فايننشال تايمز: هكذا اخترقت إسرائيل أنظمة حزب الله الأمنية
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرًا بشأن كيفية اختراق إسرائيل لأنظمة حزب الله الأمنية، مشيرة إلى تحول كبير في العمليات الاستخبارية الإسرائيلية ضد الحزب. وأفاد التقرير بأن إسرائيل حاولت ثلاث مرات اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله خلال حربها في عام 2006، لكنها أخفقت في الوصول إليه؛ بسبب تحصيناته الخرسانية ومخابئه تحت الأرض.
وفي الآونة الأخيرة تمكنت إسرائيل -وفقًا لمصادر إسرائيلية- من تصحيح هذه الأخطاء. فقد نجحت ليلةَ الجمعة في تتبع نصر الله إلى مخبأ تحت مجمع سكني في جنوب بيروت، حيث شنت غارة جوية دمرت أربعة مبانٍ على الأقل. وادعى الجيش الإسرائيلي إسقاط ما يصل إلى 80 قنبلة لضمان مقتله، وتفاخر قائد إحدى الطائرات المشاركة بالقول: “سنصل إلى الجميع، في أي مكان”.
كيف اخترقت إسرائيل أنظمة حزب الله الأمنية؟
وأوضح تقرير الصحيفة أن هذا “النجاح” -على حد قولهم- يأتي بعد سنين طويلة وصعوبات كبيرة في مواجهة حزب الله، الذي ظل على مدى عقود يشكل خصمًا قويًّا لإسرائيل في المنطقة. ويعود التحول الكبير في التفوق الإسرائيلي إلى تحسين نوعية المعلومات الاستخبارية التي اعتمدت عليها إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة. وأبرز هذه العمليات كان اغتيال فؤاد شكر، أحد مساعدي نصر الله، في يوليو الماضي.
وبحسَب التقرير، تَمثّل هذا التحول في إعادة توجيه الجهود الاستخبارية الإسرائيلية تجاه حزب الله، بعد الإخفاق في القضاء عليه في حرب 2006. واعتمدت إسرائيل على وحدتها المتقدمة لجمع المعلومات الإلكترونية (وحدة 8200) ومديرية الاستخبارات العسكرية، التي عمدت إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات لرسم خريطة لشبكات حزب الله.
وبهذا الصدد أشارت ميراي آيزن، وهي ضابطة استخبارات إسرائيلية سابقة، إلى أن التحول في التعامل مع حزب الله شمل رؤية أوسع تتجاوز جناحه العسكري لتشمل طموحاته السياسية وعلاقاته المتزايدة مع الحرس الثوري الإيراني. وأوضحت أن تحليل هذا النوع من المعلومات مكّن إسرائيل من الحصول على صورة شاملة للحزب.
حرب سوريا: فرصة لاختراق أنظمة حزب الله الأمنية
وفي سياق متصل، أشارت راندا سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن الحرب في سوريا كانت بداية توسّع حزب الله، ما أتاح لإسرائيل فرصة اختراق الحزب عبر جمع بيانات كثيرة عن عملياته وتحركاته. وهذه البيانات كانت تشمل معلومات عامة تُجمع من مصادر متنوعة، مثل: وسائل التواصل الاجتماعي والجنازات التي يظهر فيها قادة الحزب.
كما أشار التقرير إلى أن دعم حزب الله للنظام السوري أدى إلى ضعف في آليات السيطرة الداخلية للحزب، ما أتاح فرصة سانحة لاختراقه من الناحية الاستخبارية. ووصفت مصادر لبنانية هذا بأنه “ثمن دعمهم للأسد”، إذ اضطر الحزب إلى الكشف عن معلومات أكثر خلال وجوده في سوريا.
تفوق استخباري إسرائيلي: تحول نوعي في مواجهة حزب الله
وكان التقدم التكنولوجي الإسرائيلي عاملًا حاسمًا في هذا الاختراق. إذ استخدمت إسرائيل تقنيات متطورة مثل الأقمار الصناعية التجسسية والطائرات المسيّرة، إضافة إلى قدرات قرصنة سيبرانية مكّنت من مراقبة الهواتف المحمولة وأنماط التحركات اليومية لعناصر الحزب. وتلك المعلومات كانت تُجمع من مصادر متعددة، سواء من طائرات مسيّرة أو كاميرات مراقبة أو حتى أجهزة التلفاز الذكية.
وبحسَب التقرير، أسفرت هذه الجهود عن تحديد بنك أهداف ضخم تمكّنت إسرائيل من استخدامه في الأيام الأولى من حملتها الجوية الأخيرة، إذ استهدفت أكثر من 3000 هدف مشتبه به تابع لحزب الله.
المصدر: ft
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇