعطيل كامل نظام مراقبة الملاحة الجوية، كما أكد الطيارون أنه يمكن لنظام حركة الملاحة أن يرفض إدخال برامج تنظيم الطيران التي تتضمن أي خطأ.
بدوره أكد مدير هيئة مراقبة الملاحة الجوية مارتن رولف أن نظام مراقبة الملاحة لم يتعطل بشكل كامل لكنه أصبح أكثر بطئًا لأن أجهزة الحاسوب توقفت عن معالجة المعلومات خوفًا من إدخال أي معلومة خاطئة.
قرصنة إلكترونية
قالت هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا إنه لا توجد إشارة على حدوث عملية قرصنة إلكترونية ضد حركة الملاحة الجوية في بريطانيا، إلا أن بعض خبراء الطيران أشاروا إلى أن نظام الملاحة الجوية سبق أن واجه مشكلات مماثلة خاصة في مواسم الذروة، رغم ذلك فقد نفى الخبراء إمكانية حدوث أي اختراق إلكتروني، قبل أن يستبعد وزير النقل مارك هاربر هذا السيناريو أيضًا.
فيما أكدت هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا أنها واجهت حادثة وحيدة مماثلة في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2014، واضطرت حينها لتعليق الرحلات الجوية مدة ساعة تقريبًا بسبب الحادثة التي حصلت آنذاك.
تجري هيئة مراقبة الملاحة الجوية تحقيقًا في أسباب العطل الحاصل، ومن المتوقع أن تقدم تقريرًا لهيئة الطيران المدني، وقال مدير الهيئة رولف:” يجب ألا يتكرر مثل هذا الخطأ في المستقبل، خاصةً أننا أصبحنا على معرفة بالأسباب التي أدت لتعطل نظام مراقبة الملاحة الجوية”.
من يدفع الثمن العطل في حركة الملاحة الجوية؟
تحملت كل من شركات الطيران والمسافرين الخسائر المالية الناتجة عن الخلل الفني الذي حل بنظام مراقبة الملاحة الجوية، وقد دفع بعض المسافرين رسوم الرحلة مرة أخرى، بينما ألغيت رحلات بعضهم الآخر، فيما دفعت شركات التأمين تعويضًا لعدد من المسافرين.
هذا وتكبدت شركات الطيران خسائر كبيرة في الإيرادات، وقد تحملت مسؤولية إيواء المسافرين العالقين في المطارات وتوفير الطعام لهم، بالإضافة لإعادة المسافرين الذين تقطعت بهم السبل إلى منازلهم بعد أن ألغيت رحلاتهم، وقد بلغت رسائل شركات الطيران حوالي 100 مليون باوند.
هذا ولم يستبعد مدير هيئة الطيران المدني أن تقدم هيئة مراقبة الملاحة الجوية تعويضًا ماليًا لكل من المسافرين وشركات الطيران الذي تكبدوا خسائر مادية كبيرة بعد إلغاء العديد من الرحلات أو تأجيلها.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇